طباعة هذه الصفحة

(14) هل محمد والعرب نسل إسماعيل؟ الجزء الثانى

قييم هذا الموضوع
(4 أصوات)

الدليل الثاني: شهادة كتب التراث الإسلامية عن كذب الادعاء بنسب محمد والعرب إلى إسماعيل، وتشمل:

(أ) شهادة الأحاديث المحمدية،

(ب) شهادة الصحابة.

(ج) ومنشأ هذه الأكذوبة.

والدليل الثالث: توضيح حقيقة أصل نسب العرب ومحمد.

14ـ هل محمد من أبناء إسماعيل؟" (2)

الجمعة 16/9/2011م

(تقديم: عبد الله)

(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في قناة الفادي، وفي الحلقة الرابعة عشرة من برنامج معرفة الحق. ومعنا القمص زكريا بطرس. مرحبا بك.

أبونا: وبك أيضا وبجميع المشاهدين الأحباء.

(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في البداية؟

أبونا: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. "ايها الرب سيدنا ما امجد اسمك في كل الارض حيث جعلت جلالك فوق السماوات. (مز8: 1)

(نعم يارب أنت سيدنا، سيدي وملكي/ ما أمجد اسمك وما أعظمه/ في كل الأرض/ وفي السماوات جلالك/ فاظهر مجدك يا سيدنا اليوم في خلاص الكثيرين والكثيرات/ بارك كل المشاهدين/ اعط كل واحد وواحدة بحسب احتياجه. آمين)

(3) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بالإدعاءات الباطلة التي ادعاها المسلمون، والتي ناقشتها في حلقات سابقة من هذا البرنامج؟

هل محمد والعرب نسل إسماعيل (2)

أبونا: (1) بداية نريد أن نسمع إختبارك 1ـ حياتك في الإسلام 2ـ ما الشيء الذي جعلك تترك الإسلام 3ـ ما الأمر الذي جعلك تقبل المسيح.

(عبد الله: يحكي اختباره في حوالي ربع ساعة بتركيز)

أبونا: شكرا جزيلا. أما بخصوص سؤالك فقد ناقشت سابقا في هذا البرنامج عدة إدعاءات هي:

(1) الادعاء بأن إبراهيم ذهب مع إسماعيل وهاجر إلى مكة، (في حلقتين).

(2) وادعاء أن إبراهيم وإسماعيل بنيا الكعبة، (في حلقتين).

(3) وادعاء أن هاجر وإسماعيل سكنا في مكة، وأن مكة هي فاران المذكورة في التوراة.

(4) وادعاء أن محمدا والعرب هم من نسل إسماعيل (الحلقة الأولى).

(4) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة السابقة؟

أبونا: قد وضحت أن مناقشة هذه القضية يستلزم الحديث عن الأبحاث التالية:

المبحث الأول: الادعاء بنسب محمد والعرب إلى إسماعيل.

المبحث الثاني: الرد على هذا الادعاء، من خلال:

(1) شهادة القرآن.

(2) وشهادة الأحاديث النبوية.

(3) ثم توضيح حقيقة أصل نسب العرب ومحمد.

** وقد عرضْتُ المراجع التي ذكرت الادعاء بنسب محمد والعرب إلى إسماعيل. ورداً على هذا الادعاء تكلمت عن عدة أدلة تكذب هذا الادعاء وهي:

الدليل الأول: 1ـ شهادة القرآن بأنه لم يَذْكُر شيئا عن نسب محمد إلى إسماعيل،

2ـ وشهادة القرآن بأن هذه الأنساب التي ادعاها النسابون لا يعرفها أحد إلا الله.

(5) المضيف: ما هو موضوعنا اليوم في هذه الحلقة؟

أبونا: اليوم سوف أناقش ما تبقى من أدلة وهي:

الدليل الثاني: شهادة كتب التراث الإسلامية عن كذب الادعاء بنسب محمد والعرب إلى إسماعيل، وتشمل:

(1) شهادة الأحاديث المحمدية،

(2) شهادة الصحابة.

(3) ومنشأ هذه الأكذوبة.

والدليل الثالث: توضيح حقيقة أصل نسب العرب ومحمد.

(6) المضيف: لنبدأ إذن بمناقشة الدليل الثاني.

الدليل الثاني: شهادة كتب التراث الإسلامية

أبونا: (1) الدليل الثاني هو: شهادة كتب التراث الإسلامية عن كذب الادعاء بنسب محمد والعرب إلى إسماعيل، (2) وأتكلم بداية عما جاء في الأحاديث المحمدية، فإن أكثر من 95 مرجعا تراثيا تؤكد أن النسابين الذين كتبوا نسب محمد هم كذابون، (3) وإليك بعض الاقتباسات من أقوال محمد نفسه:

أولا: من أقوال محمد نفسه:

(أبونا أيضا) (1) جاء في كتاب (الطبقات الكبرى ج 1 ص 56، المؤلف: محمد بن سعد، نشر: دار صادر بيروت) "عن بن عباس أن النبي كان إذا أنتسب [أي إذا ذكر نسبه] لم يجاوز في نسبه معد بن عدنان، ثم يمسك ويقول: كذب النسابون" [تعليق]: 1ـ انظروا محمد نفسه لم ينسِّب نفسه إلى إسماعيل، وأكَّد كذب النسابين الذين ادعوا ذلك!! 2ـ هذه كتبهم تقول ذلك. (2) وجاء في كتاب (السيرة الحلبية في سيرة الأمين المأمون ج 1 ص 36، المؤلف: برهان الدين الحلبي، نشر: دار المعرفة بيروت 1400) "عن ابن عباس أن النبي كان إذا انتسب لم يجاوز معد بن عدنان، ثم يمسك ويقول كذب النسابون، مرتين أو ثلاثا" [للتأكيد]

(3) وجاء في كتاب (التنبيه والإشراف ج 1 ص 84، المؤلف: أبو الحسن المسعودي المتوفى 346هـ) [بعدما ذَكر نسب محمد حتى معد يقول]: "لم نتجاوز بنسبه [صلعم] معداً لنهي رسول الله عن ذلك بقوله " كذب النسابون" (4) وجاء في كتاب (مروج الذهب ج 1 ص 276، المؤلف: أبو الحسن المسعودي المتوفى 346هـ) "قال النبي: كَذَبَ النسابون، وأمر أن ينسَّب إلى معد، ونهى أن يتجاوز بالنسب إلى ما فوق ذلك"

(7) المضيف: هذه أربع مراجع قوية تقرر أن محمدا لم يقل أنه ابن إسماعيل، هل لديك مراجع أخرى؟

أبونا: يوجد الكثير. (5) جاء في كتاب (الإشتقاق ج 1 ص 32، المؤلف: أبو بكر بن دريد، نشر: مكتبة الخانجي القاهرة/مصر، الطبعة الثالثة، تحقيق: عبد السلام محمد هارون) "وانتسب النبي إلى عدنانَ وقال عليه الصلاة والسلام: 'كَذَب النَّسَّابُونَ، فْما بَعْدَ عدنان فهي أسماءٌ سُريانية لا يُوضِّحُها الاشتقاق" (6) وجاء في كتاب (التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب ج 19 ص 70، المؤلف: فخر الدين الرازي، نشر: دار الكتب العلمية بيروت 2000م ، الطبعة الأولى) "عن النبي: أنه كان في انتسابه لا يجاوز معد بن عدنان بن أُدد . وقال: "تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، وتعلموا من النجوم ما تستدلون به على الطريق" [اي أنه يكتفى من الأنساب بمعرفة القرابة فقط] (7) وجاء في كتاب (تفسير القرآن ج 3 ص 106، المؤلف: بن عبد الجبار السمعاني، نشر: دار الوطن الرياض السعودية 1997م، الطبعة الأولى، تحقيق: ياسر بن إبراهيم، وغنيم بن عباس) "رُوي عن عبد الله بن مسعود أنه .. قال: كذب النسابون، [وأضاف]: ونقل بعضهم هذا مرفوعا إلى النبي' . [وواصل المرجع قائلا]: "وعن مالك بن أنس أنه كره أن ينسِّب الإنسان نفسه ـ أبَّا أبَّا ـ إلى آدم، وكذلك في حق الرسول كان يكره؛ لأنه لا يعلم أولئك الآباء أحد إلا الله".

(8) المضيف: وما هو تعليقك على ذلك؟

أبونا: (1) هذا عرض لما جاء في سبع مراجع فقط من 95 مرجعا تبرهن على أن نبي الإسلام لم يقل أنه منسب إلى إسماعيل، (2) بل كره أن ينسِّبه أحد من النسابين إلى إسماعيل (3) وقرر بوضوح لا يقبل الشك أن النسابين كذابون كما رأينا.

(9) المضيف: كل هذه الأدلة هي من أقوال محمد، فهل للصحابة أقوال تؤيد ذلك؟

ثانيا: أقوال الصحابة عن كذب النسابين:

أبونا: نعم يوجد الكثير من الصحابة الذين أقروا أيضا بكذب النسابين في قولهم أن محمدا من نسل إسماعيل، منها: (1) من أقوال عمر بن الخطاب: جاء في كتاب (تاريخ المدينة المنورة ج 2 ص 11، المؤلف: أبو زيد بن شبة النميري، نشر: دار الكتب العلمية بيروت 1996م، تحقيق: علي محمد دندل، وياسين سعد الدين بيان) 1ـ "قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: كذب النسابون، ما يرجون الله تعالى. 2ـ وتعليقا منه على ما ذُكِر في: (سورة الفرقان 38) "وقرونا بين ذلك كثيرا" قال: تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم وتعرفون به مواريثكم". 3ـ أي أنه يكتفى من الأنساب بمعرفة القرابة فقط، تماما كما قال محمد نبي الإسلام كما سبق أن أوضحنا. (2) ومن أقوال عمرو بن ميمون: جاء في (جامع البيان عن تأويل آي القرآن ج 13 ص 187، المؤلف: محمد بن جرير الطبري، نشر: دار الفكر بيروت 1405) تعليقا على الآية: "وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله" قال كذب النسابون. (3) ومن أقوال عبد الله بن مسعود أيضا: جاء في (تفسير السمرقندي المسمى بحر العلوم ج 2 ص 236، نشر: دار الفكر بيروت، تحقيق: د.محمود مطرجي) "قال إبن مسعود كذب النسابون" (4) ومن أقوال ثلاثة من الصحابة: جاء في (الإنباه على قبائل الرواة ج 1 ص 19، المؤلف: أبو عمر القرطبي، نشر: دار الكتاب العربي بيروت لبنان 1985م، الطبعة الأولى، تحقيق: إبراهيم الأبياري) "كان قوم من السلف منهم عبد الله بن مسعود، وعمرو بن ميمون الأودي، ومحمد بن كعب القرظي إذا تلوا "والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله" قالوا: كذب النسابون" (5) وجاء في كتاب (دلائل النبوة للبيهقي ج 1 ص 179) [بعد أن ذكر سلسلة نسب محمد أكمل قائلا]: "هذه الرواية عن بن إسحاق، واختُلف عليه في ذلك، واختَلف النسابون فيه أيضاً. [واستطرد قائلا]: وكان شيخنا أبو عبد الله الحافظ رحمه الله يقول نسبة رسول الله صحيحة إلى عدنان، وما وراء عدنان فليس فيه شيء يعتمد عليه"

(10) المضيف: وما تعليقك على هذه الأقوال؟

أبونا: (1) هذه هي شهادات الصحابة عن كذب النسابين الذين ادعوا إنتساب محمد إلى إسماعيل. (2) ومما يبرهن على كذب النسابين هو قول بعضِهم أن محمدا من نسل إسحق وليس من نسل إسماعيل: جاء هذا في كتاب (لباب الأنساب والألقاب والأعقاب ج 1 ص 9، المؤلف: أبو الحسن البيهقي، المتوفى 565هـ) "إن جد المصطفى عليه السلام هو إسحاق لا إسماعيل". (3) [تعليق]: ما هذا الهراء؟ أرأيتم مدى تخبط النسابين في إدعائهم بنسب محمد؟ فهل هو ابن إسحق أم ابن إسماعيل؟ والحقيقه أنه ليس ابن أي منهما؟ (4) والواقع أن محمدا نفسه لا يعرف شيئا عن نسبه كما مر بنا.

(11) المضيف:  هناك سؤال خطير، وهو من أين أتى إدعاء تنسيب محمد إلى إسماعيل؟

ثالثا: منشأ أكذوبة الأنساب:

أبونا: (1) الواقع أن منشأ هذه الأكذوبة يعود إلى المؤرخ الأول في الإسلام وهو "أبو إسحق" الذي عاش في القرن الثاني الهجري، ومنه نقل بقية مؤرخي الإسلام. فقد جاء في (دائرة المعارف الإسلامية ج19 ص 6022 و6023 نشر مركز الشارقة، إعداد وتحرير نخبة من علماء الأزهر بإشراف إبراهيم زكي خورشيد وآخرون، وتقديم الدكتور سيد طنطاوي شيخ الأزهر الراحل، وحاكم الشارقة الشيخ سلطان القاسمي) تقول: "ابن اسحق كان أول من وضع الإسلام ومُنْشِأَه في نسق التاريخ العام" (2) ولهذا يعتبرونه شيخ المؤخين كما جاء في (مقدمة كتاب السيرة النبوية لابن هشام ج1 ص7، نشر دار المعرفة بيروت لبنان، الطبعة الثانية 2001م تحقيق مصطفى السقا وآخرون) "شيخ رجال السيرة هو محمد بن اسحق المتوفي نحو سنة 152 هـ" (3) [تعليق]: ولكن أبا إسحق هذا شيخ المؤرخين، توجد عليه مآخذ كثيرة تمنعه من أن يكون مصدرا موثوقا به للتأريخ، وبالتالي فكل التأريخ الإسلامي مشكوك في مصداقيته، لأن الجميع أخذوه عن ابن اسحق.

(12) المضيف: ما هي الأدلة التي تثبت أن ابن اسحق كان مدلسا؟

كذب أبي اسحق وتدليسه:

أبونا: سبق أن تكلمت في حلقة ماضية عن أبي اسحق المدلس وذكرت الكثير من الأدلة والبراهين على كذبه وتدليسه منها: (1) ما جاء في (مقدمة كتاب السيرة النبوية لابن هشام ج1 ص11، نشر دار المعرفة بيروت لبنان، الطبعة الثانية 2001م تحقيق مصطفى السقا وآخرون) "لا يعني ابن اسحق في كتابه تاريخ مكة وأجداد الرسول بأسانيد أخباره إلا نادرا، ويستقي من الأساطير والإسرائيليات" (2) وذكر نفس المرجع (السيرة النبوية لابن هشام ج1 ص 14، نشر دار المعرفة بيروت لبنان، الطبعة الثانية 2001م تحقيق مصطفى السقا وآخرون) عن أخلاق ابن اسحق يقول: "حكى ابن النديم أن أمير المؤمنين بلغه أن ابن اسحق يغازل النساء، فأمر بإحضاره وضربه أسواطا، ونهاه عن الجلوس في مؤخر المسجد"

(13) المضيف: وما هو تعليقك على هذه الفضائح؟

أبونا: (1) أقول: كيف يُوْثَق في ذمة مثل هذا الإنسان الفاسد أخلاقيا؟ ومن فسدت أخلاقه كيف يوثق في ضميره وأمانته؟ (2) دعنى أعود لسرد بعض من الأدلة أيضا على كذب وتدليس أبي إسحق هذا، ما جاء أيضا في (السيرة النبوية لابن هشام ج1 ص 15، نشر دار المعرفة بيروت لبنان، الطبعة الثانية 2001م تحقيق مصطفى السقا وآخرون) حيث يقول: "تجد عالما جليلا كالإمام مالك بن أنس، وآخر كهشام بن عروة بن الزبير يكادان يخرجان "ابن إسحق" من حظيرة المحدِّثين، أهل الصدق والثقة، ولا يدخران وسعا في اتهامه بالكذب والدجل، .. والتدليس .. والخطأ في الأنساب" (3) ولهذا عُرِفَ ابنُ اسحق بالمدلس، كما جاء في: 1ـ كتاب (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ج 1 من صفحة 61 إلى ص 392، المؤلف: علي بن أبي بكر الهيثمي، نشر: دار الريان للتراث و‏دار الكتاب العربي القاهرة, وبيروت 1407 هـ) 2ـ وكتاب (يقظة أولي الاعتبار مما ورد في ذكر النار وأصحاب النار ج 1 ص 141، المؤلف: صديق بن علي القنوجي نشر: مكتبة عاطف دار الأنصار القاهرة 1987م، الطبعة الأولى، تحقيق: د. أحمد حجازي السقا) تقول: "إلا أن ابنَ إسحق مدلسٌ"

(14) المضيف: بالتأكيد لك تعليق على هذا الاكتشاف الخطير.

أبونا: (1) إذن كما قلت سابقا أن هذه المآخذ الكثيرة علي أبي إسحق تمنعه من أن يكون مصدرا موثوقا به للتأريخ، (2) وبالتالي فكل التأريخ الإسلامي مشكوكٌ في مصداقيته، لأن الجميع أخذوا عن ابن اسحق. (3) والثابت إذن أن محمدا ليس من نسل إسماعيل، (4) بل ولا يعرف له نسب أصلا حيث أنه ولد بعد موت ـ من يقال أنه أبوه عبد الله ـ بأربع سنوات (كتاب شرح صحيح البخاري لابن بطال البكري ج 7 ص 194،نشر: مكتبة الرشد السعودية، الرياض 2003م ، الطبعة الثانية، تحقيق: أبو تميم بن إبراهيم) مع الرجوع إلى (الحلقة الثالثة من برنامج في الصميم).

(15) المضيف: شكرا لك، ونأتي الآن إلى الدليل الثالث على كذب الادعاء بنسب محمد إلى إسماعيل، فماذا تريد أن تقول لنا؟

الدليل الثالث: أصل نسب محمد

أبونا: لمعرفة نسب محمد الحقيقي أناقش المواضيع التالية:

(1) إنتماء محمد إلى قبيلة قريش.

(2) إنتماء قريش إلى عرب اليمن.

(3) إنتماء عرب اليمن إلى سبأ بن حام.

(16) المضيف: الكل يعرف إنتماء محمد إلى قبيلة قريش، فماذا تريد أن تقول بهذا الخصوص؟

أبونا: (1) نعم الكل يعرف ذلك (2) ولكن لأني بصدد مناقشة علمية فلابد أن أوثق ذلك من كتب التراث الإسلامية (3) فقد جاء في 1ـ كتاب: (جمهرة أنساب العرب لابن الكلبي، المؤلف: هشام بن السائب الكلبي (المتوفى : 204هـ) 2ـ وأيضا كتاب (سيرة ابن إسحاق: المبتدأ والمبعث والمغازي ج 2 ص 59، نشر: معهد الدراسات والأبحاث للتعريف، تحقيق: محمد حميد الله) وغيرهما من كتب التراث تقول: "إن محمدا رجل من قريش من أهل الحرم" 3ـ وجاء في (كتاب أمثال العرب ج 1 ص 46، المؤلف: المفضل بن يعلى الضبي) "قال محمد: إن الله اختار العرب فاختار منهم كنانة أو النضر بن كنانة ثم اختار منهم قريشا ثم اختار منهم بني هاشم ثم اختارني من بني هاشم".

(17) المضيف: إذن فمحمد أتى من قبيلة قريش. وما علاقة قبيلة قريش بعرب اليمن؟

أبونا: هذا يأتي بنا إلى النقطة الثانية من بحثنا وهي: إنتماء قريش إلى عرب اليمن. وهي نقطة جوهرية في بحثنا عن أصل محمد، فقبيلة قريش أصلها من اليمن كما يتضح من المراجع التالية: (1) جاء في كتاب (تاريخ الإسلام للدكتور حسن إبراهيم حسن ج1 ص 13ـ ، نشر دار الجيل بيروت ومكتبة النهضة المصرية القاهرة، الطبعة الخامسة عشرة سنة 2001م) "قبيلة قريش منحدرة من شعب قحطان وموطنهم بلاد اليمن". (2) وجاء في مراجع كثيرة منها: (السيرة النبوية لابن كثير ج 1 ص 13) أنه بعد انهيار سد مأرب سنة 150م، هاجرت قبائل كثيرة من اليمن "فتفرقوا في البلدان .. ونزلت الأوس والخزرج يثرب، ونزلت خزاعة .. [بالقرب من موضع مكة حيث أن مكة لم تكن موجودة في ذلك الزمن أي سنة 150 بعد الميلاد!]" (3) إذن فقبيلة قريش أصلها من اليمن من سلالة العرب القحطانية.

(18) المضيف: واضح جدا الآن أن أصل قريش التي منها محمد هو اليمن، فماذا تريد أن تضيف على ذلك؟

أبونا: هذا يأتي بنا إلى النقطة الثالثة وهي: إنتماء عرب اليمن إلى سبأ بن حام، فبعد أن عرفنا أن أصل قريش هو من اليمن. أريد أن أضيف معلومة هامة وهي: أن أهل اليمن هم من نسل سبأ، (1) جاء هذا في كتاب (نسب عدنان وقحطان ج 1 ص 7، المؤلف: محمد بن يزيد المبرد أبو العباس) قال: "إن من قبائل اليمن سَبَأ" (2) وجاء كذلك في كتاب (البداية والنهاية ج 2 ص 156، المؤلف: إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي أبو الفداء نشر: مكتبة المعارف بيروت) "أجمع الجمهور على أن العرب القحطانية من عرب اليمن ... وهم شعبان سبأ وحضرموت" (3) وهنا ينبغي أن نقف وقفة متفحصة، إذ أن قبائل سبأ هم من نسل كوش، وهذا ما وضحه الكتاب المقدس في (تك10: 6و7) "وبنو حام كوش .. وبنو كوش سبأ .." (4) إذن فسكان اليمن هم من نسل حام، وليسوا من نسل سام الذي منه أتى إبراهيم وإسماعيل. (5) فكلنا يعلم أن نوحا كان له ثلاثة أبناء: سام وحام ويافث. (6) ومن نسل سام جاء إبراهيم وإسحق وإسماعيل. (7) بينما من نسل حام جاء كوش الذي سكن باليمن. (8) إذن فعرب اليمن الذين هم أصل عرب مكة وقريش ليسوا من نسل سام ولا ينتمون إلى إسماعيل الذي هو من نسل سام. (9) وحيث أن محمدا من قبيلة قريش إذن فهو ليس من نسل سام، بل من نسل حام.

(19) المضيف: هل توجد مراجع إسلامية تؤكد هذا الكلام؟

أبونا: نعم توجد مراجع إسلامية كثيرة، منها: (1) كتاب (المزهر في علوم اللغة وأنواعها ج 1 ص 31، المؤلف: جلال الدين السيوطي  نشر: دار الكتب العلمية بيروت 1998م ، الطبعة الأولى، تحقيق: فؤاد علي منصور) "والجمهور على أن العرب القحطانية من عرب اليمن وغيرهم ليسوا من سلالة إسماعيل" (2) وأيضا في كتاب (تاج العروس من جواهر القاموس ج 1 ص 15، المؤلف: محمد مرتضى الحسيني الزبيدي، نشر: دار الهداية، تحقيق: مجموعة من المحققين) "وإجماع الجمهور هو أن العرب القحطانية من عرب اليمن وغيرهم ليسوا من سلالة إسماعيل عليه السلام" (3) وجاء كذلك في كتاب (البداية والنهاية ج 2 ص 156، المؤلف: إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي أبو الفداء نشر: مكتبة المعارف بيروت) "أجمع الجمهور على أن العرب القحطانية من عرب اليمن وغيرهم ليسوا من سلالة إسماعيل .. والقحطانية شعبان سبأ وحضرموت" (4) وفي كتاب (تاريخ الإسلام للدكتور حسن إبراهيم حسن ج1 ص 13ـ ، نشر دار الجيل بيروت ومكتبة النهضة المصرية القاهرة، الطبعة الخامسة عشرة سنة 2001م) "قبيلة قريش منحدرة من شعب قحطان وموطنهم بلاد اليمن". (5) إذن فسبأ ليست من سلالة إسماعيل بل كما سبق أن قلت أنها من نسل كوش (تك10: 6و7) "وبنو حام كوش .. وبنو كوش سبأ .."

معادلة رياضية رقم (1):

(1) حيث أن قريشا هم من العرب القحطانية ---> (كتاب تاريخ الإسلام للدكتور حسن إبراهيم)

(2) وحيث أن العرب القحطانية ليسوا من نسل إسماعيل ---> (كتاب البداية والنهاية لابن كثير)

(3) إذن فقريش ليست من نسل إسماعيل --->  (وهو المطلوب إثباته أولا)

معادلة رياضية رقم (2):

(1) حيث أن محمدا من قبيلة قريش ---> (كتاب جمهرة أنساب العرب لابن الكلبي)

(2) وحيث أن قريش ليست من نسل إسماعيل ---> (نتيجة المعادلة رقم [1])

(3) إذن فمحمد ليس من نسل إسماعيل ---> (وهو المطلوب إثباته. وكفى المؤمنين شر القتال)

(20) المضيف: قد يقول قائل إن إسماعيل ليس من عرب القحطانية لكنه من العرب المستعربة. فما رأيك؟

أبونا: (*) هم يقولون هذا بالفعل فقد جاء في كتاب (تاريخ الإسلام للدكتور حسن إبراهيم حسن ج1 ص 14، نشر دار الجيل بيروت ومكتبة النهضة المصرية القاهرة، الطبعة الخامسة عشرة سنة 2001م) "العرب المستعربة .. سموا بذلك لأن إسماعيل .. تزوج من جرهم وتعلم هو وأبناؤه العربية" (**) ولكنها أكذوبة كبرى للأسباب التالية: (1) ما جاء في هذا المرجع نفسه (تاريخ الإسلام للدكتور حسن إبراهيم حسن ج1 ص 14، نشر دار الجيل بيروت ومكتبة النهضة المصرية القاهرة، الطبعة الخامسة عشرة سنة 2001م) يقول: "لا مراء في أن هذه الأنساب غير صحيحة، وأن نسب جد محمد عدنان إلى إسماعيل لا يزال مثار كثير من الشك" (2) وأيضا جاء في كتاب (فى الشعر الجاهلى لعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين, فصل الشعر الجاهلي واللغة، ص 26ـ 28, مطبعة دار الكتب المصرية 1926) 1ـ "إن إثبات هذه القصة التي تحدِّثنا بهجرة اسماعيل بن ابراهيم إلى مكة ونشأة العرب المستعربة .. نحن نرى في هذه القصة نوعا من الحيلة .. 2ـ [وأضاف]: "إذن فليس ما يمنع قريشا من أن تقبل هذه الأسطورة .. 3ـ [ثم قال]: "إن أمر هذه القصة إذن واضح. فهي حديثة العهد ظهرت قبيل الإسلام واستغلها الإسلام لسبب ديني .."

(21) المضيف: هذا صحيح، ولكن هل توجد أدلة أخرى تثبت أن إدعاءهم بزواج إسماعيل من إمرأة في مكة هو إدعاء كاذب وباطل؟

أبونا: يتضح الكذب من الروايات المختلفة والمتناقضة لقصة هذا الزواج الوهمي. (1) عن هذا جاء في كتاب (البداية والنهاية ج 2 ص 184، المؤلف:  إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي أبو الفداء الوفاة: 774 ، دار النشر : مكتبة المعارف – بيروت) "لما كبر إسماعيل تزوج من جرهم امرأة ثم فارقها وتزوج غيرها، وتزوج بالسيدة بنت مضاض بن عمرو الجرهمى وجاءته بالبنين الاثنى عشر" (2) وفي كتاب (عمدة القاري شرح صحيح البخاري ج 15 ص 258، المؤلف:  بدر الدين محمود بن أحمد العيني نشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت) "إسماعيل تزوج من جرهم امرأة أخرى، ذكر الواقدي: أن اسمها: 1ـ سامة، وقيل: 2ـ اسمها عاتكة، وقيل: 3ـ بَشامة بنت مهلهل بن سعد بن عوف، وقيل: 4ـ اسمها نجدة بنت الحارث بن مضاض، وحكى ابن سعد عن إبن إسحاق [المدلس]: أن 5ـ اسمها رعلة بنت يشجب بن يعرب بن يوذان بن جرهم، وذكر الدارقطني: أن اسمها 6ـ سيدة بنت مضاض، وقال الجواني: اسمها هالة بنت الحارث بن مضاض، ويقال: 7ـ سلمى، ويقال: 8ـ الحنفاء"

(22) المضيف: وما هو تعليقك على ذلك؟

أبونا: (1) يظهر تدليس المؤرخين المسلمين واضحا، فقد تضاربوا في ذكر اسم المرأة التي تزوجها إسماعيل، فذكروا تسعة أسماء مختلفة كما رأينا، فهل هذا تأريخ يؤخذ به؟ (2) سبق لي أن قلت في حلقة سابقة أن لا اسماعيل ولا إبراهيم ولا هاجر ذهبوا إلى مكة إطلاقا (انظر حلقات: الرد على إدعاء ذهاب إبراهيم وإسماعيل وهاجر إلى مكة) (3) فقد وضحت أن إبراهيم وإسماعيل وهاجر عاشوا في القرن 21 ق.م. وأن مكة لم تتأسس إلا في القرن 4 الميلادي. فبينهما 25 قرنا من الزمان، فكيف يعقل ذهابهم إلى مكان لم يكن موجودا على الخريطة أساسا، وأنه يتزوج من إمرأة لم تخلق بعد؟ (انظر الحلقة الخاصة بذلك) (4)  وأضيف هذا الدليل القوي القاطع الذي جاء في (كتاب التحرير والتنوير ج 20 ص 134، المؤلف: محمد الطاهر بن عاشور، نشر: دار سحنون للنشر والتوزيع، تونس 1997م) "إبراهيم واسماعيل كانا نذيرين حين لم تكن قبيلة قريش موجودة يومئذ، ولا قبائل العرب العدنانية، وأما القحطانية فلم يرسل إليهم إبراهيم لأن اشتقاق نسب قريش كان من عدنان، وعدنان بينه وبين إسماعيل قرون كثيرة". (5) هذا هو كذب وتدليس المنسبين الذين قال عنهم محمد والصحابة أنهم كذابون.

(23) المضيف: هل يمكن أن تلخص لنا ما قلته في هذه الحلقة؟

أبونا: لقد تكلمت عن: المبحث الأول: الادعاء بنسب محمد والعرب إلى إسماعيل.

والمبحث الثاني: بطلان هذا الادعاء، من خلال:

(1) شهادة القرآن.

(2) وشهادة الأحاديث النبوية.

(3) ثم توضيح حقيقة أصل نسب العرب ومحمد.

وعرفنا من هذه الدراسة العلمية أن:

1ـ محمد هو من قبيلة قريش،

2ـ وقبيلة قريش من نسل سبأ من اليمن،

3ـ وسبأ من نسل كوش بن حام،

4ـ إذن فقريش قبيلة محمد هي من نسل حام، وليست من نسل سام الذي منه إسماعيل.

5ـ إذن فلا العرب ولا محمد هم من نسل إسماعيل، وقد بطل هذا الإدعاء بالأدلة والبراهين القاطعة.

(*) أحبائي المشاهدين: إني أعرض أمامكم الحقيقة بأسلوب علمي أكاديمي لأوفر عليكم عناء البحث والدراسة لمعرفة الحق. وأصلي أن يلمس الرب العيون والأذهان والقلوب لتخلص من الأكاذيب، وتتعرف على طريق الحياة الأبدية، أقول هذا بكل الحب لخير الجميع. وإلى اللقاء في حلقاتنا القادمة.

(24) المضيف: شكرا جزيلا، ونحن في انتظار الحلقات القادمة بمشيئة الله. هل يمكن أن نخرج فاصل قصير، ثم نعود  لنأخذ بعض المداخلات؟ (أحبائي المشاهدين: أعلن أن خطوط التليفونات ستفتح بعد العودة من الفاصل مباشرة، فاتصلوا بنا على الأرقام الموضحة على الشاشة ومرحبا بكم، ويسعدنا مداخلات أحبائنا المسلمين).

الفاصل

(25) المضيف: مرحبا بكم مجددا أيها الأحباء. [أبانا] هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟ آلو مين معانا؟

أبونا: بكل سرور.

المداخلات

(26) المضيف: شكرا جزيلا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين فإلى اللقاء في حلقاتنا القادمة.

أبونا: الرب معكم. آمين.

 

إقرأ 11848 مرات

شاهد الفيديو