594- نشيد الأناشيد عظة (9)
نشيد 1: 2 لأن حبك أطيب من الخمر
أ ـ مشاعر الله
(10/4/2024م)
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (594) من "برنامج حياتك الروحية" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة للدخول في حضرة الرب:
(3) ولنبدأ برفع قلوبنا بطلبة إلى الله ليباركنا ويرشدنا إلى الحياة المرضية والمقبولة أمامه:
بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. أيها الحب الإلهي، يا من تغمر الخليقة كلها بمحبتك، إعطنا أن نبادلك حبا بحب. آمين.
(4) كان موضوع تأملنا في الحلقات الماضية عن: (نش1: 2) "ليقبلني بقبلات فمه"
(5) واليوم نتكلم عن: الجزء الثاني منها الذي يقول: (نش1: 2) "لأن حبك أطيب من الخمر"
(6) إنها المحبة الإلهية وسوف يشتمل الحديث على تأملات ثلاثة:
1ـ التأمل الأول: مشاعر الله.
2ـ التأمل الثاني: نحو الخطاة.
3ـ التأمل الثالث: ليعطيهم حياة.
**********
(7) أولا: مشاعر الله:
- في رسالة (1يو4: 8) نجد توضيحا لطبيعة الله التي تنم على مشاعره من نحونا، إذ يقول: "الله محبة"
- فالمحبة هي أهم صفة من صفات الله. ولإدراك هذه الأهمية دعونا نتصور، قلب أب بشري خاليا من الحب، فكيف تكون علاقته بأبنائه؟
- مما لاشك فيه أن مِثْلَ هذا الأب يكون أبا أنانيا، لا يهمه إلا أمر نفسه، فلا رعاية لأبنائه، ولا مشاعر حبية تربطه بهم.
- الأمر ليس كذلك بالنسبة لإلهنا، فالكتاب المقدس يوضح لنا مشاعر الحب الإلهي والبذل والعطاء إذ يقول في بشارة (يو3: 16) "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية"
- وأيضا يقول بولس الرسول في: (رو5: 8) "ولكن الله بين محبته لنا لانه ونحن بعد خطاة مات المسيح لاجلنا"
- وقديما قال الرب في: (ار31: 3): محبة ابدية احببتك من اجل ذلك ادمت لك الرحمة"
- ولتوضيح محبة قلب الأبوة. أذكركم بداود الملك وابنه أبشالوم، في: (2صم18) فبعد المسامحة والمصالحة، عاد أبشالوم إلى التمرد، وخطط أن يأخذ المُلْكَ من أبيه حتى ولو أدى ذلك قتل أباه. وشن أبشالوم حربا ضد داود أبيه، فقام قادة جيش داود بالتصدي لأبشالوم وجيشه، ولكن داود أوصاهم قائلا: ترفقوا بالفتى أبشالوم" [إنه الحب الأبوي]، ولكن تداعيات الأحداث اضطرت أحد قادة جيش داود من قتل أبشالوم بسهم نفذ إلى قلبه. وعندما وصل خبر الانتصار إلى داود، تساءل قائلا: "أسلام للفتى أبشالوم؟". وعندما أخبروه بما حدث لأبشالوم، انفجر بالبكاء، وكان يقول: "يا ابني ابشالوم، يا ابني. يا ابني ابشالوم. يا ليتني مت عوضا عنك يا ابشالوم ابني يا ابني"
- هذا هو قلب محبة الأبوة الصادقة، الذي يتمزق على قتل إبنه.
- فهل تدرك الآن كم أن قلب الله مفعم بالحب نحوك، مهما كانت أخطاؤك السابقة.
- بل حتى أنه غفر للذين صلبوه طلب قائلا: "اغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون" (لو 23: 34)
- ثق أنه يحبك. فهل تحب أن تعبر له عن حبك؟ قل له: أحبك يا من أحببتني فضلا. آمين.
(8) كان هذا عن النقطة الأولى، ونأتي إلى النقطة الثانية وهي: ثانيا: نحو الخطاة
- الواقع إن الله يحب خليقته كلها، ويحب على الأخص الإنسان، لهذا يقول الكتاب في سفر (تك 1: 27) "فخلق الله الانسان على صورته على صورة الله خلقه"، والمقصود من خلقة الإنسان على صورة الله، أي من جهة الحب، والعقل، والحياة.
- ومن أدلة محبة الله للإنسان أنه وضعه في جنة عدن (تك2: 15) بعد أن وهب له كل شيء بغنى للتمتع (1تي6: 17).
- ولكن آدم لم يحفظ هذه النعمة، فأخطأ وانفصل عن الله، وجلب على نفسه حكم الموت الذي سبق أن حذره الله منه قائلا: "يوم أن تأكل من هذه الشجرة موتا تموت" (تك 2: 17)
- وهكذا يقول الكتاب المقدس في: (رو5: 12) "وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس اذ اخطا الجميع"
- وانطبق على البشرية كلها ما جاء في رسالة (رو3: 12) "الجميع زاغوا وفسدوا معا، ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد"
- ولكن ما العمل؟ هل يقف الله مكتوف الأيدي أمام هذه الحالة الرهيبة التي وصل إليها مصير الإنسان؟ كلا. فإن الله في محبته نحو الخطاة، دبر خطة لخلاصهم بالفداء الذي بيسوع المسيح، فمات البار عوضا عن الأشرار. وهذا ما قاله بولس الرسول في: (رو5: 8) "الله بين محبته لنا لانه ونحن بعد خطاة مات المسيح لاجلنا"
- ومكتوب أيضا في إنجيل (يو3: 16) "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية""
- والكتاب المقدس يذخر بالأمثلة التي توضح محبة الله للخطاة التائبين وشمولهم برحمته.
- ففي سفر (2أخ 33)، قصة أحد الملوك الفاسدين الذي لم يكتف بأن يرتكب الشر، ولكنه جعل شعبه أيضا يخطئ، فقد ضل هو نفسه، وأضل شعبه، وكلم الرب منسى وشعبه فلم يصغوا، فجلب الرب عليهم رؤساء الجند الذين لملك اشور فاخذوا منسى بخزامة و قيدوه بسلاسل نحاس وذهبوا به الى بابل. [ويكمل الكتاب قائلا]: "ولما تضايق منسى طلب وجه الرب الهه وتواضع جدا امام اله ابائه. وصلى اليه [وهنا تتجلى محبة الله إذ يقول الكتاب]: "فاستجاب له الرب وسمع تضرعه ورده الى اورشليم الى مملكته فعلم منسى ان الرب هو الله".
- هذه هي مشاعر الله نحو الخطاه، منتهى الحب والرحمة، كما يقول الله في: (حز18: 23) "هل مسرة اسر بموت الشرير يقول السيد الرب الا برجوعه عن طرقه فيحيا؟"
- المهم أن يعرف الخاطي ذنبه ويتوب عنه، أما إن لم يتب يقول الكتاب في بشارة (لو13: 3) "ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون"
- قرأت قصة عن ملك زار السجن الذي فيه أعتى المجرمين، المحكوم عليهم بالإعدام، وتقابل مع كل واحد وسأله عن جريمته، فأخذ كل واحد يدلل على براءته ويشتكي بأنه مظلوم، وفي النهاية جاء واحد من هؤلاء المسجونين، وعندما سأله الملك قال: أنا حوكمت من أجل جريمة واحدة، ولم تعرف المحكمة بقية جرائمي، وأنا أنتهزها فرصة يا جلالة الملك لأسرد بقية الجرائم. فأمر الملك بإلغاء حكم الإعدام عنه، وإطلاق سراحه.
- كان هذا عن النقطة الأولى والثانية، واسمحوا لي أن أرجئ الحديث عن النقطة الثالثة في الحلقة القادمة بمشيئة الرب.
- والآن هلتحب أن تقدم توبة عن الشرور التي صنعتها. ربما استطعت أن نخفي ما ىفعلته عن نظر الناس، لكن هل تستطيع أن تخفيها عن الله؟ قل للرب إني أثق في محبتك لخلاص الخطاة. ها أنا آت إليك يارب تائبا ونادما فاقبلني واغفر لي ذنوبي الكثيرة. آمين.
- تعال الآن إنه ينتظرك، إنه يحبك مهما كانت خطاياك، سوف يسامحك، إنه يخاف عليك منها، ويريد أن يخلصك من عبوديتها. سيصدر لك عفوا أبديا إن قبلته معترفا بخطاياك.
******
(9) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.
- إختبارات العابرين والعابرات
(10) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
- (تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
- المداخلات
(11) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.
والفرصة متاحة لمن يريد أن يشارك بالصلاة لأن اليوم موعد إجتماع الصلاة الشهري.
(فرصة للصلوات)
(12) ما هو الأمر الذي تكلم به الروح القدس إليك من خلال هذه الحقائق؟
- الختام
(13) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(14) البركة الختامية:
محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم. آمين.
