661- نشيد الأناشيد عظة (59)
(24/9/2025م)
"أنَا ... سَوْسَنَةُ الأَوْدِيَةِ"
(نشيد2: 1)
قوة احتمالها
*******
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (661) من "برنامج حياتك الروحية" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا ندخول إلى حضرة الرب بجزء من ترنيمة:
1- الله الذي لنا لا يتركنا أبداً
بل يهدينا ويحمينا ، عينه علينا
(ق) ربنا لا ينسانا فهو دائمًا معنا
في طريق ذي الحياة يتقدمنا
2- معنا وسط رحبنا يبهج قلوبنا
وفي ضيقنا يسد كل عوزنا
(ق) ربنا لا ينسانا فهو دائمًا معنا
في طريق ذي الحياة يتقدمنا
3- نرفع رؤوسنا أمام عدونا
لا نهاب الخصم كلا فمن علينا
(ق) ربنا لا ينسانا فهو دائمًا معنا
في طريق ذي الحياة يتقدمنا
4- ولتشدو قلوبنا بابتهاج في هنا
لا نخاف ظل الموت كلا فالله معنا
(ق) ربنا لا ينسانا فهو دائمًا معنا
في طريق ذي الحياة يتقدمنا
********
(3) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين: .....
(4) أحبائي المشاهدين كان تأملنا في حلقة ماضية عن: أوجه الشبه بين المسيح وزهرة السوسن، في قوله: "أنا سَوْسَنَةُ الأَوْدِيَةِ".
(5) ورأينا صورة زهرة السوسن:
(6) وقلنا هناك أوجه شبه كثيرة بين السيد المسيح وبين زهرة السوسن: منها: أن المسيح يشبه هذه الزهرة:
- في روعة جمالها.
- وفي عبير رائحتها.
- وفي قوة احتمالها.
- وفي تواضع ذاتها.
*******
(7) وقد تكلمت في حلقات سابقة عن: أوجه الشبه بين االسيد المسيح وزهرة السوسنة من جهة: روعة جمالها. وعبير رائحتها.
******
(8) واليوم نتكلم عن: بقية أوجه الشبه بين المسيح وزهرة السوسن من جهة:
- قوة احتمالها.
- تواضع ذاتها
*******
(9) أولا: قوة إحتمالها:
[1] فزهرة السوسنة الرقيقة تنمو:
- بين الصخور: في بيئة وعرة.
- وبين الأشواك: محيط مؤلم.
- وفي ظروف مناخية قاسية: جو متعب.
[2] ويُشبَّه بها المسيح في:
- احتماله أنواع مختلفة من الآلام، والاضطهاد، والظلم، والرفض. حتى الصلب.
- والمسيح في وادينا: تماما مثلما تنمو السوسنة البيضاء في الأودية الوعرة، هكذا المسيح نزل إلى "وادي الدموع" (مز 84: 6) ليشاركنا ضعفنا، ويحوّل الوادي المظلم إلى مكان عطر مجيد.
- والمسيح أيضا: حاضر في أودية أحزاننا وتجاربنا ليعين ضعفنا (عب2: 18) لأنه فيما هو قد تألم مجربا يقدر أن يعين المجربين".
[3] وكذلك تُشبِه السوسنة الكنيسة:
- يقول العلامة أوريجانوس (ق 3م): "كما أن السوسنة تنمو بين الأشواك، هكذا الكنيسة تنمو وتزهر بين اضطهادات العالم، لكن جمالها لا يُطفأ" (تفسير نشيد الأناشيد، العظة الثانية)
- شهادة الكنيسة وسط الضيق: الكنيسة كالسوسنة رغم الضيقات تصمد شاهدة للمسيح.
[3] وأيضا يُشبَّه بالسوسنة المؤمن:
- فهو مدعو أن يواجه المصاعب التي واجهها المسيح، ومدعو أن يثبت مثله رغم كل التحديات.
- فعندما تشعر أنك في وادٍ من الحزن أو التجربة، تذكّر أن المسيح نفسه حاضر في الوادي، لا على قمم بعيدة عنك.
- والمؤمن كالسوسنة مدعو أن يزهر وسط ضيقات العالم، متذكراً أن النعمة تكفيه (2كو12: 9) "تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تُكمل" .
- فحياتنا مدعوة أن تكون مختلفة، أن نضيء ونزهر وسط الظلام، لا أن نذوب فيه.
- فلا تدع صعوبات الحياة تخنق زهرة الإيمان داخلك. بالعكس، ازهر وسط الضيق، فتظهر قوة النعمة في ضعفك.يقول الرب يسوع في (يو16: 33) "في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم".
- وفي (يع1: 2) "احسبوه كل فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة"
- هل تتأفف من الضيقات أم تفرح؟
- (2كو4: 17) "لأن خفة ضيقتنا الوقتية تنئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبدياً"
(10) ثانيا: وجه شبه آخر بين المسيح وزهرة السوسنة هو: في إتضاعها:
- القديس يوحنا ذهبي الفم (ق 5 م): يربط النمو في الأودية بالاتضاع قائلا: "كما أن السوسنة لا تنمو في القمم بل في الأودية، هكذا المسيح تنازل ونزل إلى تواضع طبيعتنا، ليجعلنا نحن المرفوعين شركاء في مجده." (عظة على الاتضاع، فقرة 3)
- قوة التواضع: الاتضاع هو الطريق إلى الجمال الروحي. فالسوسنة لا تنمو على القمم، بل في الأودية. والمسيح "وضع نفسه" (في 2: 8). فإن جماله قد ظهر في اتضاعه.
- الأب متى المسكين (ق 20 م) يشرح أن السوسنة هنا ترمز إلى المسيح في اتضاعه قائلا: "المسيح لم يظهر في عظمة أرضية، بل في صورة متواضعة كالسوسنة البيضاء في وادٍ، ليجتذب إليه القلوب بالوداعة والجمال الروحي لا بالمجد الزمني." (تأملات في نشيد الأناشيد، ص 85)
- وقال أيضا: "السوسنة لا تنمو في المرتفعات بل في الأودية، إشارة إلى المتواضعين. هكذا المؤمن الحقيقي لا يفتخر بل يتضع، وهناك يظهر جمال المسيح فيه." (تفسير نشيد الأناشيد، أصحاح 2)
- تطبيق: إن أردت أن تزهر روحياً، لا تبحث عن مجد أرضي أو مراكز، بل اسلك طريق التواضع والخفاء. ومن هناك يرفعك الله.
- والواقع إن إقتناء الاتضاع لا يتحقق إلا بإماتة الذات.
- (غل2: 20) مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ"
- ما هي علامات الذات التي لم تمت وتصلب مع المسيح؟
() الإجابة: علامات سيادة الذات على الإنسان: [10 علامات + تفرعاتها]
- الكبرياء: الإعجاب بالنفس، والافتخار بذكائها وقدراتها. ومواهبها، وإنجازاتها، ونجاح خدمتها.
- الإصرار على عمل رغبة النفس، وتنفيذ مشيئتها.
- إنتظار المدح والتقدير من الناس.
- الأخذ على الخاطر من الناس الذين لايقدمون المديح.
- تدليل النفس، والإشفاق عليها. والغيرة من شهرة الآخرين.
- عدم تقبل الشخص الآخر، ولا الرأي الآخر.
- العناد، والتشبث بالرأي.
- الانفعال، والغضب، وفقد الأعصاب.
- البغضة، والاغتياب، والتشهير، والتحقير، والاستهزاء بالآخرين.
- سوء النية، والخبث، والمكر، والمؤامرات، والخصام، والتحزب، والإنشقاق (1كو3: 3) "فإنه إذ فيكم حسد وخصام وانشقاق، ألستم جسديين وتسلكون بحسب البشر؟".
# ياليت كل واحد منا يراجع نفسه على هذه المعايير ويطلب من ربنا إنه يعالجه ويتمجد في حياته. آمين.
*********
(12) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.
- إختبارات العابرين والعابرات
(13) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
- (تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
- المداخلات
(14) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.
(15) ما هو الأمر الذي تكلم به الروح القدس إليك من خلال هذه الحقائق؟
- الختام
(16) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(17) البركة الختامية:
محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم. آمين.