طباعة هذه الصفحة

(96) حلقة خاصة عن الإلحاد

قييم هذا الموضوع
(5 أصوات)

معرفة الحق (96)

الجمعة 7 يونيو 2013

حلقة خاصة عن الإلحاد

1ـ تاريخ الإلحاد

2ـ أسباب الإلحاد

3ـ علاج الإلحاد.

96ـ  حلقة خاصة عن الإلحاد

الجمعة 7/6/2013م

(تقديم يوحنا)

(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (96) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.

أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟

أبونا: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. أسألك يارب أن تبارك هذه الحلقة لتكون سبب خلاص للكثيرين. في إسم يسوع المسيح. آمين.

(3) المضيف: موضوع اليوم حيوي وهام، تعليقا على حلقة عمرو أديب في القاهرة اليوم عن الإلحاد بتاريخ الأربعاء 29مايو 2013م، وحيث فشل كل المشاركين في تقديم علاج ناجح لمشكلة الإلحاد المتفاقمة في العالم الإسلامي، معنا اليوم القمص زكريا بطرس لمناقشة ظاهرة الإلحاد. فماذا ترى في هذه الظاهرة؟

أبونا: (1) أولا: نضع أمام المشاهدين الرابط لحلقة عمرو أديب مع ضيوف البرنامج لمناقشة الإلحاد في الإسلام:

https://www.youtube.com/watch?v=fkRupdJSkSA

(2) والواقع أن الإلحاد ظاهرة آخذة في الانتشار بالفعل، مهما حاول الشيوخ الملتحون من تهوينها. (3) فقد جاء في مقدمة كتاب: (تاريخ الإلحاد في الإسلام ص 5، تأليف د. عبد الرحمن بدوي أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة) "إنه الكتاب الأول الذي يناقش بمثل هذه الدقة وتلك الموضوعية "ظاهرة الإلحاد في الإسلام"، مفسرا لأصولها ومبرزا لتطورها ودارسا لأهم أعلامها، بداية من الزنادقة الأول، وانتهاءً بعالمٍ كإبن حيان، أو فيلسوف كأبي بكر الرازي"

(4) والواقع إن مجرد نظرة على الإنترنيت يمكن أن توضح تفاقم حجم هذه الظاهرة في العالم الإسلامي بالذات (5) ولهذا أردت أن ألقي الضوء على هذه القضية، حيث أنها تدخل ضمن إهتماماتنا في قناة الفادي، التي تقدم الدراسات العلمية الأكاديمية بحثا عن الحق. (6) وسوف نناقش هذه القضية من الجوانب الأساسية التالية:

1ـ تاريخ الإلحاد

2ـ أسباب الإلحاد

3ـ علاج الإلحاد.

(4) المضيف: هل يمكن أن تعطينا لمحة مركزة عن تاريخ الإلحاد في الإسلام؟

أبونا: (1) الإلحاد في الإسلام مر في ثلاث مراحل:

1ـ في عصر محمد

2ـ بعد موت محمد

3ـ بقية العصور الإسلامية إلى اليوم

(2) ولنبدأ بتاريخ الإلحاد في عصر محمد: فقد سموهم كفارا. وقد أورد (تفسير مقاتل بن سليمان ج2 ص218و402) قائمة من الذين كفروا بالإسلام في عصر الرسول، منهم:

[1] الوليد بن المغيرة المخزومي، [2] وآل طلحة بن عبد العزَّى ومنهم: 1ـ شيبة بن عبد العزى، 2ـ وطلحة بن عبد العزى، 3ـ وعثمان بن عبد العزى، 4ـ وأبو سعيد بن عبد العزى ومشافع بن عبد العزى، 6ـ وأرطأة بن عبد العزى، [3] وابن شرحبيل، [4] وأبو الحارث بن علقمة، [5] والنضر بن الحارث الذي جاء عنه في نفس كتاب (تفسير مقاتل بن سليمان ج2 ص 15) أنه قال: "لو نشاء لقلنا مثل هذا القرآن".

(3) وذكر موقع "إسلام ويب"

http://www.islamweb.net/ver2/Archive/readart.php?id=39005

اعتراضات الناس على وحي القرآن قائلين: "إن محمدًا جاء بهذا القرآن من عنده، ولم يوحَ إليه به من الله سبحانه وتعالى!

(4) فمن هذا وغيره الكثير نرى أن كثيرين في زمن محمد نفسه رفضوا وحي القرآن.

(5) المضيف: وماذا عن الإلحاد في الإسلام بعد موت محمد؟

أبونا: (1) بعد موت محمد ارتد معظم المسلمين، ولذلك سموهم المرتدين، وقامت ضدهم حرب الردة الشهيرة التي قتل فيها الآلاف. (2) فكانت الردة جماعية وكفر الناس بالإسلام ونبي الإسلام. (3) وهذا ما جاء في العديد من المراجع الاسلامية، منها (تفسير الطبري ج6 ص283) "فلما قبض الله نبيه محمدا ارتد عامة العرب عن الإسلام، "فبعث الله عصابة [أي الصحابة] بعثهم الله مع أبي بكر فقاتلهم حتى سبى وحرق بالنيران أناسا ارتدوا عن الإسلام"

(6) المضيف: نأتي الآن إلى الفئة الثالثة التي رفضت وحي القرآن والذين يسمونهم الزنادقة.

أبونا: الزنادقة هم الرافضون لوحي القرآن ونبوة محمد منذ:

(1) عصر الصحابة

(2) والدولة الأموية

(3) والدولة العباسية

(4) وما بعد ذلك إلى العصر الحديث.

(7) المضيف: لنبدأ بعصر الصحابة.

أبونا: (1) جاء في كتاب: (الطعن في القرآن الكريم والرد على الطاعنين في القرن الرابع عشر الهجري للمطيري ص 18 ـ 21) "حصل طعن في القرآن في عصر الصحابة 1ـ ففي زمن عمر بن الخطاب: كان في جنود عمْرو بن العاص رجل يقال له صبيغ، كان يسأل عن متشابه القرآن، تشكيكا وتعنتا .. فضربه حتى أدماه، ثم تركه حتى شفي، ثم ضربه حتى أدماه، ثم تركه حتى شفي، ثم أُحْضِر فقال صبيغ: يا أمير المؤمنين إن كنت تريد قتلي، فاقتلني قتلا جميلا. [أي سريعا].

(2) وجاء في نفس المرجع أسماء أخرى من الملاحدة: 1ـ نَافعَ بْنَ الْأَزْرَق، وَعَطِيَّةَ: أَتَيَا اِبْنَ عَبَّاسٍ فَقَالا: أَخْبِرْنَا عَنْ أمور في الوحي، وذكروا له اعتراضاتِهما" 2ـ وهناك أيضا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ. 3ـ وجاء في (صحيح البخاري ج4 ص1815) "قال رَجُلٌ لابْنِ عَبَّاسٍ: إِنِّي أَجِدُ فِي الْقُرْآنِ أَشْيَاءَ تَخْتَلِفُ عَلَيَّ [وذكرها له] 4ـ وهناك آخرون كثيرون.

(8) المضيف: هذا عن عصر الصحابة وماذا عن رافضي القرآن في عهد الدولة الأموية؟

أبونا: (1) جاء في كتاب (جمهرة أنساب العرب لابن الكلبي ج1 ص7) إسم: "الجعد بن درهم الجُعفى كان زنديقاً" (2) ويضيف كتاب (محنتي مع القرآن للدكتور الشيخ عباس عبد النور ص86) "جحد الجعد أشياء مما في القرآن ، وقال إن الناس يقدرون على مثلها وعلى أحسن منها"

(9) المضيف: وماذا عن عصر الدولة العباسية؟

أبونا: (1) جاء في موقع الحوار المتمدن

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=78108

ما كتبه الأستاذ مناصر المغربي قائلا: "في عهد العباسيين قتلوا كل من شكّوا في القرآن، وكان من جملة الذين قتلوا 1ـ عبدالله ابن المقفعوابن ابي العوجاءوالشاعر بشار ابن بردوصالح بن عبد القدوسوابو عيسى محمد الهارون الوراق 6ـ وحسين بن منصور الحلاج.

(2) وأضاف موقع (منتديات ستار تايمز):

 www.startimes2.com/f.aspx?t=13101021

1ـ ومن أولئك الزنادقة أبو العلاء المعري 2ـ [وقال أيضا] "قد قُتِلَ كثير من الناس بتهمة الزندقة حتى قيل: إنهم بلغوا الآلاف"

(3) وجاء في كتاب (محنتي مع القرآن للدكتور الشيخ عباس عبد النور ص86)عيسى بن صبيح المردار، قال: إن الناس قادرون على أن يأتوا بمثل هذا القرآن فصاحة ونظما وبلاغة" 2ـ [وذكر] بن هانئ النَّظّام. 3ـ ابن الراوندي 4ـ وأبو بكر الرازي.

(10) المضيف: وماذا عن التنويريين الذين رفضوا وحي القرآن في العصر الحديث؟

أبونا: جاء في موقع الحوار المتمدن http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=78108))

مقال للأستاذ مناصر المغربي الذي سبق الإشارة إليه، قال: "في عصرنا الحديث هناك عدة امثلة للكتاب والباحثين أصابهم سيف الفكر المتزمت عندما حاولوا إعادة دراسة الاسلام دراسة نقدية، (1) ففي إيران: الكاتب علي الداشتى (2) وهذا سلمان رشدي أهدر دمه الخميني (3) وفي مصر عندنا الشيخ علي عبد الرزاق الذي كان استاذا بالجامع الازهر (4) [وأضاف]: ولم يكن حال عميد الأدب العربي طه حسين افضل حالا عندما علّق على بعض النقاط في القرأن في كتابه - الشعر الجاهلي (5) وفيالسودانمحمود محمد طه حكموا عليه بالاعدام (6) وحسن عبد الله حمدان الذي أغتيل في بيروت (7) وحسين مروة احد فقهاء الجنوب اللبناني (8) وفرج فودة الذي اغتالوه (9) ونصر حامد ابو زيد قد تم تكفيره (10) [ويستكمل قائلا]: والمفكرون المغاربة: حسن لكحل وخديجة الرياضي (11) اما الأستاذ والفيلسوف محمد عابد الجابري فقد نشر مقالا حول تحريف القرأن فكان رد شيوخ الازهر هو اتهامه بالزندقة. (12) واستاذ الفلسفة الدكتور حسن حنفي اتهموه بالزندقة والردة".

(11) المضيف: هذه أسماء كثيرة لها وزنها، وأعتقد هناك الكثيرون الذين لا يتسع الوقت لذكرهم.

أبونا: أريد أن أقدم مثلا صارخا وهو الشيخ الدكتور عباس عبد النور أنقل ما جاء عنه في كتابه (محنتي مع القرآن ومع الله في القرآن ص5) (1) وهو من مواليد دمنهور (2) التحق بكلية أصول الدين بالأزهر، وكلية الآداب قسم فلسفة (3) حصل على الدكتوراه من السربون (4) كان  إماما وخطيبا (5) قام بالتعليم الجامعي وتأليف الكتب (6) قدم نقدا لاذعا للقرآن مثبتا بالأدلة والبراهين الدامغة أنه ليس وحيا إلهيا (7) وكتب في (ص 8) "لا هم لي في هذا الكتاب إلا اقتحام عرين النص [القرآن]. يجب أن ننزع عنه أولا قشرة القدسية التي تحيط به. فتنفتح لنا آفاقا لا يبلغها أولئك الذين على أبصارهم غشاوة قدسية النص، هؤلاء هم عبدة أصنام، ولا فرق بين عبدة الأصنام وعبدة القرآن".

(12) المضيف: هذا كلام قوي فعلا، هل يمكن أن تقدم لنا النتيجة التي خلص إليها في كتابه؟

أبونا: جاء في كتابه (محنتي مع القرآن للدكتور الشيخ عباس عبد النور ص 91): "إن عقيدة إعجاز وحي القرآن لا تعدو أن تكون أسطورة من الأساطير، إنه لا يَمُتُّ بأيِّ صلة إلى الإلهام السماوي، إنه إنجاز بشري صرف".

(13) المضيف: هل لك تعليق في نهاية الموضوع؟

الإجابة: (1) أوجه حديثي إلى المشاهد العزيز: هل ستكتفي بالتعليق أن هؤلاء كفرة وزنادقة، أم أنك ستبحث وتفكر وتطلب من الله أن يرشدك إلى الحق لتتبعه؟ (2) قل معي: يا إله الحق اكشف لي الحقيقة ونور قلبي لمعرفتك المعرفة الحقيقية، آمين.

(14) المضيف: نأتي إلى النقطة الثانية في موضوع الإلحاد، ما هي أسبابه عند المسلمين؟

أبونا: (1) في الواقع هناك أسباب كثيرة للإلحاد في العالم الغربي والعربي منها: ما يتعلق بأسباب عقلانية، ونفسانية، وحسية، ونظريات مادية: كنظرية داروين والتطور، والنظرية الماركسية الإلحادية، وفلسفة نيتشة الملحد وغير ذلك.

(2) أما انتشار الإلحاد في الإسلام فله أسباب إضافية منها: أن الدين الإسلامي في جوهره يغلِّب مطالب غرائز الجسد على مطالب الروح. (سورة النساء 3) َ"انكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ .. أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ". مما أدى إلى طمس بصيرة الروح فلم تعد ترى الله لأنه  "طوبى للأنقياء القلب لانهم يعاينون الله" (مت5: 8)

(3) وسبب آخر للإلحاد في الإسلام هو أن الله لا وجود له أساسا في قلب المسلم، وإنما هو يعبد الله سبحانه الذي تعالى عن البشر، فلا توجد علاقة شخصية تربط المسلم بالله ولا توجد علاقة حبية بينه وبين الله تربطه به حتى لا يتركه.

(4) يقول في ذلك الدكتور عبد الرحمن بدوي أستاذ علم الاجتماع بالقاهرة في كتابه (من تاريخ الإلحاد في الإسلام ص7): "الصلة بين الله وبين العبد هي صلة إفتراق وبعد كامل"

(5) أما الحياة مع المسيح فتشبع الروح، إذ قال في (يو7: 37) "إن عطش احد فليقبل الي ويشرب"

(6) وتبدأ الحياة مع المسيح بقبول الإنسان لحلول الله في قلبه، فيلمس إختباريا وجود الله في الكون كله تماما كما لمسه في قلبه.

(15) المضيف: وما هو علاج الإلحاد في نظرك؟

أبونا: أعرض هنا نظرية الفيلسوف العالم بليز باسكال الفرنسي، المعروفة بنظرية الرهان، وفيها الكفاية من العلاجات المنطقية العقلانية، وأيضا الاختبارات الروحية الإيمانية.

(1) كان لباسكال صديق ملحد فدخلا في مناقشة عن وجود الله. (2) فاستخدم أسلوبا بسيطا ليصل بهذا الملحد إلى أعتاب الإيمان. (3) قال له لندخل في رهان على وجود الله من عدمه (4) إن صح افتراضك، وما كان بعد الموت حياة ولا الله، فماذا أكون أنا المؤمن قد خسرت؟ (5) وإذا صح العكس، فبعد الموت وجدت حياة أخرى ووجدت الله، فماذا عساك أن تفعل؟ (6) أجاب الملحد أن هذا إحتمال ضعيف (7) قال باسكال: حتى لو كان إحتماله 1% فلماذا تضيع على نفسك الأبدية؟

(16) المضيف: وهل انتهىت النظرية عند هذا الحد؟

أبونا: (1) كانت هذه النظرية هي الخطوة الأولى التي تمهد الطريق لخطوات أخرى أساسية.

(2) والخطوة الثانية هي أن الإيمان بالله نعمة يعطيها الله لمن يطلبها، لذلك يجب على الشخص الذي يريد أن يؤمن أن يطلب من الله أن يكشف عن عينيه فسيعطى له.

(3) والخطوة الثالثة هي أن يبدأ في قراءة الكتاب المقدس لأنه متخصص في علم الله، فهو المرجع الوحيد للبحث عن الله، وسوف تقوده كلمة الله إلى الإيمان.

 

(4) الخطوة الرابعة كما وضحها باسكال هي أهمية الكنيسة لسماع الشهود الأمناء الذين اختبروا الله، حتى يتتلمذ عليهم، ويسترشد بهم، ويتشبه بإيمانهم.

(5) وأكد باسكال على حقيقة أن الله لا يمكن أن يُرَى بالعين المجردة ولا يحسه الناس بحواس الجسد، بل بالإيمان الذي هو الإيقان بأمور لا ترى. (عبرانيين11: 1). ولهذا قال الرب لتوما "طوبى للذين آمنوا ولم يروا" (يو20: 29).

(6) وأخيرا ركز صاحب النظرية على أنه لابد للإنسان أن يفتح قلبه لقبول الله في داخله، حتى يشرق بنوره في أعماقه لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح.

(17) المضيف: شكرا لله. هل يمكن أخذ بعض المداخلات؟ الخطوط مفتوحة.

أبونا: يسعدنا المداخلات في الموضوع والاختبارات الشخصية.

(18) المضيف: هل يمكن أن تختم الحلقة بالصلاة؟

أبونا: صلاة ختامية.

 

معلومات إضافية

  • تاريخ الحلقة: الجمعة, 07 حزيران/يونيو 2013
إقرأ 8415 مرات

شاهد الفيديو