587- نشيد الأناشيد عظة (5)
نشيد الأناشيد الذي لسليمان
(21/2/2024م)
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (587) من "برنامج حياتك الروحية" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة للدخول في حضرة الرب:
بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين.
إلهنا الحي المحب وأبونا الطيب الحنان أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. ولك كل المجد. آمين.
(3) أحبائي لقد ذكرت في الحلقات الماضية بعض الاعتراضات التي قامت ضد هذا السفر من أحبائنا المسلمين،
(4) وحلقة اليوم بنعمة الله هي تأمل في الآية الأولى من الإصحاح الأول من سفر نشيد الأناشيد، التي تقول: (نش 1: 1) "نشيد الأناشيد الذي لسليمان"
(7) هذه مقدمة موجزة لهذا السفر الجليل التي توضح أنه أسمى ما كتب سليمان الحكيم بقوله: "نشيد الأناشيد" أي أنه أسمى من كل الأناشيد التي أنشدها.
(8) ولنا في ذلك ثلاثة تأملاتٌ بنعمة الله:
1ـ أغاني الأشعار.
2ـ سمو الأفكار.
3ـ عمق الاختبار.
******
(9) دعونا أيها الأحباء أن نتأمل في هذه النقاط الثلاث.
أولا: أغاني الأشعار:
- تقول الآية الأولى من هذا السفر المقدس:
- "نشيد الأناشيد الذي لسليمان"، و"نشيد" يعني أغنية، والأغنية قصيدة شعرية، أو ترنيمة وجدانية.
- واسم هذا السفر بالإنجليزية: (Song of Songs) أي نشيد الأناشيد أو أغنية الأغاني، أوشعر الأشعار.
- فسفر نشيد الأناشيد هو ترنيمة مفرحة، تَغَنَّى بها سليمان الحكيم مبتهجا بإله خلاصه.
- والترنيم في الكتاب المقدس هو لغة النفس الفرحانة بالرب، كما قال يعقوب الرسول في رسالته (يع5: 13) "أمسرور أحد فليرتل" يعني الفرحان يغني.
- ويقول معلمنا بولس الرسول في رسالة (اف5: 19) "مكلمين بعضكم بعضا بمزامير وتسابيح واغاني روحية مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب".
- ولكن من أين يأتي إلينا الفرح في هذه الحياة المليئة بالمشاكل والاحتياج والكساد والفساد والأحزان والاضطرابات والحروب والنكبات والزلازل والبراكين والفياضانات والمجاعات والإنقلابات؟
- من أين يشعر الإنسان بالفرح ليرنم؟
- الواقع أن العالم ليس مصدرا للفرح، حتى وإن حقق فيه الإنسان الغنى والأموال والممتلكات الكثيرة.
- ألا تسمع عن إنسان غني لا يستطيع أن يتلذذ بأكلة شهية من أجل أمراضه الخطيرة؟ وآخر لا يستطيع أن يهنأ بالنوم لكثرة امراضه؟ وثالث لا يجد مكانا للسلام الداخلي رغم غناه بسبب مخاوفه وأمراضه النفسية؟
- يحكى أن أحد الأغنياء له قصر كبير وثروة طائلة، ورغم ذلك كان مهموما كئيبا، وكان في طريقه إلى القصر يجلس إسكافي فقير في دكان صغير على جانب الطريق. وشد انتباه الغني أن الإسكافي طيلة يومه كان يغني فرحا رغم فقره. فأعجب به الغني وأراد أن يسعده أكثر، فأرسل له مبلغا كبيرا من المال كهدية له.
- ولاحظ الغني بعد ذلك أن الإسكافي توقف عن الغناء فكان مندهشا. وفي صباح أحد الأيام ذهب الإسكافي إلى الغني ورد له المال الذي كان قد أرسله إليه. فسأله: لماذا توقفت عن الأغاني، وقد كان قصدي أن أزيد سعادتك؟ فقال له الاسكافي: منذ أن أخذت المال كنت منشغلا، افكر ماذا أفعل به؟ وفكرت في مشاريع كثيرة أخذت كل اهتمامي، وزاد قلقي من أن يسطو عليَّ أحد اللصوص لينهب المال وقد يقتلني، وهكذا عشت في دوامة من الهواجس والمخاوف فضاع الفرح من قلبي، وبعد أن رد المال عاد الإسكافي إلى ترانيمه المفرحة التي كان يسبح بها إلهه.
- فلا االمال ولا غنى العالم يوفر للإنسان السعادة والفرح، إنما المؤمن الحقيقي الذي تعرف على الرب وقبله في قلبه هو الذي عرف مصدر الفرح الحقيقي وهو ما قاله السيد المسيح: (يو16: 22) "لأني سأراكم فتفرح قلوبكم ولا يستطيع أحد أن ينزع فرحكم منكم"
- وهذا ما اختبره تلاميذ المسيح الذين كُتِبَ عنهم في بشارة (يو20: 20) "فرح التلاميذ اذ راوا الرب"
- فبمعرفة المسيح المعرفة الاختبارية وليس مجرد المعرفة الوراثية أوالروتينية، يفرح الإنسان بشخص المسيح الأبرع جمالا من بني البشر، يفرح بمحبته وعنايته وغفرانه لخطيته وخلاصه لنفوسه من العقاب الأبدي، ونواله الحياة الأبدية.
- تحضرني الذاكرة بقصة واقعية توضح سر الفرح: (صيدلاني ناجح رغب في الحياة مع الله فذهب إلى دير نائي ليبعد عن الناس ويختلي بالرب) وعندما بدأ بمراجعة حياته ومحاسبة نفسه تراكمت خطاياه أمامه، وعلى ضوء الكتاب المقدس وجد أنه هالك لا محالة، فأجرة الخطية هي موت (رو 6: 23) فغرق في دوامة من الفكر والحزن، فلجأ إلى الصوم الإنقطاعي تذللا أمام الله حتى يرضى عنه، وصحب أصوامه بصلوات طويلة، مقدما توبة بدموع حتى يغفر الله آثامه، ودامت أحزانه وأصوامه وصلواته ثلاثة أيام بلياليها لم تر أجفانه النوم، وفي ثالث يوم، وهو واقف للصلاة في قلايته، وكان لها كوة في سقفها من جهة المشرق رأي أشعة نورانية فاقت ضوء الشمس،
- تشع من وجه مبتسم رائع الجمال، ورأى يدين مثقوبتين تسيل بالدماء، جرفت كل آثامه وألقت بها في بحر النسيان، فلم يتمالك نفسه من الفرح، فانفرج فمه بابتسامة واسعة عريضة، وانشقت شفته السفلى وسال منها الدماء، وتركت بصمة لفرحة الخلاص على فمه الذي انطلق بالترنيم والتسبيح فرحا وتهليلا. إنه أبونا متى المسكين.
- وما أجمل ترانيم الفرح بمعرفة الرب، فهناك ترنيمة يقول مطلعها: فرَّحْت قلبي يوم ما عرفتك يوم ما عرفتك كان يوم عيد"
- وكذلك ترنيمة أخرى تقول: "أنا فرحان بحبيبي فرحان عايش في سلام عايش في أمان، يا ريت عرفتك، ياريت عرفتك من زمان"
- وما أجمل ما قاله القديس مقاريوس الكبير: إذا دخلت النعمة قلب إنسان حببت له الترنيم"
- دعني أوجه لك هذه الأسئلة:
- هل أنت فرح، أم أنك مهموم، والأحزان وكآبة الدنيا تملأ قلوبك؟
- أتريد أن تنشد نشيد الحرية والعتق من العبودية، ويمتلئ قلبك بالأفراح السماوية؟
- ثق أن الله يحبك، ويريد أن يغفر كل خطاياك التي تعطل أفراحك. واترك كل ما يزعجك بين يديه، فالرب ضابط الكل، وكل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله، فهل تحب الله؟
- إن كانت خطاياك الماضية تعطل أفراحك، فتب الآن وافتح قلبك للمسيح. وهو يغفر لك كل ماضيك مهما كان دنسا، فيفرح قلبك ولا ينزع أحد فرحك منك.
- قل له: يارب أنا أخطأت كثيرا وأستحق الهلاك، ولكني آتي إليك تائبا، فاغفر لي من أجل كفارة الصليب، وعندئذ سوف تنشد للرب ترنيمة الحب الإلهي، مثلما فعل سليمان الحكيم في سفر الأناشيد التي هي أعذب أغاني الأشعار. آمين.
# وإني أرجئ بقية الموضوع للحلقة القادمة بمشيئة الرب. سلام. والرب معكم آمين.
******
(8) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.
- إختبارات العابرين والعابرات
(9) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
- (تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
- المداخلات
(10) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.
والفرصة متاحة لمن يريد أن يشارك بالصلاة لأن اليوم موعد إجتماع الصلاة الشهري.
(فرصة للصلوات)
(11) ما هو الأمر الذي تكلم به الروح القدس إليك من خلال هذه الحقائق؟
- الختام
(12) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(13) البركة الختامية:
محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم. آمين