طباعة هذه الصفحة

(295) المسيح هو كلمة الله المتجسد

قييم هذا الموضوع
(1 تصويت)

معرفة الحق (295)
الجمعة 14 يوليو 2017
المسيح هو كلمة الله المتجسد
إعداد القمص زكريا بطرس
تقديم الأخ جعفر

295ـ عقيدتنا في المسيح (4)

الجمعة 14/7/2017م

(تقديم: جعفر)

(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (295) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.

أبونا: (1) مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.

(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟   

أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) أيها آمين. (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين أجمعين. آمين.

(3) المضيف: هل تذكرنا بموضوع الحلقة السابقة؟

أبونا: كان عن: إمكانية ظهور الله في مادة وإمكانية رؤيته:

1-   بحسب ما جاء في (سورة الأعراف) عن تجلي الله للجبل.

2-   ومن أقوال علماء المسلمين.

3-   ومن أقوال الشيخ متولي الشعراوي.

(4) المضيف: ففيما ستكلمنا اليوم؟

أبونا:

(1) عندما بدأت الحديث عن شرح عقيدتنا في المسيح قلت أننا سوف نتناول هذه العقيدة من خلال ثلاث زوايا هي:

1- المسيح هو الله الظاهر في الجسد.

2- المسيح هو كلمة الله المتجسد.

3- المسيح هو ابن الله المتجسد.

(2) وقد شرحنا الزاوية الأولي: المسيح هو الله الظاهر في الجسد.

(3) واليوم سأتكلم عن الزاوية الثانية: المسيح هو كلمة الله المتجسد من واقع تعاليم:

1- المسيحية.

2- والإسلام.

(5) المضيف: ما هي تعاليم المسيحية عن أن المسيح هو كلمة الله المتجسد؟

أبونا:

1-   نحن نؤمن أن المسيح هو كلمة الله.

2-   إذ يقول الإنجيل "في البدء كان الكلمة وكان الكلمة الله" (يوحنا1: 1).

3-   ويكمل الإنجيل موضحا أن كلمة الله هذا قد تجسد في إنسان بقوله: "والكلمة صار جسداً"(يو1:  14). أي أن كلمة الله قد حل في جسد المسيح وتجلى فيه.

4-   ويجدر ملاحظة أن لفظة (كلمة) التي ذكرت في الإنجيل هنا يشار إليها على أنها مذكر فيقول (في البدء كان الكلمة) وليس (كانت الكلمة)

5-   وأيضاً في قوله: "والكلمة صار جسداً" وليس (الكلمة صارت جسدا).

6-   فلفظة "الكلمة " هنا إذاً تدل على أنها ليست مجرد كلمة عادية، لأن الكلمة العادية مؤنثة وليست مذكرا.

7-   وحيث أن لفظة الكلمة بالإنجيل هنا يشار إليها على أنها مذكر إذن فالمقصود بها هو أنها (الله نفسه) كما جاء في الإنجيل المقدس: "وكان الكلمة الله" (يو1:1).

8-   وسوف نرى كيف يصادق الإسلام على ذلك وأن هذا الكلام ليس كفرا أو إشراكا بالله.

(6) المضيف: هل يمكن أن نرى شهادة الإسلام للمسيح على أنه كلمة الله المتجسد؟

أبونا: شهادة الإسلام أن المسيح هو كلمة الله المتجسد:

اولاً شهادة القرآن:

1- (سورة النساء آية 171) "إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه".

2- (سورة آل عمران آية 39) " نَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ [أي زكريا] إن الله يبشرك بيحيى [أي يوحنا المعمدان] ... مصدقاً بكلمة من الله".

3- (سورة آل عمران آيه 45) "إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم".

(7) المضيف: ما هي تفسيرات أئمة المسلمين لهذه الآيات القرآنية، ولنبدأ بآية: (سورة النساء آية 171)؟

أبونا: تقول الآية: "إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه".

1-     (الطبقات الكبرى ج 1 ص 276، المؤلف: بن سعد، نشر دار صادر بيروت) "كتب رسول الله إلى الأسقف: سلام على من آمن .. فإن عيسى بن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم الزكية"

2-     (صحيح البخاري ج 6 ص 2727، نشر: دار ابن كثير, اليمامة بيروت، الطبعة الثالثة) في حديث الشفاعة: "فَيَأْتُونَ مُوسَى فيقول لَسْتُ لها وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِعِيسَى فإنه رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ"

(8) المضيف: ما هي تفسيرات أئمة المسلمين لآية: (سورة آل عمران آية 39)؟

أبونا: تقول الآية: "نَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ [أي زكريا] إن الله يبشرك بيحيى [أي يوحنا المعمدان] ... مصدقاً بكلمة من الله".

1-     (تفسير البغوي ج 1 ص 299، نشر دار المعرفة – بيروت) قوله: "مصدقاً بكلمة من الله: يعني عيسى عليه السلام ... وكان يحيى عليه السلام أول من آمن بعيسى عليه السلام وصدقه"

2-     (تفسير الطبري ج 3 ص 253، نشر : دار الفكر – بيروت) "عن السدى قال: لقيت أم يحيى أم عيسى فقالت يا مريم أشعرت بحبلى، فقالت مريم وأنا أيضاً حبلى،  قالت أم يحيى: إني وجدت ما في بطني يسجد لما في بطنك فذلك قوله تعالى (مصدقاً بكلمة من الله).

(9) المضيف: ما هي تفسيرات أئمة المسلمين لآية: (سورة آل عمران آية 45)؟

أبونا: "إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم "

1-     لعلك تلاحظ إشارته إلى الكلمة  "بضمير مذكر في قوله بكلمة منه اسمه" ولم يقل "بكلمة منه اسمها"،

2-     تماما مثلما جاء في الإنجيل المقدس: "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله، والكلمة صار جسداً" (يو1 :1،14).

3-     وهذا ما صدق عليه الطبري في (تفسير الطبري ج 3 ص 269، نشر دار الفكر – بيروت) قال عز وجل: "اسمه المسيح" مذكر، ولم يقل اسمها مؤنث". لأن لفظة الكلمة مؤنثة، لأن الكلمة غير مقصود بها قصد الاسم الذي هو بمعنى فلان"

4-     (لسان العرب ج 2 ص 595، المؤلف: بن منظور، نشر: دار صادر بيروت الطبعة الأولى) "قال أبو منصور: سمى الله ابتداء أمره كلمة، لأنه ألقى إليها الكلمة، ثم كون الكلمة بشرا".

5-     من هذا يتضح لنا جليا أن المسيح هو كلمة الله.

(10) المضيف: هل يمكن أن كلام الله يتجلّي أو يتجسد في إنسان؟

أبونا: هذا ما سوف نراه من شـهادة علماء الإسلام. فسوف نذكر أقوال بعض علماء الإسلام والفرق الإسلامية الشهيرة التي تشهد لحقيقة أن المسيح هو كلمة الله، وأن كلمة الله تجسد في مادة، وبالأخص في شخص المسيح.

(1) أقوال الشيخ محي الدين العربي:

1-   جاء في (كتاب فصوص الحكم الجزء الثاني صفحة 35) قال الشيخ محي الدين العربي: "الكلمة هي الله متجلياً . . وهي عين الذات الإلهية لا غيرها".

2-   وقال أيضاً في (المرجع السابق صفحة143) "الكلمة هي اللاهوت"

3-   من هذا يتضح أن "الكلمة" يقصد به الله أو اللاهوت.

(2) ومن أقوال المعتزلة [وهى فرقة من فرق الإسلام]:

1-   يقولون في شرح حادثة ظهور الله لموسى الواردة في سورة القصص وسورة طه وسورة النمل (إن كلام الله حل في الشجرة أو تجسد فيها).

2-   فمن هذا يتضح جلياً إمكانية تجسد كلام الله في شجرة، فليس إذن بعسير أن يتجسد في جسد إنسان.

(3) من أقوال الحائطية: (وهى فرقة أخرى من فرق الإسلام)

1- قال الإمام احمد بن الحائط إمام فرقة الحائطية عن المسيح. "إن المسيح تدرع بالجسد الجسماني [أي لبس جسدا كدرع] وهو الكلمة القديمة [الأزلية] المتجسد كما قالت النصارى"

(كتاب الملل والأهراء والنحل جزء 1 ص 77).

(11) المضيف: هل تريد أن تعلق في ختام هذا الطرح؟

أبونا: مما تقدم يتضح لنا أن:

(1)    "كلمة الله " لفظ مذكر يقصد به الله نفسه.

(2)    وأن "كلمة الله" قد تجسد في أشياء مادية:

1-     في شجرة كما حدث في قصة موسى النبي،

2-     وفي إنسان: كما حدث في شخص المسيح.

    وهذا لا يستلزم الكفر ولا الشرك بالله.

(3) أصلي أن يكشف الرب هذه الحقيقة الفائقة لك عقل وقلب حتى يتمتع كل إنسان بخلاص المسيح وسلام الله الذي يفوق كل عقل. آمين.

المداخلات

(12) المضيف: نشكر الله على هذه الإيضاحات. أما الآن هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟

أبونا: يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. مع ملاحظة أن اليوم هو يوم الجمعة والأولوية في الاتصالات هي لأحبائنا المسلمين.

(1)  والفئة الأولى: هي للعابرين ليشاركونا باختباراتهم.

(2)  والفئة الثانية: هي للباحثني عن الحق بإخلاص. وباب الأسئلة مفتوح لهم في أي شئ.

(3)  الفئة الثالثة: هي المعترضين على ما نقول، ونرحب بهم وباعتراضاتهم بشرطين:

1-   الشرط الأول: الاعتراض على ما جاء في موضوع الحلقة.

2-   والشرط الثاني: هو الالتزام بأدب الحوار،

3-   ولكن إن تخطى أحد هذه الخطوط فنأسف له ونحن نقدم له الكارت الأحمر لانتهاء مشاركته.

الختام

(13) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟

أبونا: أولا: الصلوات الختامية:

(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.

(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.

(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.

(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.

(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،

(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.

ثانيا: البركة الختامية:

(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.

(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.

 

معلومات إضافية

  • تاريخ الحلقة: الجمعة, 14 تموز/يوليو 2017
إقرأ 3424 مرات

شاهد الفيديو