طباعة هذه الصفحة

حياتك الروحية 315ـ حلقة خاصة

قييم هذا الموضوع
(0 أصوات)

حياتك الروحية (315)
الإثنين 11 يونيو 2018
           حلقة خاصة
إعداد القمص زكريا بطرس
تقديم  الأخت هدى

314ـ صنعت خلاصا (37)

حلقة الاثنين 4/6/2018م

(تقديم: ريتا)

(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (214) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.

أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.

(2) المضيف: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.          

أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] سيدي ... آمين [3] كما أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.

(3) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟

أبونا:

1- موضوع الحلقة السابقة كان إجتماع الصلاة الشهري.

2- وموضوع الحلقة الأسبق طان عن: المؤمن والارتداد الروحي

3- وقد تكلمنا عن مفهوم المؤمن.

(4) المضيف: وفيما ستكلمنا اليوم؟

أبونا: (1) اليوم سأتكلم عن: مفهوم الارتداد.

(5) المضيف: وما هو مفهوم الارتداد؟

أبونا:

(1) الارتداد هو ترك الرب والرجوع إلى الخطية. وقد وضح هذا المفهوم أشعياء النبي بقوله عن شعب الله أنهم "تركوا الرب، استهانوا بقدوس إسرائيل، ارتدوا إلى الوراء" (اش4:1).

(2) ولكي نفهم الأمر جليا، يجب أن نعرف أن هناك نوعيين من الارتداد:

1- ارتداد إلى حين.

2- وارتداد دائم.

(6) المضيف: ماذا تقصد بالارتداد إلى حين؟

أبونا:

1-     الواقع أن المؤمن القلبي الذي قبل الرب في حياته مخلصاً وفادياً وملكاً قد ينتابه ضعف فيسقط في الخطية وقد يرتد.

2-     ولكن هذه الحالة لا تدوم طويلاً إذ سرعان ما يبكته روح الرب، (يو16: 8) "ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة".

3-     فيستجيب لهذا التبكيت ويندم تائبا ويرجع إلى حضن أبيه ثانية، كالإبن الضال في: (لو15: 21) "يا ابي اخطات الى السماء وقدامك ولست مستحقا بعد ان ادعى لك ابنا".

(7) المضيف: هل يمكن أن تعطنا المزيد من الإيضاح عن هذا النوع من الارتداد إلى حين؟

أبونا:

يلزمنا إذن أن نتكلم عن:

1-   جوهر هذا الارتداد،

2-   ونهاية هذا الارتداد.

(8) المضيف: فما هو جوهر هذا الارتداد؟

أبونا:

1-     جوهر هذا النوع من الارتداد هو أنه حالة سقوط ناتجة عن الضعف البشرى الذي يلازم المؤمن الروحاني،

2-     قال القديس أوغسطينوس: "إن المعمودية تغسل كل الخطايا  ولكنها لا تـنزع الضعف البشرى الذي يظل المتجدد يقاومه في جهاد حسن، هذا الضعف الذي نقاومه بين سقطة وقيـام حتى المـوت، سينتهي بتجديد آخر [في مجيء الرب الثاني".

( N.& P. Fars 1st Sers vol. V, P.404.)

3-     فهذا النوع من الارتداد ليس ناجما عن قساوة قلب وعناد، ولا عن استباحة واستهانة،

4-     وإنما هو نتيجة الضعف البشرى الذي يلازم المؤمن الروحي طيلة حياته، ويستلزم الجهاد والقيام وعدم اليأس.

(9) المضيف: وما هي نهاية من يسقط في هذا النوع من الإرتداد؟

أبونا:

1-   إن هذا النوع من الارتداد يستجيب فيه المؤمن لتبكيتات الروح القدس فيتوب ويعترف بخطاياه.

2-   ولذلك فهو غالبا ما يؤدي إلى العودة والتوبة لا إلى الهلاك. (عب10: 39) "اما نحن فلسنا من الارتداد للهلاك بل من الايمان لاقتناء النفس"

3-   فهو ارتداد إلى حين ينتهي برجوع المؤمن إلى نفسه فيستيقظ بعد غفلة ويقوم ويرجع إلى أبيه.

4-   والكتاب المقدس يوضح ذلك في مواضع عدة:-

+ يقول سليمان الحكيم  "الصديق يسقط سبع مرات ويقوم" (أم16:24).

+ وداود النبى يزيد على ذلك قوله "إذا سقط لا ينطرح [أي لا يهلك] لأن الرب مسند يده" (مز24:37).

+ لهذا يقول ميخا النبى (مى8:7) "لا تشمتي بي يا عدوتي إذا سقطت أقوم، إذا جلست في الظلمة فالرب نور لي".

+ وارميا النبى يقول عن مثل هؤلاء "هل يسقطون ولا يقومون؟ أو يرتد أحد ولا يرجع؟" (أر4:8).

(10) المضيف: هل تريد أن تقول أن المؤمنين الروحانيين الذين يسقطون عن ضعف إن تابوا لا يهلكون؟

أبونا:

1-   الكتاب المقدس هو الذي يؤكد ذلك.

2-   بل ما هو أكثر من ذلك فقد قال الرب عنهم: (هو4:14) "أنا أشفى ارتدادهم أحبهم فضلاً".

3-   لهذا فهم يهتفون مع بولس الرسول قائلين (عب39:10) "أما نحن فلسنا من الارتداد للهلاك بل من الإيمان لاقتناء النفس".

4-   وعن هؤلاء قال القديس يوحنا ذهبي الفم: "المؤمن الذي من هذا النوع إذا أخطأ تحت ظروف معينـة سرعان ما يرجع إلى نفسه حتى وإن عاش فترة متلذذا بحياة الشر، فالله الذي يعرف كل شئ لا يتغاضى عنه وإنما يسرع وينقذهفداود النبي الذي ارتكب جريمتي زنا وقتل، إذ قد فعل ذلك لظروف معينة، وليس نتيجـة لممارسـة الشـر كشيء مألوف واعتيادي في حياته سرعان ما قام واغتسل من هذه الخطية".

(N. & P. Fars 1st Sers. vol. 11, P. 466)

(11) المضيف: ماذا يقصد ذهبي الفم بمن يمارسون الشر في حياتهم كشيء مألوف واعتيادي؟

 أبونا:

1-   لقد ميز يوحنا ذهبي الفم بين من يمارسون الشر في حياتهم كشيء مألوف اعتيادي، وبين المؤمنين الروحانيين الذين صارت الخطية بالنسبة لهم شيئاً غريبا ممقوتاً، لأن قلوبهم قد تغيرت وأصبح لها طبيعة المسيح التي تبغض الإثم. فإن هم سقطوا في الخطية كان ذلك نتيجة ضعف أعقبه حزن وتبكيت ثم توبة وقيام.

(12) المضيف: هل أيد أحد من القديسين قول ذهبي الفم؟

أبونا:

1- العلامة أوريجانوس يعطي تشبيهاً جميلاً لهذه الحالة فيقول: "هب أن شخصا تعلم فنا أو علما كالهندسة أو الطب حتى أتقنه ... فهل من المعقول أنه إذا نام يستيقـظ جاهلاً؟! فمن الطبيعي أنه إذا واظب المهندس أو الطبيـب عـلى دراسة فنه وممارسته عمليا يحتفظ بمعلوماته، ولكنه إذا أهمـل ذلك فسوف يفقدها بالتدريج حتى يأتي عليه وقت تنمـحي من ذاكرته تماماً. على أنه من الممكن معالجة الأمر في بدايته، فمـن يرتـد مستسلما لعوامل الكسل والإهمال التي تبدو بسيطة في أولها، إن هو قام ورجع إلى نفسه بسرعة، واصلـح الخسائر التي مازالت حديثة إلى ذلك الوقت، نجا من خطر الارتداد. هكذا الحال مع أولئك المؤمنين الذين كرسوا ذواتهم لله."

(Ante N. Fars vol. 11, P.256)

(13) المضيف: جميلة هي تعليقات الآباء القديسين، فهل يمكن أن تذكر لنا أقوال قديس آخر؟

أبونا:

1- ما أجمل ما قاله القديس أوغسطينوس أيضا في هذا الصدد: "إننا مدينـون بالخطايا  ربما تقولون: وأنتـم أيضـاً أيها الأساقفة مدينون بالخطايا؟ أجيب نعم نحن أيضا. "فإن قلنا أنه ليس لنا خطية نضل أنفسـنا وليس الحق فينا" (1يو8:1).

[وأضاف قائلا]: إننا قد اعتمـدنا ومع  ذلك فنحـن مدينـون، ليـس لأن المعمودية لم تغفر شيئا ما، بل لأننا نصنع ما يحتاج إلى مغفرته يوميا، فالذين اعتمدوا وانتقلوا في الحال من هذا العالم، خرجوا بدون خطية ... وأما الذين اعتمدوا وبقوا في هذه الحياة فإن لهم نجاسات بسبب ضعفهم الجسدي والتي رغم كونها لا تسبب غرقا للسفينة [أي هلاكا] إلا إنها تحتاج إلى مضخة لتنـزحها، لئلا يتسرب إليها قليلاً قليلا حتى يؤدى إلى غرقها". (كتاب الحب المقدس للقمص تادرس يعقوب ملطي ج 1 ص 325).

2- وقد ضرب السيد المسيح مثلاً توضيحيا لحالة الارتداد إلى حين وهو مثل الابن الضال، الذي ترك بيت أبيه وذهب إلى كورة الخنازير وقضى فيها زمان ارتداده، وأخيرا رجع إلى نفسه وعاد ثانية في توبة صادقة ليجد أباه في انتظاره مشتاقا ليعيد إليه رتبته الأولى. (11:15ـ24). 

(14) المضيف: هل يمكن تلخيص ما قلته في هذه الحلقة؟

أبونا:

تكلمنا عن النوع الأول من الارتداد:

1- فهو ارتداد إلى حين  (أر4:8)

2- وليست نهايته الهلاك (مز24:37)

3- إذ يعقبه توبة وندامة فيرجع وتحيا نفسه. (مز51)

المداخلات

(15) المضيف: شكرا جزيلا على هذا لشرح الواضح. هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟

أبونا: (1) يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.

ختام

(16) المضيف: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟

أبوناأولا: الصلوات الختامية:

(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.

(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.

(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.

(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.

(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،

(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.

ثانيا: البركة الختامية:

(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.

(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.

 

معلومات إضافية

  • تاريخ الحلقة: الإثنين, 11 حزيران/يونيو 2018
إقرأ 1842 مرات

شاهد الفيديو