طباعة هذه الصفحة

(444) الدين فى دساتير الدول الإسلامية

قييم هذا الموضوع
(0 أصوات)

معرفة الحق (444)

الجمعة 15 مايو 2020

صفقة القرن

[21] الإرهاب ومصادره

{10} الدين فى دساتير الدول الإسلامية

إعداد وتقديم القمص زكريا بطرس

444ـ صفقة القرن (21)

الدين في دساتير الدول الإسلامية [10]

الجمعة 15/5/2020م

                                     

(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (444) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.

(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين

إلهنا الحي أبونا الحنان، ... نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. آمين.

أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.

(3) نحن نتكلم في سلسلة متصلة عن: صفقة القرن، وناقشنا: مشكلة ارتباط الدين بالدولة في الفقه الإسلامي.

(4) وسوف أتكلم في هذه الحلقة عن: الدين في دساتير الدول الإسلامية.

(5) من منطلق ارتباط الدين بالدولة كما وضحنا بالحلقة السابقة، حرصت الدول الإسلامية أن تضع في دساتيرها هذه المادة الأساسية: "دين الدولة الرسمي هو الإسلام".

  • وبناء على ذلك أصبح الدين الإسلامي في هذه الدول هو مصدر التشريع.
  • وهنا الطامة الكبرى. ولكي ندرك أبعاد هذه الحقيقة يحسن أن نقرأ هذا المقال الذي كتبه الأستاذ أنور رحماني المفكر والكاتب الجزائري الشهير في هذا الموقع:

http://sawthor.arablog.org/2019/09/17/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%A7-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B3%D9%88%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87/

تحت عنوان: "دور الشريعة الإسلامية في تخلّف المسلمين"

(6) مفهوم الشريعة:

  • من المتعارف عليه في الأوساط الدينيّة الإسلاميّة أنّ المعنى الحرفي والدقيق لمصطلح الشريعة هو “منهل الماء”، أو شريعة الماء وهي  منبعه أو مساره، والشريعة كذلك هي مكان تدفّق الماء النقي والبارد، فتطلق تسمية الشريعة على هذا التقنين الإسلامي للدلالة على نقاوته، صفائه، عذوبته، وسهولته، أي بمعنى القانون “السهل”، أو “المسهّل”.
  • وبالفعل فالشريعة الإسلامية مع بزوغها الأوّل كانت تقنينًا مسهّلًا لتلك الأعراف الإجتماعية التي كان العرب يعيشونها، أوتلك العقوبات القاسية التي كان العرب يفرضونها على الضعيف والفقير دون القوي والغني.
  • فالشريعة أتت مسهّلة للحياة الإجتماعية ولتعْدل بين الناس، فعوض أن تدفن النساء وتوئدن وهن على قيد الحياة، إختار الإسلام أن يغطّيهن ويفصلهن عن الرجال، وعوض أن يتزوج الرجال بعدد غير محدود من النساء قرّر الإسلام أن يحدّد العدد أربعةً على سبيل الإنقاص لا الزيادة، وحرّم الربا لما كانت فيه من مظالم للفقراء في جاهلية العرب، ومنع الزنا لكي لا تتخالط الأنساب.
  • وغيّر عقوبة الرجم التي كانت عقوبة يهودية قلّدها واعتادها العرب وعوَّضها بالجلد.
  • وقرّر أن ترث الأنثى نصف ما يرثه الذكر عوض أن لا ترث بتاتًا كما كان الأمر عليه قبل الإسلام،
  • ولذلك فالشريعة الإسلامية عند تقنينها الأوّل سهّلت كثيرًا في حياة الناس آنذاك، وطوّرت الأنظمة القانونية العرفية التي كان العرب يعرفونها، ولأوّل مرّة تتحوّل تلك الأعراف إلى قوانين مكتوبة في شكل آيات مقدّسة،
  • وكان هذا الإنتقال من العرف إلى القانون المكتوب ثورة كبرى في النظام القانوني العربي في شبه الجزيرة، وحوّل تلك القبائل العربية التي كانت تعرف أغلبها بالبداوة إلى مجتمع حضاري موحّد القانون مثله مثل معظم الإمبراطوريات التي كانت تحدّه في محيطه كالرومان والفرس والحبش وغيرهم
  • ولكنّ الشريعة الإسلامية لم تكن يومًا محدودة في النصّ المقدّس بل اتّسعت لتشمل آراء الفقهاء أيضًا حتّى إكتسبت هذه الآراء نفس قداسة النص القرآني وأحيانًا أكثر، وصار ينظر للفقهاء والأئمة كما ينظر للأنبياء وأكثر، وجرى تقديسهم لدرجة التأليه ولم يعد المسلمون يفرّقون بتاتًا بين ما يفترض أنّه إلاهي، وما يفترض أنّه بشري، وصار الجميع محصورًا في هذه النصوص، وإختلّ العقل الإسلامي في البداية ثمّ توقّف كليًا عن العمل بعدها.
  • ويُفترض في الشريعة أن تكون هي القانون الإسلامي، الذي يحتوي التنظيم الأساسي للحياة الإجتماعية، لينظّم العلاقات ويفرض الإلتزامات ويشرّع العقوبات، ولكنّ الشريعة الإسلامية عندما خرجت من إطار النص الإلاهي المقدّس وقعت في تقديس النص البشري الشارح للنصّ المقدّس، فخرجت الشريعة من إطار القانون إلى إطار الهوس الميثولوجي [الأسطوري] ولم تعد تلك الثورة المفترضة بل أصبحت خرافة مبجّلة تتأسّس على مجموعة من الأحكام القاسية والصعبة، وفقدت الشريعة الإسلامية وصف الشريعة –منهل الماء-، بل غدت أزمة قانونية تعاني منها المجتمعات الإسلامية.

(7) ثانيا: الهوس الميثولوجي [الأسطوري] الإسلامي وتأثيره على بنية الشريعة:

  • إنّ العقل الإسلامي مبني على قاعدة أسطورية قديمة،  وهو محجوز ما بين جدارين سميكين من التقديس، وتمجيد الذات، وقد حُصِرَ هذا العقل في نطاق زمني ضيّق وكان عليه البقاء فيه إلى الأبد،
  • إذ أنّ التغيّير بات في هذا العقل فعل خيانة، وبات من البديهي ربط كلّ ما هو خرافي وقاسي بالمسلّمات الدينية، فكلّما كان الحكم أكثر قسوة رأى فيه العقل الإسلامي صحّته وإقترابه لما هو أجلُّ عند الله وأصوب،
  • فقد ركّز الفقهاء في تعاملهم مع الذاتية المقدّسة لله، على تصويره ميثولوجيًا [أسطوريا] كوجه كرتوني بائس وشرّير، يهوى كلّ ما هو قاسي وكلّ ما هو أكثر حزمًا وصرامة، فهذا الربّ الصارم الذي أحدثته التفسيرات العشوائية التي جاءت بنيّة السيطرة على نفوس المؤمنين وليس التفسير قد جُعل في مكان الصنم الذي لا يبدي أي انفعالات طوعية.
  • فالرب الإسلامي يبدو اليوم ربًّا حجريًا غير قابل للحركة أو التطوير ولا يستطيع  مراوحة مكانه أو إحداث أي تغيّير في فهم أتباعه لنصّه، وكأنّه برنامج إلكتروني تمّ إدخاله عنوة في قلب المنظومة الدينية الإجتماعية لتطويقها،
  • فقد صوّرت المثولوجيا [علم الأساطير] الإسلامية الله كشخص صارم مهووس بالسيطرة وبالإنتقام، وكرّست هذه الصورة أكثر من خلال نظام العقوبات الجامد الذي لم يتطوّر إلّا لما هو أقسى وأعنت طيلة الألف وأربع مائة سنة التي خلت.
  • وإنّ هذه الميثولوجية الإلاهية التي صنعها العقل الإسلامي سرعان ما أصبحت هوسًا مقدّسًا لا يستطيع هذا العقل التخلّص منه،  وبالتالي صار من البديهي تقبّل قسوة أحكام الشريعة التي تعبّر بشكل واضح عن المنظور الإلاهي للتقنين.
  • وإتقاءً لشرّ هذا الكائن السماوي القوي والمنتقم صار الجميع خاضعًا، وصار العقل الإسلامي عقلًا مريضًا بالقسوة، شبيهًا بتلك الصورة المفجعة التي رسمها عن ربّه، وبذلك أصبح غير قادرٍ نهائيًا على إنتاج أي قوالب قانونية جديدة خارج منطق القسوة الدينية التي غدت هي الأخلاق وهي الفضيلة وهي كل شيء.

(8) بعد هذا الإيضاح الهام عن بشاعة وخطورة الشريعة الإسلامية نستطيع أن ندرك المأساة التي يعيشها المسلمون وقد اتخذوا من هذه الشريعة دستور بلادهم.

(9) وأورد تفصيلا لكل الدول الإسلامية التي أسست دساتيرها على الشريعة الإسلامية:

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9#%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%84%D8%AF%D8%A7%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9

  • العراق: المادة الثانية في دستور العراق، الاسـلام دين الدولــة الرسمي، وهـو مصدر أســاس للتشريع.
  • باكستان: ينص دستورها على أن الإسلام هو دين الدولة.
  • بنغلادش: بموجب المادة الثانية من الدستور الإسلام هو دين الدولة.
  • جيبويتي: مادة ١: الإسلام هو دين الدولة.
  • تونس: المادة الأولى الدين الإسلامي الدين الرسمي.
  • أفغانستان: المادة الثانية الدين الإسلامي الحنيف هو دين الجمهورية.
  • الجزائر: مادة ٢ "الإسلام هو دين الدولة الرسمي.
  • بروناي: المادة الثالثة الدين الإسلامي هو الدين الرسمي.
  • جزر القمر: الإسلامكدين الدولة الرسميّ.
  • مصر: المادة الثانية “الإسلام دين الدولة، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع”..
  • الأردن: المادة (2): الإسلام دين الدولة.
  • ليبيا: المادة 5 الإسلام دين الدولة.
  • المالديف: الدين الرسمي هو الإسلام.
  • ماليزيا: البند 3 الإسلام هو دين الاتحاد الماليزي.
  • موريتانيّة:  المادة 5: الإسلام دين الشعب والدولة.
  • المغرب: الدين الرسمي والأسمى للدولة هو الإسلام.
  • قطر: المادة الأولى الدين هو الإسلام، والشريعة الإسلامية مصدر رئيسي لتشريعاتها.
  • السعوديّة: المادة الثانية: الإسلام دين الدولة، وشرعيته هى المصدر الأساسى للأنظمة.
  • الصومال: مادة 1: الإسلام دين الدولة.
  • الإمارات العربية المتحدة: المادة 7: الإسلام هو الدين الرسمي للاتحاد، والشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع فيه، 
  • إيران: مادة ١٢: الدين الرسمي لإيران هو الإسلام وفق المذهب الجعفري الإثنا عشري.
  • عُمان: المادة 2: ديـن الدولة الاسـلام والشريعـة الاسلاميـة هي اسـاس التـشريع .
  • الكويت: المادة الثانية "دين الدولة هو الإسلام، والشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع"
  • اليمن: مادة (2) الإسلام دين الدولة.
  • البحرين: مادة (2): دين الدولة الإسلام، والشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع.
  • أندونيسيا: اقليم آتشيهيحظى بوضع خاص ودرجة عالية من الحكم الذاتي، فقوانين الإقليم تستند إلى الشريعة الإسلامية.
  • سوريا: المادة الثالثة: دين رئيس الجمهورية الإسلام. الفقه الإسلامي هو المصدر الرئيسي للتشريع.
  • فلسطين: إعداد الدستور: (6) الإسلام هو الدين الرسمي للدولة (7) مبادئ الشريعة الإسلامية مصدر رئيس للتشريع.

(10) من هذا نستطيع أن ندرك صعوبة تحقيق السلام في الشرق الأوسط بسبب أحكام الشريعة الإسلامية التي تتعارض مع وثيقة حقوق الإنسان مصدر التشريعات العالمية.

(11) فهل معنى هذا إستحالة تحقيق السلام في الشرق الأوسط؟

(12) ليس صحيحا، فلو أنه صعب ولكنه ليس مستحيلا، وسوف أعرض في الحلقات القادمة بعض هذه الحلول الممكنة.

(13) وإله السلام يحقق السلام على الأرض. آمين.

إختبارات العابرين والعابرات

(14) نأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات العابرين.

تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.

(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)

المداخلات

(15) نمجد الله في خلاص الكثيرين والكثيرات،

ويسعدنا الآن إلى مداخلاتكم التي يسعدني سماعها.

ختام

(16) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.

الختام

(17) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.

(18) البركة الختامية:

1- والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.

2- وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.

 

إقرأ 1150 مرات

شاهد الفيديو