طباعة هذه الصفحة

(306) الفداء [6]

قييم هذا الموضوع
(0 أصوات)

معرفة الحق (306)
الجمعة 29 سبتمبر 2017
 الفداء [6]
إعداد القمص زكريا بطرس
تقديم الأخ جعفر

306ـ الفداء (6)

الجمعة 29/9/2017م

                                        (تقديم: جعفر)

(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (306) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.

أبونا: (1) مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.

(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟   

أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) أيها آمين. (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين أجمعين. آمين.

(3) المضيف: هل تذكرنا بموضوع الحلقة السابقة؟

أبونا:

تكلمت عن: بعض الاعتراضات والرد عليها:

1- المسيح لم يصلب.

2- شبه لهم!!

(4) ففيما ستكلمنا اليوم؟

أبونا:

(1) سأتكلم الإعتراضين الباقيين وهما:

1- ألا تكفي التوبة دون صلب.

2- ما ذنب المسيح ليصلب عن الناس.

(5) المضيف: وماذا تريد أن تقول لنا عن إعتراض: ألا تكفي التوبة دون صلب؟

أبونا:

* أصحاب هذا الاعتراض يقولون: أما كان يكفي أن الإنسان يتوب فيقبل الله توبته ويغفر ذنبه، عملا بقول الآية القرآنية التالية: (سورة البقرة 37) "فتلق آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه التواب الرحيم".

وللإجابة على ذلك أقول: الواقع أن عملية غفران الذنب لها جوانب متعددة منها:

(1) الجانب الأول: التوبة والندامة: فلابد أن يتوب المخطئ ويندم على خطيته، والكتاب المقدس يوضح ذلك بقول المسيح (لوقا13: 3): "إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون".

(2) والقرآن أيضا يوافق على ذلك، (سورة البقرة 37) "فتلق آدم من ربه كلمات فتاب عليه".

(6) المضيف: هل التوبة وحدها كافية للغفران؟

أبونا:

(1)    التوبة تمثل الندامة على ما فعله الإنسان، وعزمه على عدم العودة إلى ذلك.

(2)    ولكن بقى جانب آخر هام وهو علاج ما فعله الإنسان في الماضي حتى يغفر له.

(3)    دعني أوضح لك القصد من هذا الكلام بإعطاء مثال من واقع الحياة ثم أطبق ذلك على موضوع حديثنا.

1-     فمثلا إذا حطم شخص سيارتك بعربته، فيأتي إليك ويعتذر لك قائلا أنا نادم على تحطيم سيارتك،

2-     ولن أفعل ذلك فيما بعد.

3-     فهل هذا يكفي لتصفح عنه؟ وهل هذا الاعتذار سيعوض لك سيارتك؟

4-     أم لابد له أن يعطيك اسم شركة تأمين سيارته لتقوم الشركة بعمل الإصلاحات اللازمة لسيارتك أو إعطائك مبلغ التأمين لتشتري غيرها إن كانت إصابتها شديدة؟!

(4)    والآن دعني أطبق الأمر على موضوع حديثنا:

1-     فالسيئة التي يرتكبها الإنسان لا يكفي أن يقدم عنها اعتذارا أو مجرد توبة،

2-     بل لابد من تقديم كفارة أو فداء أو ضحية حتى  يمكن غفران الماضي. وهذا ما سوف نتكلم عنه فيما يلي:

(7) المضيف: وماذا تريد أن تقول عن هذا الجانب الثاني للغفران؟

أبونا:

هذا الجانب هو الكفارة أو الفداء أو الضحية:

1-   فموضوع الكفارة والفداء أمر حتمي للمغفرة وهذا واضح في المسيحية والإسلام.

2-   ففي المسيحية في رسالة (1يوحنا2: 1 و2) "يا أولادي أكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا، وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار وهو كفارة لخطايانا، ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضا.

(8) المضيف: وما هي الكفارة في الإسلام؟

أبونا:

1-     الواقع أن هناك أنواع عديدة من الكفارة في الإسلام، ذكرت بعضها في: (سورة المائدة 89) "يؤاخذكم بما عقدتم الأيْمان (أي القسم عن عمْد) فكفارته إطعامعشرة مساكين  أو كسوتهم أو تحرير رقبة (تحرير عبد) فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيْمانكم"

2-     فواضح من هذه الآية أنه لابد وأن تكون هناك كفارة للسيئات، فالسيئة المذكورة في هذه الآية هي تعمد الأيْمان، والكفارة المطلوبة لمغفرتها هي: إما إطعامعشرة مساكين، أو كسوتهم، أو إطلاق عبد وتحريره، أو صوم ثلاثة أيام.

3-     أما إذا كان الذنب من الكبائر فلابد أن الله هو الذي يكفر عنه بحسب ما جاء في (سورة التغابن9): "ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته ويدخله جنات تجري من تحتها الأنهار"

4-     من هذا يتضح أن الله لابد أن يكفر عن السيئات حتى يغفرها.

(9) المضيف: هل هناك كفارة أخرى في الإسلام؟

أبونا:

لقد ذكرنا سابقا ذبائح عيد الأضحى.

(1)         فعيد الأضحى يعرف باسم "عيد التضحية والفداء" (جريدة أخبار اليوم بتاريخ 25/4/1964)

(2)         والذبائح التي تنحر فيه هي بقصد الفداء أو الكفارة كما يتضح مما يلي:

1-   جاء في موقع الويكيبيديا:

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%8A%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B6%D8%AD%D9%89

"الأضحيات التي تذبح وتقدم أضحية هي تيمنا بإبراهيم، الذي أوشك أن يذبح ابنه إسماعيل تلبية لطلب الله، والذي افتدى إسماعيل بكبش ذبح لوجه الله".

2- وجاء في (كتاب البدر المنير في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح الكبير ج 9 ص 300، المؤلف: علي بن أحمد الأنصاري) "ضحى النبي بكبشين أقرنين أملحين"

3- وجاء في (كتاب مشكاة المصابيح ص42 المؤلف الخطيب التبريزي) ذكر أن النبي وهو يذبح الكبشين قال: "اللهم هذا عنى وعمن لم يضح من أمتي" 

4- وجاء في (كتاب إحياء علوم الدين ج1 ص 243، المؤلف الإمام أبو حامد الغزالي) "قال رسول الله: يا فاطمة قومي إلى أضحيتك فأشهديها، فان لك بأول قطرة من دمها أن يغفر لك ما سلف من ذنوبك".

5- وجاء أيضا في نفس المرجع (كتاب إحياء علوم الدين ج 1 ص 243، للغزالي) "عليك أن تكمل الهدى [الضحية] واطلب أن يعتق الله بكل جزء منه جزءا منك من النار. فكلما كان الهدى [أو الضحية] أكبر وأجزاؤه أوفر كان فداؤك من النار أعم"

6-  من كل هذا يتضح لك جيداً أن ذبائح عيد الضحية يقصد بها الفداء والتكفير وبهذا قد اتضح لنا إقرار الإسلام بفكرة الفداء.

(10) المضيف: نأتي إلى الاعتراض الرابع وهو: ما ذنب المسيح البريء ليصلب عن الناس ألا يتنافى هذا مع حقيقة (الله محبة)؟

أبونا:

1- جاء في (سورة البقرة 60) "كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق".

2- وفي (سورة البقرة 86) "أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوي أنفسكم استكبرتم ففريقاٌ كذبتم وفريقاٌ تقتلون".

3- إذن فهناك أنبياء قتلوا بغير الحق، أي أبرياء.

4- ولكن الله سوف يعاقب هؤلاء القتلة وسوف يكافئ الأنبياء على تحملهم القتل في سبيله.

5- وهكذا الأمر مع المسيح الذي تقدم طواعية بحب وتحمل هذا الموت لأجل جميع الناس.

6- وهذا لا يتعارض مع محبة الله، بل إنها المحبة المضحية الباذلة تلك التي تتحمل فدية الإنسان بدافع الحب لأجل الغفران.

7- علما بأن المسيح لم يجبر على الموت بل تقدم بإرادته ومسرة قلبه للصليب ليتمم خلاص البشرية.

8- هذا ما وضحه بولس الرسول في (عب12: 2) "يسوع الذي من اجل السرور الموضوع امامه احتمل الصليب مستهينا بالخزي فجلس في يمين عرش الله"

9- هذا هو المبدأ الذي نؤمن به في قضية الفداء والغفران.

(11) المضيف: هل لك تعليق في نهاية الطرح؟

أبونا:

أريد أن أختم بهذه القصة الواقعية التي سمعتها من شاهد عيان.

1-     وتبدأ القصة عندما كان الأب نائما في بيته، وإذ به في منتصف الليل يسمع باب البيت يفتح بقوة ثم يغلق بشدة، الأمر الذي جعله يقفز من سريره مذعورا ويندفع خارج حجرة نومه ليستكشف الأمر.

2-     وإذا به يفاجأ بابنه الوحيد وثيابه ملطخة بالدماء، وللوقت أدرك الأمر، وصح تخمينه لقد ارتكب ابنه جريمة قتل.

3-     فأسرع الأب وتبادل الثياب مع إبنه.

4-     بعدها اندفع رجال الشرطة إلى البيت وتم القبض على الأب بالثياب الملطخة بالدماء.

5-     وقُدِّم الأب للمحاكمة، وظل صامتا طوال المحاكمة رغم الجهود المبذولة من هيئة المحكمة والنيابة والمحامين.

6-     وأخيرا صدر الحكم بإعدامه استنادا على الدليل المادي الثياب الملطخة بالدماء.

7-     وفي يوم تنفيذ الحكم بالشنق طلب أن يتحدث إلى ابنه، وهمس في أذنه قائلا: اليوم إني أشنق عوضا عنك لأفتديك حتى أترك لك فرصة للتوبة وإصلاح مسار سلوكك.

8-     هذا هو الحب الأبوي الذي يضحي بنفسه لفداء من يحبه.

9-     مع بعد الفارق أقول أن هذه مجرد صورة باهتة لما فعله المسيح معنا إذ أن فداءنا اقتضى أن يقدم نفسه الطاهرة ضحية من أجلنا وكفارة عن خطايانا، ويموت بدلا منا.

10- عزيزي ألا تقبل فداء المسيح وخلاصه الذي قدمه لك بدافع محبته الشديدة.

11- الله مستعد أن يقبلك ويغفر كل خطاياك إن قبلته في قلبك كمخلص وفادي. آميــن.

المداخلات

(12) المضيف: نشكر الله على هذه الإيضاحات. أما الآن هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟

أبونا: يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. مع ملاحظة أن اليوم هو يوم الجمعة والأولوية في الاتصالات هي لأحبائنا المسلمين.

(1)  والفئة الأولى: هي للعابرين ليشاركونا باختباراتهم.

(2)  والفئة الثانية: هي للباحثني عن الحق بإخلاص. وباب الأسئلة مفتوح لهم في أي شئ.

(3)  الفئة الثالثة: هي المعترضين على ما نقول، ونرحب بهم وباعتراضاتهم بشرطين:

1-   الشرط الأول: الاعتراض على ما جاء في موضوع الحلقة.

2-   والشرط الثاني: هو الالتزام بأدب الحوار،

3-   ولكن إن تخطى أحد هذه الخطوط فنأسف له ونحن نقدم له الكارت الأحمر لانتهاء مشاركته.

الختام

(13) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟

أبوناأولا: الصلوات الختامية:

(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.

(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.

(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.

(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.

(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،

(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.

ثانيا: البركة الختامية:

(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.

(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.

معلومات إضافية

  • تاريخ الحلقة: الجمعة, 29 أيلول/سبتمبر 2017
إقرأ 2454 مرات

شاهد الفيديو