قناة الفادى الفضائية

(647) الزيجة الروحانية

حياتك الروحية (647)

الأربعاء 4 يونيو 2025

عظات سفر نشيد الأناشيد

[49] نشيد 1: 16 "هاأنت جميل ياحبيبى وحلو وسريرنا أخضر"

الزيجة الروحانية

  • 1ـ  الزيجة الروحانية في الكتاب المقدس.
  • 2ـ  الزيجة الروحانية في فكر الآباء.

3-   ما هي الزيجة الروحانية.

4-   رموز الزيجة الروحانية.

5-   المراحل الرئيسية للوصول إلى الزيجة الروحانية.

6-   سمات الزيجة الروحانية.

إعداد وتقديم القمص زكريا بطرس

647- نشيد الأناشيد عظة (49)

 (4/6/2025م)

(نشيد 1: 16) "ها انت جميل يا حبيبي وحلو وسريرنا اخضر"

الزيجة الروحية

 

 (1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (647) من "برنامج حياتك الروحية" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.

(2) دعونا ندخول إلى حضرة الرب بجزء من ترنيمة:

(1) فلنسبح إسم الرب * لأنه بالمجد قد تمجد
صعد إلى أعلى السموات * وأرسل لنا الباراقليط

روح الحق المعزي * آمين هلليلويا.

(2) تعالوا يا جميع الشعوب * لنسجد ليسوع المسيح
صعد إلى أعلى السموات * وأرسل لنا الباراقليط،

روح الحق المعزي * آمين هلليلويا.

(3) هذا هو الله مخلصنا * ورب كل جسد
صعد إلى أعلى السموات * وأرسل لنا الباراقليط،

روح الحق المعزي * آمين هلليلويا.

(4) ثالوث في واحد * وواحد في ثالوث
الآب والابن * والروح القدس

روح الحق المعزي آمين هلليلويا

********

(3) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين: .....

(4) أحبائي المشاهدين: نتأمل اليوم في: (نش1: 16) "ها انت جميل يا حبيبي وحلو، وسريرنا اخضر"

  • إن تعبير "سريرنا أخضر" هو كناية عن قمة الاتحاد بالله، وهو ما يعرف بالعشق الإلهي المقدس، والذي يعرف عند المؤمنين الناضجين بالزيجة الروحانية.
  • اسمحوا لي أن أطلب منكم ما طلبه الله من موسى قائلا: "اخلع نعل رجليك لان الموضع الذي انت واقف عليه ارض مقدسة" (اع7: 33)
  • فلا ينبغي مناقشة هذا الأمر مع غير الناضجين روحيا، منعا لسوء الفهم، وخلط الأوراق بين الجسد والروح.
  • فغير الناضجين ينظرون للزواج على أن المطلب الأول والأهم فيه هو الإشباع الجنسي.
  • أما الناضجون فالزواج عندهم شركة حب صادق، وهو راحة حقيقية في إتحاد مقدس لا ينفصم.
  • وهكذا الزيجة الروحانية المقدسة، هي قدس أقداس العلاقة الحبية مع الله.

(3) والحديث عن الزيجة الروحانية سيشمل الأبعاد التالية:

1ـ  الزيجة الروحانية في الكتاب المقدس.

2ـ  الزيجة الروحانية في فكر الآباء.

3-   ما هي الزيجة الروحانية.

4-   رموز الزيجة الروحانية.

5-   المراحل الرئيسية للوصول إلى الزيجة الروحانية.

6-   سمات الزيجة الروحانية.

*******

(1) الزيجة الروحانية في الكتاب المقدس.

قد أشار بولس الرسول إلى هذا التعبير في: (أف5: 31 و32) "من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسدا واحدا هذَا السِّرُّ عَظِيمٌ، وَلكِنَّنِي أَنَا أَقُولُ مِنْ نَحْوِ الْمَسِيحِ وَالْكَنِيسَةِ". فيُسلِّط بولس الرسول الضوء على حميميَّة هذا الاتِّحاد عن طريق تشبيهه بالعلاقة بين الزوج والزوجة. ومما يؤكد علاقة النفس البشرية بالمسيح كعريس وعروس قول بولس الرسول في: (2كو11: 2): "خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح"، وكذلك ما قاله يوحنا المعمدان في: (يو3: 29): "من له العروس فهو العريس"، وما قاله يوحنا الرائي في: (رؤ22: 17) "والروح والعروس يقولان: تعال".

ويعتبر سفر نشيد الأنشاد لسليمان الحكيم صورة رائعة للزيجة الروحانية، حيث جاء فيه: (نش4: 9 - 12)قد سبيت قلبي يا اختي العروس قد سبيت قلبي باحدى عينيك بقلادة واحدة من عنقك،

ما احسن حبك يا اختي العروس، كم محبتك اطيب من الخمر وكم رائحة ادهانك اطيب من كل الاطياب. شفتاك يا عروس تقطران شهدا، تحت لسانك عسل ولبن، ورائحة ثيابك كرائحة لبنان. اختي العروس جنة مغلقة، عين مقفلة، ينبوع مختوم"

*******

[2] القديسون الذين استخدموا تعبير الزيجة الروحانية:

يعود تعبير الزيجة الروحانية كتشبيه للعلاقة العميقة مع الرب يسوع المسيح إلى بعض الآباء الأولين منهم:

القديس غريغوريوس النيصي (Gregory of Nyssa): [i]

وهو من آباء القرن الرابع الميلادي. وهو أول من أدخل الفكرة في لاهوت تأملي. فكان من أبرز آباء الكنيسة الذين استخدموا صورة الزواج الروحي لتفسير العلاقة بين النفس البشرية والله، خاصة في تفسيره لسفر نشيد الأنشاد، حيث اعتبر العلاقة بين العروس والعريس رمزًا لعلاقة النفس المؤمنة بالله.

القديس برنارد من كليرفو (Bernard of Clairvaux): [ii]

وهو من آباء القرن الثاني عشر الميلادي. فقد ألّف شروحات طويلة على نشيد الأنشاد وركز فيها على علاقة الحب الروحي بين النفس والله، واستعمل صورة العريس والعروس في تعبير رمزي عن الزيجة الروحانية. وقد عمّق الرمز وصار من أوائل من تحدث عن “العريس الإلهي”. فسر نشيد الأنشاد بالكامل كرمز للزيجة بين النفس والمسيح. ركز على الحب المتبادل والحنين بين النفس والله.

القديس يوحنا الصليبي (San Juan de la Cruz): [iii]

كان القديس يوحنا الصليبي راهبًا كرمليًا إسبانيًا في القرن السادس عشر، وهو أحد أعظم الصوفيين في التقليد المسيحي الكاثوليكي. يُنسب إليه بشكل خاص تعبير “الزيجة الروحانية” (أو “الزواج الروحي”) في وصف العلاقة بين الإنسان والله، وقد استخدم تعبير “الزيجة الروحانية” لوصف الاتحاد العميق والباطني بين النفس والله، بعد رحلة من التطهير والتجلي الروحي. ومن أشهر كتاباته في هذا السياق:

  • “الطلوع إلى جبل الكرمل”
  • “الليل المظلم للنفس”
  • “الزيجة الروحية” (La Llama de Amor Viva)

وهو في هذه الأعمال، شبه العلاقة بين النفس المؤمنة والله بعلاقة عروس بعريس، وهي استعارة مستمدة أيضًا من نشيد الأنشاد في الكتاب المقدس، والتي استخدمها أيضًا آباء الكنيسة مثل القديس برناردوس وغريغوريوس النيصي، لكن يوحنا الصليبي أعطاها طابعًا صوفيًا عميقًا ومفصلًا. وصف الزيجة الروحانية بأنها “ذروة الحب الإلهي”. تحدث عن “الليل المظلم للنفس” كمرحلة ضرورية قبل الوصول لهذا الاتحاد. وقال إن النفس في هذه المرحلة تتذوق الله في صمت وسلام داخلي عميق لا توصفه الكلمات.

القديسة تريزا الأفيلية: [iv]

هي قديسة كاثوليكية إسبانية، وراهبة كرملية، عاشت في القرن السادس عشر الميلادي. بلورت المفهوم في الصوفية المسيحية بعمق. واستخدمت صورة القلعة الداخلية (Interior Castle)، حيث تمر النفس بسبع “غرف”، وفي الأخيرة تحدث الزيجة الروحانية. قالت إن الله يسكن في أعمق نقطة من النفس، وأنه في هذا الاتحاد تشعر النفس بسلام يفوق العقل.

*******

[3] ما هي الزيجة الروحانية؟

الزيجة الروحانية هي استعارة صوفية تصف الاتحاد العميق بين النفس البشرية والله، حيث تُصوَّر النفس كـ”عروس” تتحد بالعريس الإلهي (المسيح). هذا الاتحاد هو ذروة الحياة الروحية، ويحدث بعد مسيرة طويلة من التطهير والتقرب من الله.

[4] رموز الزيجة الروحانية:

  • سفر نشيد الأنشاد:

يتحدث هذا السفر عن العلاقة بين العريس والعروس كرمز للعلاقة بين المسيح والنفس المؤمنة.

  • العريس (Christ):

يرمز العريس في هذا السفر إلى الله أو بالتخصيص الرب يسوع المسيح.

  • العروس (Bride)

وترمز العروس في هذا السفر إلى النفس البشرية أو الكنيسة التي هي جماعة المؤمنين.

*******

[5] المراحل الرئيسية للوصول إلى الزيجة الروحانية:

  1. التطهير (Via purgativa)

أي تنقية النفس من الخطايا والعواطف غير المقدسة. ويشمل التوبة، الصلوات، والنسك.

  1. الاستنارة (Via illuminativa)

وعن الإستنارة في أن تمتلئ النفس بنور الله وحقه، وتبدأ بالتأمل في صفاته. وتبدأ بالشعور بحب الله بشكل أعمق.

  1. الاتحاد (Via unitiva)

وهو ما يعبر عنه بالزيجة الروحانية، حيث تصبح النفس “واحدة” مع الله في المحبة والنعمة، وليس اتحادًا في لاهوت الله، بل اتحاد في الإرادة، والفكر، والمحبة.

*******

[6] سمات الزيجة الروحانية:

  • سلام داخلي عميق.
  • تجرد كامل عن الذات.
  • حب لله بلا شروط.
  • ثبات في النعمة.
  • عدم الرغبة في شيء سوى الله نفسه.

******

 

تأكيدات هامة:

والواقع إن تعبير الكتاب المقدس عن علاقة الزوجين: أنهما يصيرا جسدا واحدا، فهي أوثق علاقة نفسية بين شخصين، بصرف النظر عن الناحية الجنسية. ويؤكد ذلك القديس يوحنا ذهبي الفم بقوله: "الالتصاق يجعل الاثنين واحدًا ولا يبقيا بعد اثنين". [v]

والقديس أغسطينوس يقول: "أما من يلتصق بالرب، فإنه يقبل روح الرب فيه، وبهذا يصير معه واحدًا" (في تفسيره للآيات: يو15 :1-7؛ 17 :21؛ يو 3: 6).

من هذا يتضح أنه حيث أن الزواج يجعل الزوجين جسدًا واحدًا، كذلك أرواحنا باقترانها بالمسيح بالإيمان والمحبة صارت معه روحًا واحدًا، ليس بالمعنى الحرفي أي أن نصير واحدا في اللاهوت، بل بالمعنى الروحي أي التوافق مع الفكر والطبع الإلهي. وكما هو الحال مع الزوجين يأن تطيع الزوجة رجلها، فهكذا اتحاد المؤمن بالله روحيًا هو بمعنى أنه يسلك في طاعة كاملة لله، إذ يصير له فكر المسيح (1كو2: 16)، وهذا يتم بأن يوجه الإنسان المؤمن قلبه وإرادته لله. وكما تخضع الزوجة للرأس هكذا يخضع المؤمن للمسيح. وهذا ما وضحه بولس الرسول في: (أف5: 22 – 24) "ايها النساءُ اخضعنَ لرجالِكنَّ كما للرب. لان الرجل هو راس المرأَة كما ان المسيح ايضًا راس الكنيسة. وهو مخلّص الجسد. ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساءُ لرجالهنَّ في كل شيءٍ".

******

(12) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.

  • إختبارات العابرين والعابرات

(13) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.

  • (تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
  • المداخلات

(14) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.

(15) ما هو الأمر الذي تكلم به الروح القدس إليك من خلال هذه الحقائق؟

  • الختام

(16) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.

(17) البركة الختامية:

محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم. آمين.

 

[i] https://st-takla.org/Saints/Coptic-Orthodox-Saints-Biography/Coptic-Saints-Story_241.html

[ii] https://st-takla.org/Coptic-History/CopticHistory_05-Western-Church-History/Church-of-West__37-Moslehoon-01-Bernard-Klerfo.html

[iii] https://sawtelrab.org/ar/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D9%8A%D8%B3-%D9%8A%D9%88%D8%AD%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D9%8A%D8%A8/

[iv] https://www.marantoniosalkabir.com/%D8%A3%D8%B6%D9%88%D8%A7%D8%A1/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D9%8A%D8%B3%D8%A9-%D8%AA%D8%B1%D9%8A%D8%B2%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%81%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%84%D9%81%D8%A7%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%86%D9%8A%D8%B3%D8%A9-20006

[v] [In 1 Corinth. homily. 18:1]

إقرأ 28 مرات
أضف تعليق
يتم مراجعة التعليقات من قبل ادارة الموقع قبل نشرها و لا يسمح بنشر التعليقات التى تحتوى على اهانات لاشخاص او شعوب بعينها او التعرض لمعتقداتهم بالفاظ نابية بعيد عن النقد الموضوعى


Youtube مباشر

شاهد البث المباشر

شارك فى الحدمة


Currency/العملة:
Amount/المبلغ:

بحث الحلقات

تاريخ الحلقة

عنوان الحلقة

البرنامج

النشرة البريدية

سجل معنا لاستلام نشرة اخبار الموقع

ترددات القناة

Nile Sat

Frequency: 11096 MHz

Polarity: Horizontal

Symbol Rate: 27500 - FEC: 5/6

 

Galaxy 19

Frequency: 12152 MHz

Polarity: Horizontal

Symbol Rate: 20000 - FEC: 3/4

 

HotBird

Frequency: 10949 MHz

Polarity: Vertical

Symbol Rate: 27500 - FEC: 3/4

 

Optus D2

Downlink: 12734 MHz

Polarity: Vertical

Symbol Rate: 22500 - FEC: 3/4

احدث التعليقات

  • حلقه رائعة ربنا يبارك حياتك أبونا الغالي ارجوك يا ابونا صلي من أجلي للمحاربات الروحية ارجو اعادة تنزيل ...
     
  • هناك خطء املائي في شهادة الوفاة وهو رقم 51 المفروض 15 قرن من الزمان وليس واحد وخمسون .
     
  • هناك نظريات كتير تقول أن محمد لم يكن موجودا بالأساس لأن مفيش أي دليل علي وجوده حتي سنة ٦٩٠ و أول دليل ...
     
  • رينا معاكو
     
  • يرجى ارسال مواعيد بث حلقات الاب زكريا ..لكي يتنسى لي متابعنها . يرجى ارسال مواعيد البث على الايميل ...