قناة الفادى الفضائية

(61) جمع القرآن ـ الأحرف السبعة

الجمعة 21 سبتمبر 2012

لقد كتب حضرات الشيوخ الأفاضل عن: عناصر هذه الشبهة الأولى أي جمع القرآن، فقد قسموا كلامهم إلى ستة عناصر هي:

أولا: تدوين القرآن [من ص11ـ17]

ثانيا: أول جمع للقرآن [من ص18 و19]

ثالثا: مرحلة الجمع الثانية [ص20]

رابعا: منهج الجمع [ص21]

خامسا: الفرق بين الجمعين [من ص22ـ منتصف34]

سادسا: تاريخ القرآن [من منتصف ص 34ـ35].

61ـ [تابع] جمع القرآن: الأحرف السبعة

الجمعة 21/9/2012م

(تقديم: يوسف عبد الله)

(1) المضيف: 1ـ مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (62) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا القمص زكريا بطرس.

أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بكل المشاهدين المحبوبين.

(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟

(أبونا): بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. يا رب يا من دعوتنا بالمجد والفضيلة الذين بهما صيرتنا شركاء الطبيعة الإلهية، أسألك أن تمتعنا بحضورك وتشرق بنور معرفتك في أذهاننا فنتمتع بخلاصك. آمين). وأسألك يا سيدي أن تبارك هذه الحلقة لتكون سبب خلاص للكثيرين. آمين.

(3) المضيف: 1ـ بدأت معنا التعليق على كتاب: حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين فهل تعرضه ليعرفه المشاهدون الجدد.

الإجابة: نعم. 1ـ الكتاب كما سبق وقلنا هو من إصدار وزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية. بإشراف د. محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف. ومن الذين كتبوا فيه الشيخ د. على محمد جمعة مفتي الديار المصرية (عرض غلاف).

(4) المضيف: فيما ستكلمنا في هذه الجلسة؟

أبونا: سأتكلم عن بقية ردود الشيوخ على شبهة جمع القرآن" وخاصة موضوع الأحرف السبعة؟

فأولا: أحب أن أشير إلى أنني قد تكلمت عن هذا الموضوع في حلقة (104) من برنامج حوار الحق بتاريخ 13 فبراير 2009م

ثانيا: لقد كتب حضرات الشيوخ الأفاضل عن: عناصر هذه الشبهة الأولى أي جمع القرآن، فقد قسموا كلامهم إلى ستة عناصر هي: أولا: تدوين القرآن [من ص11ـ17] ثانيا: أول جمع للقرآن [من ص18 و19] ثالثا: مرحلة الجمع الثانية [ص20] رابعا: منهج الجمع [ص21] خامسا: الفرق بين الجمعين [من ص22ـ منتصف34] سادسا: تاريخ القرآن [من منتصف ص 34ـ35].

(5) المضيف: كلمتنا في حلقة سابقة عن العنصر الأول "تدوين القرآن" فماذا بقي بخصوص هذا العنصر؟

الإجابة: بقي الكثير ولكن لنبدأ بالكلام عما: 1ـ جاء في (ص17) حيث يقول أصحاب الفضيلة المؤلفون: "فى هذه الفترة (فترة حياة النبى) لم يكن للقراء مرجع سوى المحفوظ فى صدر النبى، وهو الأصل الذى يُرجع إليه عند التنازع، أما ما كان مكتوبًا فى الرُّقاع والورق فلم يكن مما يَـرجع إليه الناس"

3ـ ولكنهم يناقضون أنفسهم في الصفحة التالية (ص18) عندما يقولون: "الوثائق التى كتبها كتبة الوحى فى حضرة رسول الله .. القصد منها هو أن تكون مرجعًا موثوقًا به عند اختلاف الحفاظ"

4ـ فأي من القولين نصدق؟ قولهم: "ما كان مكتوبًا فى الرُّقاع والورق فلم يكن مما يَـرجع إليه الناس" أم نصدق القول الآخر: "كان المكتوب في الوثائق مرجعًا موثوقًا به عند اختلاف الحفاظ"؟ 5ـ الواقع أنني لا أعرف سبب تناقض حضرات الشيوخ الأفاضل فيما يكتبون. 6ـ هل يدل ذلك على عدم الصدق أم عدم المعرفة؟ فإن كان السبب هو عدم الصدق، فهذه مأساة أخلاقية تشكك في مصداقية رجال الدين الإسلامي، وإن كان السبب هو عدم المعرفة، فهذه كارثة علمية تشكك المسلم في آراء الشيوخ وفتاويهم.

(6) المضيف: ملاحظات جديرة بالتفكير، وهل هناك شيء آخر غير ملاحظة التناقض هذه في أقوال أصحاب الفضيلة.

الإجابة: 1ـ نعم هناك قضية هامة جدا هي ما قالوه بالحرف الواحد: "عند التنازع" وأيضا "عند اختلاف الحُفَّاظ". 3ـ وذلك في قولهم: (ص17) "لم يكن للقراء مرجع سوى المحفوظ فى صدر النبى، وهو الأصل الذى يُرجع إليه عند التنازع"  4ـ وأيضا قولهم: (ص18) "الوثائق التى كتبها كتبة الوحى فى حضرة رسول الله .. القصد منها هو أن تكون مرجعًا موثوقًا به عند اختلاف الحفاظ"

(7) المضيف: وما أبعاد هذه القضية، هل كان الحُفَّاظ فعلا يتنازعون ويختلفون في القرآن؟

الإجابة: نعم، أقول: أولا: إن الحفَّاظ كانوا بالفعل يختلفون ويتنازعون في القرآن، حتى في عهد محمد، وأذكر لذلك روايتين: الأولى: جاءت في (جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري ج 1 ص 16) وأيضا في (كتاب فضائل القرآن لابن كثير ج1 ص 51) "عن أبيّ بن كعب قال: كنت في المسجد، فدخل رجل يصلي، فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل رجل آخر، فقرأ قراءة غير قراءة صاحبه، فدخلنا جميعا على رسول الله فقلت: يا رسول الله إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل هذا فقرأ قراءة غير قراءة صاحبه. فأمرهما رسول الله، فقرءآ، فحسَّن رسول الله شأنهما، فقال أبيّ: فوقع في نفسي من التكذيب، أشد ما كان عندي في الجاهلية، فلما رأى رسول الله ما غشيني، ضربني في صدري، ففضت عرقا كأنما أنظر إلى الله فزعا، فقال لي: يا أبيِّ أُرْسِل إليَّ [جبريل] أن أقرأ القرآن على حرف، فرددت عليه أن هوِّن على أُمَّتي، فرد علي في الثانية أن اقرأ القرآن على حرف، فرددت عليه أن هون على أمتي، فرد على في الثالثة: أن اقرأه على سبعة أحرف، فقال لهم النبي: 'قد أصبتم وأحسنتم' وقال أبيّ أيضا 'فارفضضت عرقا'[ تصببت عرقا].  [ويواصل الطبري قائلا]: عن إسماعيل بن أبي خالد .. قال أبيّ أن النبي قال لي: أعيذك بالله من الشك والتكذيب".

(8) المضيف: وما هو تعليقك على ذلك؟

أبونا: تصوروا يا أحبائي أن أبيّ يقول: 1ـ "فوقع في نفسي من التكذيب، أشد مما كان عندي في الجاهلية" 2ـ إنه أمر خطير إذن، فليست الاختلافات هينة، 3ـ وردُّ محمد كان صادما له، مما أثار في نفسه شكوكا أكثر مما كانت عنده تجاه محمد، وهو في الجاهلية. 4ـ وتأملوا أسلوب الحوار الذي أجاب به محمد شكوك أُبيِّ! 5ـ لم يكن أسلوب الحوار إلا ضربة في صدره أفاقته وأنذرته حتى لا يقع تحت طائلة السيف.

(9) المضيف: هذا أمر غريب، وما هي الرواية الثانية؟

الإجابة: 1ـ جاءت الرواية الثانية أيضا في (جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري ج 1 ص 20) قال: "من الروايات الثابتة عن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن مسعود، وأبيِّ بن كعب، أنهم تماروا في القرآن [أي تباروا في القرآن]، فخالف بعضهم بعضا في نفس التلاوة، وأنهم احتكموا فيه إلى النبي، فاستقرأ كل رجل منهم، [ويواصل الطبري في سرد ما حدث فيقول]: فشهد النبي أنهم على صواب جميعهم في قراءاتهم على اختلافها، حتى ارتاب بعضهم لاعتبار الرسول أنهم جميعا على صواب، [ويستطرد الطبري قائلا]: فقال النبي للذي ارتاب منهم: 'إن الله أمرني أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف'. ثم أمر النبي كل قارئ منهم أن يلزم قراءته في ذلك، على النحو الذي هو عليه".

(10) المضيف: وما تعليقك أيضا على هذه الرواية أيضا؟

أبونا: أولا: هل رأيتم كيف كان الحفَّاظ يختلفون ويتنازعون في القرآن؟ إذن الموضوع ليس هو أمر هين، بل هو مشكلة دعتهم للتنازع؟ ثانيا: هل رأيتم كيف يقرهم محمد على ذلك رغم الاختلاف في نصوص القرآن؟ وما هي حجته في ذلك؟ حجته أن القرآن نزل على سبعة أحرف؟

(11) المضيف: أتيت لنا من كتب أهل السنة، بالروايات التي ذكرتها عن نزول القرآن على أحرف سبعة، فهل يوجد في كتب الشيعة شيئا عن الحروف السبعة أيضا؟

الإجابة: يوجد الكثير عن نزول القرآن على الأحرف السبعة في المراجع الشيعية منها 1ـ (كتاب الخصال للقمي ص 358) حيث يقول: "نزل القرآن على سبعة أحرف". 2ـ وكتاب آخر (كتاب الأحرف السبعة لأبي عمرو الداني ص 60) يقول: "القرآن منزل على سبعة أحرف كلها شاف كاف .. وهذه الأحرف السبعة مختلف معانيها تارة، وألفاظها تارة" 3ـ تعليقي على هذا القول الأخير: هذا القول يؤكد أن القرآن محرف بقوله: "الأحرف السبعة مختلف معانيها تارة، وألفاظها تارة"

(12) المضيف: وما هي حكاية السبعة أحرف التي أشار إليها محمد؟

الإجابة: 1ـ هذا ما أسميه "صدمة الأحرف السبعة". 2ـ فالفقهاء جميعهم، هم في اختلاف كبير بخصوص تعريف الأحرف السبعة. 3ـ وفي اختلاف أيضا بخصوص عدد الأحرف، هل هي ثلاثة أم سبعة. 4ـ إنها بالفعل قضية من العيار الثقيل بحق.

(13) المضيف: قلت لنا سابقا هناك اختلافات بين الفقهاء المسلمين عن عدد الأحرف فماذا تعني بذلك؟

الإجابة: 1ـ في (كتاب مستدرك الحاكم كتاب التفسير ج2 ص 223) وأيضا في (كتاب مسند أحمد ج 5 ص 22) يقولون أنها ثلاثة أحرف: وأوردوا هذا الحديث: "قال النبي: أنزل القرآن على ثلاثة أحرف" 2ـ قالوا أن هذا الحديث صحيح وليس له علة وأقره الذهبي. 2ـ وهناك أحاديث أخرى كثيرة عن نزول القرآن على سبعة أحرف: جاءت في كتب كثيرة منها: (كتاب صحيح البخاري  ج 4 ص 1909) "عن عُمَرَ بن الْخَطَّابِ يقول: سمعت هِشَامَ بن حَكِيمِ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ في حَيَاةِ رسول اللَّهِ، فَاسْتَمَعْتُ لِقِرَاءَتِهِ، فإذا هو يَقْرَأُ على حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لم يُقْرِئْنِيهَا رسول اللَّهِ، [نشوف بقية الروابة من الشيخ محمد حسان] (فيديو الشيخ حسان ق00:00ـ ق2:47) [وأكمل عمر قائلا]: كِدْتُ أضربه، في الصَّلَاةِ، فَتَصَبَّرْتُ حتى أنهى الصلاة، فَلَبَّبْتُهُ بِرِدَائِهِ، فقلت: من أَقْرَأَكَ هذه السُّورَةَ التي سَمِعْتُكَ تَقْرَأُها؟ قال: أَقْرَأَنِيهَا رسول اللَّهِ. فقلت: كَذَبْتَ، فإن رَسُولَ اللَّهِ قد أَقْرَأَنِيهَا على غَيْرِ ما قَرَأْتَ. فَانْطَلَقْتُ بِهِ أَقُودُهُ إلى رسول اللَّه،ِ فقلت: إني سمعت هذا يَقْرَأُ بِسُورَةِ الْفُرْقَانِ على حُرُوفٍ لم تُقْرِئْنِيهَا. فقال رسول اللَّهِ: أَرْسِلْهُ [أي اتركه] ثم قال: اقْرَأْ يا هِشَامُ. فَقَرَأَ عليه الْقِرَاءَةَ التي سَمِعْتُهُ يَقْرَأُها. فقال رسول اللَّهِ: كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ!! ثُمَّ قال: اقْرَأْ يا عُمَرُ، فَقَرَأْتُ الْقِرَاءَةَ التي أَقْرَأَنِي إياها، فقال رسول اللَّهِ: كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ!!! [وأضاف الرسول قائلا]: إِنَّ هذا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ على سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فاقرؤوا ما تَيَسَّرَ منه"

(14) المضيف: يهمنا أن نسمع تعليقك كما عودتنا؟

أبونا: إني أندهش كيف يقول محمد لكل واحد: هكذا أنزلت، والعجيب أن المبرر لذلك هو أن القرآن نزل على سبعة حروف.

(15) المضيف: كيف تَحَدَّدْ عدد هذه الأحرف؟

الإجابة: جاء في: (كتاب صحيح مسلم ج 1 ص 562) "عن أُبَيِّ بن كَعْبٍ أَنَّ النبي كان عِنْدَ مستنقع بَنِي غِفَارٍ، قال: فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عليه السَّلَام، فقال: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ على حَرْفٍ واحد، فقال محمد: أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، وَإِنَّ أُمَّتِي لا تُطِيقُ ذلك. ثُمَّ أَتَاهُ جبريل ثانِيَةَ فقال: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ على حَرْفَيْنِ، فقال: أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، وَإِنَّ أُمَّتِي لا تُطِيقُ ذلك. ثُمَّ جَاءَهُ ثالِثَةَ فقال: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ على ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ، فقال: أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، وَإِنَّ أُمَّتِي لا تُطِيقُ ذلك. ثُمَّ جَاءَهُ الرَّابِعَةَ، فقال: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ على سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَأَيُّمَا حَرْفٍ قرأوا عليه فَقَدْ أَصَابُوا"

(16) المضيف: ما هو تعليقك على ذلك؟

الإجابة: 1ـ أول ملاحظة: هي أسلوب الفصال مع الله الذي اعتاده محمد مع الله، تماما مثلما كان الفصال في فرض الصلاة في الإسراء والمعراج، وتخفيض فروض الصلاة من 50 إلى 5 يوميا. 2ـ أين محمد من طاعة الله في هذا الأمر؟ إن أمر الله بالفرائض غير قابل للنقاش والفصال؟ 3ـ فقد جاء في (كتب ورسائل وفتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ج 14 ص 480) تعليقا على (سورة المائدة 105) "لايضركم من ضل إذا اهتديتم" فقد قال ابن تيمية: وانما يتم الاهتداء إذا أُطيع الله وأُدى الواجب من الأمر"

فإذا كان الرسول لم يطع الله بتأدية الأمر فور صدوره فهل يعتبر أنه من المهتدين أم من المراوغين؟  4ـ الملاحظة الثانية: هل محمد أعلم بإمكانيات أمته من الله العليم بكل شيء؟ 5ـ فكيف يعلِّم محمد الله بأن أمته لا تطيق قراءة القرآن بحرف أو حرفين أو ثلاثة؟ 6ـ الملاحظة الثالثة: هل اللوح المحفوظ يحتوي هذه الأحرف السبعة؟ أم هو على حرف واحد؟ 7ـ إني أناشد حضرات شيوخ الأزهر أن يوضحوا هذه التساؤلات التي تفرض نفسها على ساحة الفكر.

 (17) المضيف: ماذا قال علماء المسلمين عن معنى كلمة "أحرف" أصلا؟

الإجابة: 1ـ جاء في (كتاب تفسير القرطبي  ج 1 ص 42) "اختلف العلماء في المراد بالأحرف السبعة على خمسة وثلاثين قولا" 2ـ وفي (كتاب الاتقان في علوم القرآن للسيوطي ج1 ص130) قال: "اختلفوا على نحو40 قولا" 3ـ وأسوق بعض المراجع التراثية لتوضيح هذه الأقوال منها: "القول الأول: جاء في (كتاب الاتقان في علوم القرآن للسيوطي ج1 ص130) "إن هذه الأحرف السبعة هي من المشكل الذي لا يُدْرَى معناه". 4ـ القول الثاني: جاء في (كتاب فضائل القرآن لابن كثير  ج 1 ص 67) "أن المراد هو سبعة أوجه من المعانى المتقاربة، بألفاظ مختلفة، نحو: "أقبل، وتعال، وهلم".

(18) المضيف: وما هو تعليقك على ذلك؟

الإجابة: 1ـ أولا: هالني قول السيوطي في القول الأول: "إنها من المشكل الذي لا يُدْرَى معناه" وهكذا كثير من القضايا في القرآن لا يدرك معناها كالحروف المقطعة في أوائل السور، 2ـ وثانيا: لي تعليق على القول الثاني "أنها أوجه من المعانى المتقاربة، بألفاظ مختلفة، فأقول: لو كان الأمر مجرد تغيير في الألفاظ مع ثبوت المعنى ما وصل بالحُفَّاظ حد التقاتل. 2ـ وعلى فرض أنه اختلاف في الألفاظ فقط، فهناك مشكلة عويصة أساسية وهي: ماهو المكتوب في اللوح المحفوظ؟ هل هذه الألفاظ السبعة المختلفة موجودة في اللوح المحفوظ؟ 3ـ إن أجابوا نعم هي في اللوح المحفوظ، أقول لهم: إذن ضياع بقية الحروف التي حرقها عثمان هو تحريف في القرآن بالنقص، ويكون القرآن الموجود الآن بين أيدي المسلمين هو قرآن محرف لأنه خال من بقية الحروف، ويكون ليس مثل الذي في اللوح المحفوظ. 4ـ وإن كانت إجابتهم بالنفي أن هذه الحروف ليست موجودة في اللوح المحفوظ، أجيبهم إذن يكون محمد كاذبا، لأنه ادعى أن جبريل أوحي إليه بهذه الأحرف السبعة، كما سبق أن ذكرنا المراجع.

(19) المضيف: منطق معقول، كان هذا عن القول الأول لتفسير المقصود من السبعة أحرف، وما هو القول الثاني؟

الإجابة: القول الثاني جاء في (كتاب فضائل القرآن لابن كثير ج 1 ص 69) يقول: "أن القرآن نزل على سبعة أحرف، المراد ليس أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف، ولكن بعضه على حرف وبعضه على حرف آخر .. وقد يقرأ بعضه بالسبعة أحرف"

(20) المضيف: وما هو تعليقك؟

الإجابة: هذا الرأي لم يحل المشكلة، فسواء كان كل القرآن أو بعضه على حروف أخرى، يظل التساؤل باقيا، ماذا عن اللوح المحفوظ؟ هل يوجد فيه ذلك، إذن فالقرآن محرف لأنه ليس فيه ذلك، وإن لم يكن في اللوح المحفوظ يكون محمد مدعيا بأن الأحرف أوحى بها جبريل له، وهي غير موجودة باللوح المحفوظ.

(21) المضيف: وما هو القول الثالث؟

الإجابة: 1ـ جاء في (كتاب فضائل القرآن لابن كثير  ج 1 ص 69) "[القول الثالث] إن لغات القرآن السبع منحصرة فى مضر على اختلاف قبائله خاصة، لقول عثمان أن القرآن نزل بلغة قريش ، وقريش هم بنو النضر ابن الحارث على الصحيح من أقوال أهل النسب" 2ـ وتعليقا على ذلك أقول: جاء في (كتاب فضائل القرآن لابن كثير ج 1 ص 69) "أن معنى قول عثمان إنه نزل بلسان قريش هو بمعنى أن معظمه نزل بلسان قريش، ولم يقم دليل على أن جميعه بلغة قريش كله، فقد قال الله تعالى: قرآنا عربياً، ولم يقل قرآنا قرشيا" 3ـ ثم إن هذا لا يحل المشكلة؟ فسواء كان في مضر أو النضر؟ المشكلة هي ماذا في اللوح المحفوظ؟ هل هي فيه أم لأ؟ إن كانت فيه، يكون القرآن الذي بين الأيدي الخالي منها محرفا، وإن لم تكن فيه يكون النبي مدعيا، لأنه ادعى أن جبريل أوحى إليه بها.

(22) المضيف: هل تريد أن تذكر لنا شيئا آخر من أقوالهم عن معنى الحروف السبعة؟

الإجابة:1ـ في (كتاب البرهان في علوم القرآن للزركشي ج 1 ص 217) يقول: "أي نزل القرآن على سبع لغات متفرقة فى القرآن، فبعضه نزل بلغة قريش وبعضه بلغة هذيل، وبعضه بلغة تميم، وبعضه بلغة أزد وربيعة، وبعضه بلغة هوازن وسعد بن بكر، [وهي قبائل بالجزيرة العربية] وكذلك سائر اللغات" (فيديو الشيخ حسان ق2:48 ـ ق4:50) 2ـ وتعليقا على ذلك أقول: إن هذا القول يزيد الموضوع إشكالا، فأين كل هذه اللغات من القرآن الموجود اليوم بأيدي المسلمين؟ 2ـ وهل هذه اللغات موجودة في اللوح المحفوظ أساسا؟ ونعود للمربع الأول: إن كانت موجودة فيه فيكون قرآن اليوم محرفا لأنه خال منها، وإن لم تكن موجودة فيه فيكون محمد مدعيا، قال أن جبريل أوحى له بها وهي غير موجودة باللوح المحفوظ.

(23) المضيف: هذا كلام في الصميم. هل الفقهاء لا يدرسون كتبهم؟ ألديك تعليقات أخرى؟

الإجابة: لي عدة تعليقات: أولا: بقية الأقوال الـ 35 التي أوردها الفقهاء لا تخرج عن هذا التأويل الذي لا يحل المشكلة، فهم يقعون في إحدى المصيبتين: المصيبة الأولى: القول بتحريف القرآن، إن قالوا أن الحروف السبعة موجودة في اللوح المحفوظ، بينما هي غير موجودة في القرآن الذي بين أيدي المسلمين اليوم. والمصيبة الأخرى: هي ادعاء محمد بأن القرآن أنزل بالحروف السبعة، لو قالوا أنها لم تكن في اللوح المحفوظ. ثانيا: جاء في (كتاب الفتاوى الكبرى لابن تيمية ج 1 ص 376) "إن مصحف عثمان هو أحد الحروف السبعة" إذن فأين بقية الحروف السبعة؟ هل هي التي أحرقها عثمان، فلعب في القرآن الأصلي الذي يحاكي ما في اللوح المحفوظ، ولهذا السبب حرقه، إذن فالقرآن الذي بين أيدي المسلمين اليوم، محرف لأنه ليس هو الموجود في اللوح المحفوظ. ثالثا: وجاء في (كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني ج 1 ص 302) "لا شك أن الحروف يخالف بعضها بعضا" وهذه شهادة على تحريف القرآن بالاختلاف، ويؤكد السبب الذي أحرق عثمان من أجله بقية المصاحف بسبب حروفها المختلفة.

(24) المضيف: لقد كنت محقا عندما سميتها صدمة الحروف السبعة. وهل لديك إضافة بخصوص ذلك أيضا؟

الإجابة: نعم. أولا: أريد أن أقول أن الموضوع يزداد إشكالا بما جاء في (الموقع الالكتروني التالي:..)

حيث قال الباحث عدنان أحمد البحيصي: وهو يعتمد على مراجع تراثية كثيرة وضحها في هذا الموقع، قال: "إن كل حرف من الحروف السبعة المنزلة هو قرآن" ثانيا: يضاف إلى هذا الكلام ما جاء في (كتاب الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج1 ص 49) "قال ابن قتيبة: كل هذه الحروف كلام الله تعالى نزل بها الروح الأمين على رسوله عليه السلام. ثالثا: وتعليقي على ذلك هو: أين إذن بقية القرآنات؟ [إن كان كل حرف هو قرآن، وكل الحروف كلام الله] أليست هي ما قام عثمان بحرقها؟ رابعا: كيف تحرق القرآنات الموجودة في اللوح المحفوظ؟ . خامسا: من هذا يتأكد أن القرآن الموجود الآن بين أيدي المسلمين ينقصه بقية القرآنات التي أنزلت على محمد. فقرآنكم يا أحبائي المسلمين مشكوك فيه، ولعبت به أياد كثيرة ووصل به الأمر حد الحرق لستة أصول منه.

(25) المضيف: قلت أن عثمان بن عفان حرق المصاحف فهل يمكن أن توضح لنا سبب ذلك؟

الإجابة: أولا: سوف يأتي الحديث عن ذلك عند التعليق على الجمع الثاني للقرآن في عهد عثمان بن عفان، ولكن يمكن أن أجيب على سؤالك الآن باختصار. 2ـ فقد جاء في (كتاب تاريخ المدينة المنورة للنميري ج 2 ص 116) "عن سوار بن شيب قال دخلت على ابن الزبير في نفر فسألته عن عثمان لمَ مزَّق المصاحف وحرقها؟ قال: قام إلى أمير المؤمنين عمر رجل فقال: يا أمير المؤمنين إن الناس قد اختلفوا في القراءة. فكان عمر قد هم أن يجمع المصاحف فيجعلها على قراءة واحدة، فطُعن طعنته التي مات فيها. فلما كان في خلافة عثمان قام ذلك الرجل فذكر له، فجمع عثمان المصاحف ثم أمر بسائرها فشققت وحرقت". وهناك رواية أخرى نسمعها للشيخ حسان (فيديو الشيخ حسان ق 5:00 ـ ق 5:15) و(ق 5:29ـ ق 7:35)

(26) المضيف: قد يقول مشاهد مطَّلِع أن الحروف السبعة هي القراءات السبع، فما تعليقك على ذلك؟

الإجابة: أولا: لقد رد على ذلك جلال الدين السيوطي في (كتاب الاتقان في علوم القرآن للسيوطي ج1 ص141) قائلا: "قد ظن كثير من العوام أن المراد بالأحرف السبعة هى القراءات السبع لمصحف عثمان ابن عفان وهذا جهل قبيح". (فيديو الشيخ حسان ق5:19 ـ ق 5:28) ثانيا: والواقع أن مشكلة أحبائنا المسلمين هي الجهل بما في كتبهم. ولو أني أعذرهم فعلا، فالكتب الإسلامية متاهة بأسلوبها القديم العقيم، وكثرة التكرار الممل، وتضارب رواياتها المربك، وتبريراتها المصطنعة التي تستخف بعقلية القارئ، وما إلى ذلك من دهاليز التدليس، وينطبق عليها فعلا قول الشيخ أبي اسحق الحويني "دماغك تلف، ومش حتفهم حاجة" (فيديو الشيخ الحويني دماغك تلف) ثالثا: سوف يأتي الحديث عن القراءات السبع ومفهومها وإيضاح ما فيها من مشاكل عندما نأتي إلى الشبهة الثالثة في كتاب (حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين ص 41).

(27) المضيف: هل يمكن أن تلخص لنا حلقة اليوم؟

الإجابة: تكلمنا عن: 1ـ تنازع الحفاظ واختلاف قراءاتهم. 2ـ واحتكامهم لمحمد فأقرهم جميعا رغم اختلاف قراءاتهم 3ـ وتعليله ذلك بنزول القرآن على سبعة أحرف. 4ـ فتناولنا هذه الصدمة بالشرح من كتب التراث السنية والشيعية، وقمنا بالتعليق عليها. 5ـ ورأينا وضع نهاية لهذا النزاع على يدي عثمان بن عفان بحرق كل المصاحف الموجود بها الأحرف السبعة والإبقاء على مصحف واحد، وسيأتي الحديث عنه في الحلقات القادمة، بمشيئة الله.

(28) المضيف: هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟

الإجابة: بالتأكيد.

 

معلومات إضافية

  • تاريخ الحلقة: الجمعة, 21 أيلول/سبتمبر 2012
إقرأ 8972 مرات

شاهد الفيديو

أضف تعليق
يتم مراجعة التعليقات من قبل ادارة الموقع قبل نشرها و لا يسمح بنشر التعليقات التى تحتوى على اهانات لاشخاص او شعوب بعينها او التعرض لمعتقداتهم بالفاظ نابية بعيد عن النقد الموضوعى


Youtube مباشر

شاهد البث المباشر

شارك فى الحدمة


Currency/العملة:
Amount/المبلغ:

بحث الحلقات

تاريخ الحلقة

عنوان الحلقة

البرنامج

النشرة البريدية

سجل معنا لاستلام نشرة اخبار الموقع

ترددات القناة

Nile Sat

Frequency: 11096 MHz

Polarity: Horizontal

Symbol Rate: 27500 - FEC: 5/6

 

Galaxy 19

Frequency: 12152 MHz

Polarity: Horizontal

Symbol Rate: 20000 - FEC: 3/4

 

HotBird

Frequency: 10949 MHz

Polarity: Vertical

Symbol Rate: 27500 - FEC: 3/4

 

Optus D2

Downlink: 12734 MHz

Polarity: Vertical

Symbol Rate: 22500 - FEC: 3/4

احدث التعليقات

  • حلقه رائعة ربنا يبارك حياتك أبونا الغالي ارجوك يا ابونا صلي من أجلي للمحاربات الروحية ارجو اعادة تنزيل ...
     
  • هناك خطء املائي في شهادة الوفاة وهو رقم 51 المفروض 15 قرن من الزمان وليس واحد وخمسون .
     
  • هناك نظريات كتير تقول أن محمد لم يكن موجودا بالأساس لأن مفيش أي دليل علي وجوده حتي سنة ٦٩٠ و أول دليل ...
     
  • رينا معاكو
     
  • يرجى ارسال مواعيد بث حلقات الاب زكريا ..لكي يتنسى لي متابعنها . يرجى ارسال مواعيد البث على الايميل ...