298ـ حقيقة صلب المسيح
الجمعة 4/8/2017م
(تقديم: يوحنا)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (298) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: (1) مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) أيها آمين. (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين أجمعين. آمين.
(3) المضيف: هل تذكرنا بموضوع الحلقة السابقة؟
أبونا: تكلمنا عن عقائنا في:
1- الله واحد في ثالوث لا ثلاثة.
2- وتجسد الله في الإنسان يسوع المسيح.
(4) ففيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: سأتكلم عن: عقيدتنا في صلب المسيح
ولكي أوضح ذلك يلزم أن أتكلم عن:
1- جرم الخطية.
2- عقوبة الخطية.
3- غفران الخطية.
4- حتمية الفداء.
5- الاعتراضات والرد عليها.
(5) المضيف: هل يمكن أن تكلمنا أولا عن جرم الخطية؟
أبونا:
أريد أن أتكلم عن جرم الخطية في كل من:
1- المسيحية.
2- والإسلام
(6) المضيف: هل يمكن أن تحدثنا عن الخطية من وجهة النظر المسيحية؟
أبونا:
1- جاء في (رومية5: 12) "بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع"
2- وجاء في (سيراخ3: 30) "جرثومة الشر قد تاصلت فيه"
3- فالخطية هي الجرثومة التي أفسدت البشرية بأجمعها، وهي العامل الأساسي في موضوع صلب المسيح.
(7) المضيف: هل يمكن أن توضح لنا أبعاد جرم الخطية؟
أبونا:
لإيضاح ذلك يلزمنا أن نتكلم عن:
1- خطية آدم،
2- وخطايا ذريته.
3- وخطايا الأنبياء.
وذلك أولا من وجهة النظر المسيحية ثم من وجهة نظر الإسلام.
(8) المضيف: هل يمكن أن تحدثنا عن خطية آدم من واقع الكتاب المقدس؟
أبونا:
(1) يقول بولس الرسول في (رومية5: 12) "بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم"
(2) ولتوضيح كيف دخلت الخطية إلى العالم عن طريق آدم يحسن الرجوع إلى الكتاب المقدس وقراءة (سفر التكوين إصحاحات 1-3) فسترى:
1- كيف خلق الله آدم وحواء في حالة البر والقداسة، أي على صورته الإلهية (تك1: 26)،
2- ثم وضعهما في جنة عدن وأوصاهما أن يأكلا من شجر الجنة ما عدا شجرة معرفة الخير والشر إذ قال لآدم "يوم تأكل منها موتاً تموت" (تكوين2: 17).
3- ثم إغراء الشيطان لهما "فأخذت من ثمرها وأكلت، وأعطت رجلها أيضاً فأكل" (تكوين3: 6)
4- وهكذا بمعصية آدم دخلت الخطية إلى العالم.
(9) المضيف: وهل يمكن أن توضح لنا كيف اجتازت الخطية إلى جميع الناس؟
أبونا:
1- يقول بولس الرسول "وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع" (رومية5:12).
2- وفي الواقع أنه بخطية آدم، أصبحت الخطية ميلاً طبيعياً في البشرية كلها،
3- لهذا يقول الكتاب "ليس بار ولا واحد، الجميع زاغوا وفسدوا معاً" (رومية3: 10)
(10) المضيف: هل يمكن أن تحدثنا عن خطايا الأنبياء؟
أبونا:
(1) حيث أن الأنبياء هم من ذرية آدم فقد ورثوا جرثومة الخطية. ويذكر الكتاب المقدس لكل نبي خطاياه. ودعنا نورد بعضا منها:
1- إبراهيم الخليل: لقد كذب أبونا إبراهيم عندما قال عن امرأته أنها أخته حتى لا يعرض نفسه للموت. (تكوين إصحاحات: 12 و20)
2- وموسى النبي: قتل المصري الذي كان يتشاجر مع الإسرائيلي وعندما كشفت فعلته هرب إلى سيناء. (خروج اصحاح2)
3- ونوح صاحب الفلك: سكر بالخمر وتعرى. (تكوين 9)
** ويعوزنا الوقت لو ذكرنا لكل نبي خطاياه العديدة.
** من هذا تتضح وجهة نظر المسيحية في جرثومة الخطية فقد أصابت أولا آدم وحواء ثم ورثها الجنس البشري كلهبما فيهم الأنبياء.
(11) المضيف: كان هذا عن جرم الخطية من وجهة نظر المسيحية، فما هي وجهة نظر الإسلام عن الخطية؟
أبونا:
تكلم الإسلام أيضا عن:
1- سقوط آدم في الخطية.
2- إمتداد الخطية إلى ذرية آدم.
3- حتى الأنبياء.
(12) المضيف: هل يمكن توضيح سقوط آدم في الخطية من وجهة نظر الإسلام؟
أبونا:
1- جاء في: (سورة البقرة 35 ـ 38) "وقلنا يا آدم أسكن أنت وزوجُك الجنة وكُلا منها رغدا حيث شئتما، ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين، فأزلهما الشيطان عنها، فأخرجهما مما كانا فيه. وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلي حين).
2- (سورة طه 117 ـ 123): "فقولنا يا آدم إن هذا (أي إبليس) عدوا لك ولزوجتك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى…فوسوس إليه الشيطان قال: يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملكٍ لا يبلى (أي لا ينتهي)، فأكلا منها فبدت لهما سوأتَهما (أي عورتاهما) وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصي آدم ربَّه فغوى"
** من هذا نرى كيف سقط آدم في الخطية عندما عصى ربه.
(13) المضيف: هل يمكن أن تحدثنا عن خطايا ذرية آدم من وجهة نظر الإسلام؟
أبونا:
ويوضح القرآن أيضاً وعلماء الإسلام خطايا البشرية كلها كما يلي:
1- (سورة يوسف 53): "إن النفس لأمارة بالسوء".
2- جاء في (تفسير الطبري ج 13 ص 1) "يقول إن النفوس، نفوس العباد تأمرهم بما تهواه وإن كان هواها في غير ما فيه رضا الله"
3- وجاء في (التفسير الكبير للرازي ج 18 ص 125) "أي أن النفس ميالة إلى القبائح، راغبة في المعصية، والطبيعة البشرية تواقة إلى اللذات"
4- وجاء في (سنن الترمذي ج 5 ص 267) "عن النبي: جحد آدم فجحدت ذريته، ونسى آدم فأكل من الشجرة فنسيت ذريته، وخطئ آدم فخطئت ذريته".
** من هذا يتضح أن النفس البشرية قد ورثت الخطية عن آدم.
(14) المضيف: هل يمكن أن تحدثنا عن خطايا الأنبياء من وجهة نظر الإسلام؟
أبونا:
القرآن يذكر خطايا الأنبياء بكل وضوح فقال عن:
(1) إبراهيم: في (سورة إبراهيم 41) يقول إبراهيم: "ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب"
(2) وموسى النبي: في (سورة القصص15و16) "ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان. هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه (أي ضربه) موسى فقضى عليه (أي قتله). قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين. قال ربى إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم )
** فموسى بعد أن قتل الرجل إستغفر عن خطيئته.
(3) النبي محمد:
1- (سورة الفتح 2): "ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر"
2- وجاء في (تفسير النسفي ج 4 ص 152) "أي يغفر لك جميع ما فرط منك"
3- وفي (سورة الانشراح 1ـ3) "ألم نشرح لك صدرك ، ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك".
4- وفي (صحيح البخاري جزء2 صفحة134): "كان رسول الله يدعو ويقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب النار"
5- وفي (عمدة القاري شرح صحيح البخاري ج 1 ص 237): قال رسول الله "ما منكم من أحد يدخل الجنة إلا برحمة الله تعالى، قيل ولا أنت يا رسول الله؟ قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته"
6- وفي (المعجم الكبير للطبراني ج 1 ص 301) "قال رسول الله: يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه، فأني أتوب إليه في اليوم مائة مرة).
** مما سبق يتضح لنا أن القرآن يذكر خطايا الأنبياء بما فيهم محمد،
(15) المضيف: يؤسفنا أن الوقت قد انتهى فهل يمكن إرجاء بقية الموضوع للحلقات القادمة؟
أبونا:
1- بكل سرور.
2- فقط أريد أن أقول لكل مسلم باحث عن الحق بإخلاص أن يتفكر في هذه الأمور عن الخطية وانتشارها، ومن أجل ذلك جاء المسيح ليخلصنا من عقوبتها ومن سلطانها ومن جسدها، لنتمتع بالسلام والنعمة مع الله.
المداخلات
(16) المضيف: نشكر الله على هذه الإيضاحات. أما الآن هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. مع ملاحظة أن اليوم هو يوم الجمعة والأولوية في الاتصالات هي لأحبائنا المسلمين.
(1) والفئة الأولى: هي للعابرين ليشاركونا باختباراتهم.
(2) والفئة الثانية: هي للباحثني عن الحق بإخلاص. وباب الأسئلة مفتوح لهم في أي شئ.
(3) الفئة الثالثة: هي المعترضين على ما نقول، ونرحب بهم وباعتراضاتهم بشرطين:
1- الشرط الأول: الاعتراض على ما جاء في موضوع الحلقة.
2- والشرط الثاني: هو الالتزام بأدب الحوار،
3- ولكن إن تخطى أحد هذه الخطوط فنأسف له ونحن نقدم له الكارت الأحمر لانتهاء مشاركته.
الختام
(17) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.