628ـ موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي [64]
(صلب المسيح)
حقيقة صلب المسيح فى المسيحية
الجمعة 15/3/2024م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (628) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
******
(3) أحبائي: سوف أواصل حديثي من: موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي.
(4) تحدثت في الحلقات الماضية عن اعتراضات المسلمين على صلب المسيح:
(5) واليوم نناقش حقيقة صلب المسيح من الجوانب التالية:
1- لماذا ينكر الإسلام صلب اليهود للمسيح؟
2- السبب الحقيقي وراء هذا الإنكار.
3- حقيقة الصلب في المسيحية.
4- حقيقة الصلب في الإسلام.
5- شهادة علم الآثار لحقيقة الصلب.
6- شهادة علم التاريخ لحقيقة الصلب.
*****
(6) الموضوع الأول: لماذا ينكر الإسلام صلب اليهود للمسيح؟
[1] أولا: لماذا ينكر الإسلام أن اليهود قد قتلوا المسيح؟ ألم ينسب القرآن لليهود أنهم قتلة الأنبياء؟ كما يتضح من الآيات التالية:
1- (سورة البقرة آية 87) "وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ"
2- (سورة البقرة آية 61) ".... كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ"
3- (سورة البقرة آية 91) ".... قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ"
4- (سورة آل عمران آية 112) "... بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ"
# إذن لماذا يمثل موت المسيح لهم مشكلة؟ وواضح أن اليهود كانوا يقتلون الأنبياء.
[2] ثانيا: يتفق هذا مع ما جاء في الكتاب المقدس عن قتل اليهود للأنبياء ورجال الله كما في:
1- (سفر نحميا 9: 26) "وَعَصَوْا وَتَمَرَّدُوا عَلَيْكَ ... وَقَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ"
2- (لوقا 11: 49) لِذلِكَ أَيْضًا قَالَتْ حِكْمَةُ اللهِ: إِنِّي أُرْسِلُ إِلَيْهِمْ أَنْبِيَاءَ وَرُسُلاً، فَيَقْتُلُونَ مِنْهُمْ وَيَطْرُدُونَ"
3- (رومية11: 3) «يَارَبُّ، قَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ وَهَدَمُوا مَذَابِحَكَ، وَبَقِيتُ أَنَا وَحْدِي، وَهُمْ يَطْلُبُونَ نَفْسِي».
# بعد كل هذه الأدلة من القرآن والكتاب المقدس علي قتل اليهود للأنبياء ورجال الله. فلماذا يصر بعض مفسري القرآن على نفي وقوع الصلب على المسيح؟!
*****
(7) الموضوع الثاني: السبب الحقيقي وراء هذا الإنكار:
[1] أولا: يرجع سبب إنكار القرآن لصلب المسيح هو: البدع التي كانت موجودة وكانت تنكر عملية الصلب مثل الأبيونية.
- فمن الثابت تاريخيا أن ورقة ابن نوفل ابن عم السيدة خديجة زوجة النبي كان تابعا للبدعة الأبيونية وهي فرقة نصرانية اعتقدت بتعاليم تخالف تعاليم المسيحية. جاء في كتاب (قس ونبي ص 145، بحث في نشأة الإسلام، المؤلف: أبو موسى الحريري) "إن ما ظهر من أبيونية القس ورقة في حياته وممارساته الروحية وتعاليمه يدل على انتمائه الأكيد إليها"
- ومن تعاليم الأبيونية أن لاهوت المسيح قد فارق ناسوته على الصليب، ويقول أبو موسى الحريري في: (قس ونبي ص 145) "يعتقد الأبيونيون أن المسيح فارق يسوع ابن مريم قبل موته على الصليب. أن المسيح يتحول برضاه من صورة إلى صورة، فقد ألقى في صلبه شبهه على سمعان، وصُلب سمعان بدلاً عنه، فيما هو ارتفع إلى السماء حياً إلى الذي أرسله، ماكراً بجميع الذين مكروا للقبض عليه. لأنه كان غير منظور للجميع"
- فهذا عين ما ذهب إليه القرأن: (سورة آل عمران 54) "مكروا ومكر الله، والله خير الماكرين"
[2] وسبب آخر وراء إنكار القرآن صلب المسيح هو الشيطان: لكي يلغي قضية الفداء، حتى لا يخلص أحد، بل أن يهلك الجميع.
*****
(8) الموضوع الثالث: حقيقة الصلب في المسيحية
الواقع أنه رغم اختلاف مفسري الإسلام في تحديد مدة موت المسيح، لكنهم قد اقتربوا من الحقيقة وخاصة ما جاء في: (الدر المنثور لجلال الدين السيوطي ج 2 ص 225) "أماته الله ثلاثة أيام ثم بعثه ورفعه".
[1] أولا: لكي نعرف حقيقة موت المسيح كاملة بعيدا عن تخبط مفسري الإسلام وشكوكهم علينا أن نرجع للكتاب المقدس كما أمر القرآن نفسه، إذ يقول:
1- في (سورة يونس94): "إن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك"
2- وفي (سورة النحل43): "وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"
4- وقد جاء في (تفسير الجلالين ج 1 ص 351) "فاسألوا أهل الذكر العلماء بالتوراة والإنجيل"
[2] ثانيا: حقيقة صلب المسيح وموته في البشائر الأربعة:
1- (مت35:27) "وَلَمَّا صَلَبُوهُ اقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ مُقْتَرِعِينَ عَلَيْهَا ...."
2- (مر15: 24-25) "وَلَمَّا صَلَبُوهُ اقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ مُقْتَرِعِينَ عَلَيْهَا: مَاذَا يَأْخُذُ كُلُّ وَاحِدٍ؟ 25 وَكَانَتِ السَّاعَةُ الثَّالِثَةُ فَصَلَبُوهُ".
3- (لو23: 33) "وَلَمَّا مَضَوْا بِهِ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُدْعَى «جُمْجُمَةَ» صَلَبُوهُ هُنَاكَ
4- (يو23:19) "ثُمَّ إِنَّ الْعَسْكَرَ لَمَّا كَانُوا قَدْ صَلَبُوا يَسُوعَ، أَخَذُوا ثِيَابَهُ وَجَعَلُوهَا أَرْبَعَةَ أَقْسَامٍ، لِكُلِّ عَسْكَرِيٍّ قِسْمًا".
- يشهد كلام بيلاطس الحاكم الذي كان يستجوب المسيح قبل الحكم بصلبه بشهادة لا تنطبق إلا على المسيح شخصيا، وليس سواه، إذ قال: «قَدْ قَدَّمْتُمْ إِلَيَّ هذَا الإِنْسَانَ كَمَنْ يُفْسِدُ الشَّعْبَ. وَهَا أَنَا قَدْ فَحَصْتُ قُدَّامَكُمْ وَلَمْ أَجِدْ فِي هذَا الإِنْسَانِ عِلَّةً مِمَّا تَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. وَلاَ هِيرُودُسُ أَيْضًا، لأَنِّي أَرْسَلْتُكُمْ إِلَيْهِ. وَهَا لاَ شَيْءَ يَسْتَحِقُّ الْمَوْتَ صُنِعَ مِنْهُ. فَأَنَا أُؤَدِّبُهُ وَأُطْلِقُهُ». وَكَانَ مُضْطَرًّا أَنْ يُطْلِقَ لَهُمْ كُلَّ عِيدٍ وَاحِدًا، فَصَرَخُوا بِجُمْلَتِهِمْ قَائِلِينَ:«خُذْ هذَا! وَأَطْلِقْ لَنَا بَارَابَاسَ!» وَذَاكَ كَانَ قَدْ طُرِحَ فِي السِّجْنِ لأَجْلِ فِتْنَةٍ حَدَثَتْ فِي الْمَدِينَةِ وَقَتْل. فَنَادَاهُمْ أَيْضًا بِيلاَطُسُ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُطْلِقَ يَسُوعَ، فَصَرَخُوا قَائِلِينَ:«اصْلِبْهُ! اصْلِبْهُ!» فَقَالَ لَهُمْ ثَالِثَةً:«فَأَيَّ شَرّ عَمِلَ هذَا؟ إِنِّي لَمْ أَجِدْ فِيهِ عِلَّةً لِلْمَوْتِ، فَأَنَا أُؤَدِّبُهُ وَأُطْلِقُهُ». فَكَانُوا يَلِجُّونَ بِأَصْوَاتٍ عَظِيمَةٍ طَالِبِينَ أَنْ يُصْلَبَ. فَقَوِيَتْ أَصْوَاتُهُمْ وَأَصْوَاتُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ. فَحَكَمَ بِيلاَطُسُ أَنْ تَكُونَ طِلْبَتُهُمْ. (لو23: 13 - 24).
[3] ثالثا: ربما يكون ردهم علي هذه الآيات أن بعد كل هذا وقع الشبه عليه ورفعه الله.
1- فنقول لهم: إن ما قاله السيد المسيح علي الصليب لا يستطيع أن يقوله إنسان آخر.
فهو يطلب الغفران لصالبيه قائلا: «يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ». (لو. 34:23) ويقول للص المصلوب معه (لو. 43:23) «الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ».
2- فمن يستطيع أن يطلب الغفران لصالبيه؟ ولو كان إنسانا عاديا لكان قد طلب الانتقام. ومن هو هذا الإنسان الذي يوعد اللص أنه يكون معه في الفردوس.
[4] رابعا: هذا وقد كان السيد المسيح طوال فترة حياته يتحدث عن الصليب، كما هو مثبت في البشائر الأربعة:
1- (مت 18:20) "منْ ذلِكَ الْوَقْتِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلاَمِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيرًا مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ. (مت 21:16)
2- (مر10: 33-34) «هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، فَيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِالْمَوْتِ، وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى الأُمَمِ، فَيَهْزَأُونَ بِهِ وَيَجْلِدُونَهُ وَيَتْفُلُونَ عَلَيْهِ وَيَقْتُلُونَهُ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ».
3- (لو 18: 31-33) "وَأَخَذَ الاثْنَيْ عَشَرَ وَقَالَ لَهُمْ:«هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَسَيَتِمُّ كُلُّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ بِالأَنْبِيَاءِ عَنِ ابْنِ الإِنْسَانِ، لأَنَّهُ يُسَلَّمُ إِلَى الأُمَمِ، وَيُسْتَهْزَأُ بِهِ، وَيُشْتَمُ وَيُتْفَلُ عَلَيْهِ، وَيَجْلِدُونَهُ، وَيَقْتُلُونَهُ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ».
4- (يو12: 32 و33) "وأنا ان ارتفعت عن الارض اجذب الي الجميع. قال هذا مشيرا الى اية ميتة كان مزمعا ان يموت".
* إذن فالمسيح أتي لهذا السبب وهو الصلب، فكيف يتهرب من الصلب بطريقة لا تليق بكرامة المسيح. من هذا يتضح أن الذي صلب هو المسيح وليس شخصا آخر أيا كان.
********
إختبارات العابرين والعابرات
(9) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
******
المداخلات
(10) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.
الختام
(11) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(12) البركة الختامية:
والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.