590- نشيد الأناشيد عظة (6)
(13/3/2024م)
(نش1: 2) التي تقول فيها العروس: "ليقبلني بقبلات فمه"
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (590) من "برنامج حياتك الروحية" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة للدخول في حضرة الرب:
(3) ولنبدأ برفع قلوبنا بطلبة إلى الله ليباركنا ويرشدنا إلى الحياة المرضية والمقبولة أمامه:
بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. أيها الحب الإلهي، يا من تغمر الخليقة كلها بمحبتك، إعطنا أن نبادلك حبا بحب. آمين.
(4) موضوع تأملنا اليوم أيها الأحباء هو في الآية الثانية من الإصحاح الأول من سفر نشيد الأناشيد: (نش1: 2) التي تقول فيها العروس: "ليقبلني بقبلات فمه"
- ويخيل إليَّ أن المعترضين الآن سيقولون: "ما حاجتنا بعد إلى شهود" فها العبارة تشهد بالكلام الفاضح.
- ولكني أقول لهؤلاء المساكين أنه من فضلة القلب يتكلم اللسان. فلأن افكار قلوبهم لا تعرف إلا قبلات الجنس والشهوة الجسدية، لذلك طعنت ألسنتهم في قداسة هذا السفر.
- والواقع أن هناك الكثيرين من الذين يحوِّلون المقدسات إلى مفاهيم غير مقدسة، وأيضا هناك الذين اتخذوا من هذا السفر مادة لمقالات وكتب جنسية، لإشباع شهوات الجسد، والاتجار بغرائز البشر.
- تماما مثلما فعل البابليون قديما وسجَّله سفر (دانيال 5) عندما أخذوا أواني بيت الرب المقدسة وقدموا فيها الخمور في ولائمهم المنجسة. فيقول دانيال: "وإذ كان بيلشاصر يذوق الخمر أمر باحضار آنية الذهب والفضة التي اخرجها نبوخذنصر أبوه من الهيكل الذي في اورشليم ليشرب بها الملك وعظماؤه وزوجاته وسراريه".
- وعلى هذا المنوال ينسج الأشرار في كل زمان وإلى الآن، إذ يحولون المقدسات إلى مفاهيم منجسة.
- ولكن دعونا نتأمل في المعاني المختلفة والمدلولات المتعددة "للقبلة" حتى نرى أنها لا تنحصر في ذاك الإطار الضيق، الذي لا يرى المعترضون غيرَه ألا وهو الجنس.
- فالكتاب المقدس يكشف لنا عن أنواع عديدة من القبلات، منها:
- قبلات العدو الغاشة، التي تكلم عنها سفر (أم27: 6) إذ يقول: "غاشة هي قبلات العدو". وبالتأكيد قبلات العدو ليست قبلات جنسية، لكنها قبلات الرياء والنفاق.
- وهناك أيضا قبلة الغدر والخداع: ويذكر الكتاب المقدس واحدة من هذه القبلات الغادرة في سفر (2صم20: 9و10) حادثة مروعة عن أحد قادة جيش داود النبي وكان يدعى "يوآب" وهو يقبِّل قائداً آخر يدعى عماسا. إذ يقول الكتاب: فقال يواب لعماسا: أسالم انت يا اخي؟ وأمسكت يد يواب اليمنى بلحية عماسا ليقبله، وأما عماسا فلم يحترز من السيف الذي بيد يواب فضربه به في بطنه فدلق امعاءه الى الارض ولم يثن عليه فمات". وبالتأكيد قبلات الغدر هذه ليست قبلات جنسية، كما يدعي المعترضون.
- وهناك أيضا قبلةَ الخيانة وأبشعها هو ما ذُكِرَ في بشارة لوقا (لو22: 48) عن قبلة يهوذا الاسخريوطي التلميذ الخائن، فيقول: "وبينما يسوع يتكلم اذا جمع والذي يدعى يهوذا احد الاثني عشر يتقدمهم فدنا من يسوع ليقبله. فقال له يسوع يا يهوذا أبقبلة تسلم ابن الانسان". بالتأكيد قبلة الخيانة أيضا ليست قبلات جنسية، كما يتصور المعترضون على هذا السفر المقدس.
- وللحق أقول أن الكتاب المقدس ذكر تحذيرا من قبلة المرأة الزانية في سفر الأمثال (أم7: 1ـ23) يقول: فرايت بين الجهال، لاحظت بين البنين غلاما عديم الفهم. عابرا في الشارع عند زاويتها وصاعدا في طريق بيتها .. واذا بامراة استقبلته في زي زانية وخبيثة القلب .. فامسكته وقبلته اوقحت وجهها". هذه هي القبلة النجسة التي تشغل بال المعترضين.
- ولكن ليس كل القبلات هي من نوع هذه القبلة النجسة، ولا من تلك القبلات الشريرة: قبلة العدو الغاشة، قبلة الغدر والخداع، قبلةَ يهوذا الخائنة .. إلخ
- بل هناك على الجانب الآخر قبلات مقدسة طاهرة، وحولها تدور بنعمة الله تأملاتنا في آية عظتنا من نشيد الأناشيد (نش1: 2) التي تقول فيها العروس: "ليقبلني بقبلات فمه" وهذه بعض أنواع القبلات المقدسة:
(1) قبلة المصالحة
(2) قبلة المسامحة
(3) القبلة المانحة
أولا: قبلة المصالحة
وسأتكلم هنا عن بعض أمثلة من الكتاب المقدس، لقبلة المصالحة منها:
- قبلة عيسو ويعقوب: جاء في الكتاب المقدس في سفر التكوين (تك33) قصة ابني أبينا اسحق وهما: "عيسو ويعقوب". ومن المعروف أن عيسو كان البكر، وبحسب الشريعة كانت عليه مسئولية البكورية، أي يقوم بالدور الذي كان يقوم به الأب، وكان للبكر امتياز ضروري لهذه المسئولية، وهو إمتياز البركة، ليقوم بواجبات البكورية. ولكن عيسو استهان بالبكورية وباعها لأخيه الأصغر يعقوب بأكلة عدس إشتهاها. وعندما أراد أن يأخذ البركة من أبيه رفض، حيث قد سبقه يعقوب وأخذها بتحريض من رفقة والدته، فصمم عيسو أن يقتل أخاه يعقوب، ولكن يعقوب هرب إلى خاله بعيدا. وهناك تزوج وأنجب أبناءً، وبعدما مرت السنون عاد يعقوب. ولكنه كان خائفا من لقاء أخيه عيسو، فقضى ليلة في الصلاة، وأرسل أمامه هدايا إلى أخيه. وعندما تقابلا يقول الكتاب المقدس أنهما تعانقا بقبلة المصالحة. (تك33: 4) "فركض عيسو للقائه وعانقه ووقع على عنقه وقبله"
1ـ فهل كانت هذه القبلة جنسية؟ فلماذا يقصر المعترضون مفاهيمهم على الجنس فقط؟ هذا مثال على قبلة المصالحة،
2ـ وهناك مثال آخر لقبلة المصالحة جاء في الكتاب المقدس عن:
- قبلة داود الملك لإبنه أبشالوم: جاء في (سفر صموئيل الثاني) حادثة بشعة عن أبشالوم بن داود الملك الذي قتل أخاه أمنون في وليمة أمام كل إخوته، وكانت مأساة. ثم فر هاربا من وجه أبيه داود. ولكن يوآب قائد جيش داود تدخل ليصنع صلحا بين الملك وإبنه أبشالوم، ونجح في أن يحضره أخيرا إلى داود أبيه، ويقول الكتاب المقدس: (2صم14: 33) "فجاء يواب الى الملك وأخبره ودعا ابشالوم فاتى الى الملك وسجد على وجهه الى الارض قدام الملك فقبَّل الملك ابشالوم" وتمت المصالحة.
- هذه كلها أمثلة رائعة لقبلات المصالحة ولكن أعظم مصالحة هي التي قال عنها الكتاب المقدس في (2كو5: 19) "لأن الله كان في المسيح مصالحا العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم"
- ولهذا أعطانا الله هذه المهمة المقدسة. فيقول الرسول في رسالة (2كو5: 20) "اذا نسعى كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله".
- وهناك قصة مؤثرة، كثيرا ما أستشهد بها عندما أتكلم عن قبلة المصالحة. قصة ابن عاق كان وحيدَ أبوية، ارتكب الإبن جرما شنيعا مما دعا الأب إلى طرده من المنزل. وحرمت الأم الحنون من رؤية وحيدها، وفشلت كل محاولاتها في تحقيق الصلح بينهما. واعتلت صحتها ولزمت فراش الموت، وساءت حالتها يوما بعد يوم، حتى اقتربت من حافة الموت. وطلبت من الأب أن يسمح لها برؤية وحيدها قبل أن تفارق الحياة، وأمام دموعها وتوسلاتها اضطر الأب أن يلبي طلبها، وأرسل لإحضار الإبن، ولما جاء الإبن ووقف بجانب سرير الأم المحتضرة، ومن جانب السرير الآخر وقف الأب، وساد صمت طويل، قبل أن تستجمع الأم ما بقي من أشلاء قوتها،
- وأمسكت بيد الأب وبيد الإبن ووضعتهما على صدرها وفاضت روحها، فتعانق الإثنان في بكاء ونحيب، وتمت بينهما المصالحة على جثة الأم الحنون.
- أليس هذا ما تم على الصليب؟ كما يقول الكتاب المقدس في رسالة (2كو5: 19) "إن الله كان في المسيح مصالحا العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم وواضعا فينا كلمة المصالحة"
- عزيزي المشاهد، هل أغضبت الله في حياتك؟ وأنتِ يا إبنتي العزيزة هل أغضبت الله في حياتك؟ هل أنتَ وأنتِ في عداوة معه؟ اليوم إن أردت أن تتصالح معه فهو يمد لك يده، تصالح معه الآن. قل له: يارب إني عشت طويلا بعيدا عنك، والآن آتي إليك تائبا نادما، واثقا في محبتك غير المحدوة، رغم عدم استحقاقي، فإن طبعك يا إلهي هو الحب. فأنت لا تسر بموت خاطئ نظيري، بل برجوعه إليك ليحيا، فاقبلني واغمرني بحبك الحاني. آمين.
- كان هذا أيها الأحباء عن النقطة الأولى وهي قبلة المصالحة، ونأتي إلى النقطة الثانية:
*******
- عزيزي المشاهد:
1ـ المسيح يحبك ودليل حبه أنه فداك بالصليب.
2ـ فهل تحبه؟ أتريد أن تختبر الحياة معه؟
3ـ اطلب الآن وقل له: يا من تحبني، المس قلبي فأختبر الشركة الحبية معك آمين. ولربنا المجد الدائم آمين.
إلى اللقاء أيها الأحباء في حلقاتنا القادمة بمشيئة الرب. سلام. والرب معكم آمين.
******
(8) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.
- إختبارات العابرين والعابرات
(9) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
- (تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
- المداخلات
(10) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.
والفرصة متاحة لمن يريد أن يشارك بالصلاة لأن اليوم موعد إجتماع الصلاة الشهري.
(فرصة للصلوات)
(11) ما هو الأمر الذي تكلم به الروح القدس إليك من خلال هذه الحقائق؟
- الختام
(12) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(13) البركة الختامية:
محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم. آمين.