طباعة هذه الصفحة

329 الناسخ والمنسوخ

قييم هذا الموضوع
(0 أصوات)

معرفة الحق (329)
الجمعة 9 مارس 2018
الناسخ والمنسوخ
إعداد القمص زكريا بطرس
 تقديم الأخ عبد الله

329ـ الناسخ والمنسوخ (1)

الجمعة 9/3/2018م

                                        (تقديم: عبد الله)

(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (329) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.

أبونا: (1) مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.

(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟   

أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) أيها آمين. (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين أجمعين. آمين.

(3) المضيف: هل تذكرنا بموضوع الحلقة السابقة؟

أبونا: قصة المناظرة مع الشيخ الدكتور العاروري

(4) المضيف: ففيما ستكلمنا اليوم؟

أبونا: سأتكلم عن:

1- حلقات الناسخ والمنسوخ في القرآن

2- والواقع أنني تكلمت عن هذا الموضوع أكثر من مرة.

3- كانت المرة الأولى في برنامج أسئلة عن الإيمان (حلقات من 20 – 26) عام 2003م (أ- وكانت له ضجة كبيرة في كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة في كل البلاد الإسلامية.

ب- خاصة لأنها كانت أول مرة يفاجأ بها المسلمون للحديث عن هذا الموضوع الذي يتستر عليه فقهاء الدين، ويتحاشون الكلام عنه على مدى 14 قرنا).

4- والمرة الثانية في برنامج حوار الحق (حلقات 120- 130) عام 2009م

5- والمرة الثالثة في برنامج معرفة الحق (حلقات 140 – 146) عام 2014م

6- وها نحن اليوم للمرة الرابعة في برنامج معرفة الحق عام 2018م نذكِّر بما قلناه، فهناك مشاهدون جدد لم يتوفر لهم أن سمعوا هذا الموضوع. وبالنسبة للذين سمعوه فهذه تذكرة وفي التذكرة فوائد جمة.

(5) المضيف: 1ـ ذكرت في حلقات عام 2009م أن الأزهر رد عليك في كتاب: "حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين"، فهل يمكن أن تعرضه لنا ليعرفه المشاهدون الجدد.

أبونا: نعم. 1ـ الكتاب هو من إصدار وزارة الأوقاف. بإشراف الدكتور حمدي زقزوق وزير الأوقاف، وتأليف خمسة من كبار علماء الأزهر: منهم الشيخ د. على جمعة مفتي الديار المصرية (عرض غلاف). 2ـ وهو كتاب كتب للرد على برامجنا كما أكد د. زغلول النجار. (فيديو زغلول من برنامج حوار الحق حلقة 120 عام 2009م)

(6) المضيف: هل تكلمنا عن موضوع اليوم وهو الناسخ والمنسوخ في القرآن؟

أبونا:

(1) بكل سرور: الواقع إن ورطة الناسخ والمنسوخ في القرآن، هي موضوع الشبهة التاسعة في كتاب الأزهر: (ص 121 ـ ص 129) [أي مجرد 9 صفحات فقط] فبهذا لم يعط حضرات الشيوخ الأفاضل للموضوع حقه، هروبا من مشاكله التي بلا حلول.

(2) ولكني سأتناول الموضوع بالتفصيل.

(7) المضيف: وماذا قال الشيوخ عن مفهوم الناسخ والمنسوخ؟

أبونا:

قالوا: (حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين ص 121) النسخ فى اللغة هو الإزالة والمحو ... أما النسخ فى الشرع فله عدة تعريفات أو ضوابط، يمكن التعبير عنها بالعبارة الآتية: "النسخ هو وقْفُ العمل بِحُكْمٍ أَفَادَه نص شرعى سابق من القرآن أو من السنة، وإحلال حكم آخر محله [وأضافوا]: والنسخ موجود بقلة فى القرآن الكريم .."

(8) المضيف: قبل أن أطلب منك التعليق، أريد أن أسأل أين هي الشبهة التي يريدون الرد عليها؟

أبونا:

1- لقد أوردوا الشبهة في نفس الصفحة (ص 121) تحت عنوان: النسخ ووروده فى القرآن: على أن القرآن ليس وحياً من عند الله.

2- [واضافوا]: "القرآن وحده من دون سائر الكتب الدينية، يتميز بوجود الناسخ والمنسوخ فيه، مع أن كلام الله الحقيقى لا يجوز فيه الناسخ والمنسوخ؛ لأن الناسخ والمنسوخ فى كلام الله هو ضد حكمته وصدقه وعلمه، فالإنسان القصير النظر هو الذى يضع قوانين ويغيرها ويبدلها بحسب ما يبدو له من أحوال وظروف. لكن الله يعلم بكل شىء قبل حدوثه. فكيف يقال إن الله يغير كلامه ويبدله وينسخه ويزيله؟ ليس الله إنساناً فيكذب، ولا ابن إنسان فيندم؟!"

3- [هذا ما أوردوه معبرا عن الشبهة الموجهة للقرآن بخصوص الناسخ والمنسوخ].

(9) المضيف: وماذا كان ردهم على هذا الكلام؟

أبونا:

1- قالوا في (ص 122): تحت عنوان: الرد على الشبهة: نحن لا ننكر أن فى القرآن نسخاً، فالنسخ موجود فى القرآن بين ندرة من الآيات،

2- [وأضافوا أن] بعض العلماء المسلمين يحصرها فيما يقل عن أصابع اليد الواحدة، وبعضهم ينفى نفياً قاطعاً ورود النسخ فى القرآن.

3- [ويقررون] أما جمهور الفقهاء، وعلماء الأصول فيقرونه بلا حرج، وقد خصصوا للنسخ فصولاً مسهبة فى مؤلفاتهم فى أصول الفقه، قَلَّ من لم يذكره منهم قدماء ومُحْدَثين"

(10) المضيف: وما هو تعليقك بعد كل هذا العرض من الكتاب؟

أبونا:

هذا هو فحوى ما قاله حضرات الشيوخ بخصوص ورطة الناسخ والمنسوخ، وأما بقية ما كتبوه في ردهم على هذه الشبهة فهو عبارة عن أمثلة من القرآن عن الناسخ والمنسوخ للدفاع عنه، وسوف أناقش بالتفصيل هذه الأمور واحدة فواحدة.

(11) المضيف: بداية، هل يؤمن كل المسلمون بوجود الناسخ والمنسوخ فى القرآن؟

أبونا:

أولا: يتضح من كلام حضرات الشيوخ الذي قرأته أن هناك مشكلة بين المسلمين بخصوص هذا الموضوع، فهناك من يؤمن، وهناك من ينكر، وهذا ما جاء في كتابهم (حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين ص 122) قائلين:

1- "بعض العلماء المسلمين يحصرون النسخ فيما يقل عن أصابع اليد الواحدة،

2- وبعضهم ينفى نفياً قاطعاً ورود النسخ فى القرآن.

3- [ويضيفون قائلين]: أما جمهور الفقهاء، وعلماء الأصول فيقرونه بلا حرج".

ثانيا: وجاء في كثير من المراجع الإسلامية اعتراف فقهاء المسلمين بوجود الناسخ والمنسوخ في القرآن، منها:

1- ما جاء في (تفسير ابن كثير ج 1 ص 152) يقول: [المسلمون كلهم متفقون على جواز النسخ في أحكام الله ... وكلهم قال بوقوعه].

2- وجاء في (تفسير الإمام النسفي ج 1 ص 116) يقول: [يجوز النسخ في القرآن والسنة، متفقا ومختلفا ... مثل الزيادة على النص ... والإنساء أي أن يُذْهَب بحفظها عن القلوب].

ثالثا: 1- ومن الناكرين لوجود النسخ في القرآن (فيديو د. محمد عمارة) " ليس هناك اي نسخ بمعني المحو: لأي آية، لأي حكم، لأي حرف، لأي كلمة، من كلمات القرآن الكريم."

2- وتعجبت للغاية، لأن د. عمارة هو: واحد من جماعة العلماء الذين اشتركوا في كتابة (حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين) وقد أقروا عكس ما يقول إذ قالوا في (ص 122) "نحن لا ننكر أن فى القرآن نسخاً" [وقالوا أيضا]: أما جمهور الفقهاء، وعلماء الأصول فيقرونه بلا حرج".

3- فهل الدكتور عمارة ليس من جمهور الفقهاء وعلماء الأصول؟

4- ولنرى من يكذب الدكتور عمارة، أحد شيوخ الإسلام المشهورين (فيديو الشيخ حسان، من نفس الحلقة) " فالشرائع فيها ناسخ وفيها منسوخ والقرآن كله فيه 66 آيه فقط في الناسخ والمنسوخ فقط لا يزيد [سنرد على ذلك بعد قليل] ... خلي بالك النسخ هو رفع حكم شرعي بحكم شرعي آخر"

5- وسيكون لنا لقاءات متعددة في حلقاتنا المقبلة عن الناسخ والمنسوخ مع الكثير من حضرات الشيوخ بآرائهم المتخالفة المتضاربة.

(12) المضيف: هل تذكر لنا ما هو المقصود بالناسخ والمنسوخ اساسا؟

أبونا:

1- قال حضرات الشيوخ في كتابهم: (حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين ص 121) النسخ فى اللغة هو الإزالة والمحو ... أما النسخ فى الشرع .. "فهو وقْفُ العمل بِِحُكْمٍٍ أَفَادَه نص شرعى سابق من القرآن أو من السنة، وإحلال حكم آخر محله"

2- وهذا يتفق مع ما جاء في (المعجم الوسيط لمجمع اللغة العربية ج 2 ص 917) "نسخ الشيء أي أزاله، ويقال نسخ الله الآية: أي أزال حكمها، ويقال نسخ الحاكم الحكم أو القانون: أي أبطله".

3- وجاء في (تفسير النسفي ج 1 ص116): النسخ هو التبديل، وانتهاء الحكم الشرعي.

4- وهناك مفهوم آخر للنسخ أوضحته (سورة الرعد آية 39): "يمحو الله ما يشاء" وقد علق على هذه الآية الباحث الإسلامي د. سيد القمني في كتابه(الإسلاميات للقمني ص 568) قائلا: "النسخ هنا يشير ليس فقط إلى الاستبدال، بل إلى محو آيات بعينها".

5- وجاء في (تفسيره ابن كثير ج1 ص 104) [تفسير مثير للدهشة، وله وقع الصاعقة] قال: عن ابن جرير: "ماننسخ من آية" أى نُحوِّل الحلالَ حراماً، والحرامَحلالاً، والمباحَ محظوراً، والمحظورَ مباحاً"

6- هذا هو المقصود من الناسخ والمنسوخ في القرآن أيها الأحباء، فتأملوا هذه المصيبة ياذوى الألباب!.

7- ولنسمع تأكيدا لفداحة المصيبة من (د. عمارة فيديو من نفس الحلقة) "دا اللي بيستدلوا بالنسخ دول يودونا في داهيه. ليه؟ هو بيقولك ربنا سبحانه وتعالي نسخ الاحكام تخفيف علي الناس، لما الواقع تغير، يعني كان فيه واقع نزلُّه حكم، طب لما الواقع تغير نسخ الحكم الاوَّلاني ده وجاب حكم ثاني، طب اذا كان النسخ تم في عهد الرسول في الايات اللي هما قالوا عليها دي، طيب هل تغير الواقع ده انتهى بوفاة الرسول؟ طب ما الواقع متغير دائما وابدا، يبقي معني ذلك انك هتنسخ بقي كل الاسلام"

(13) المضيف: إنها بالفعل مصيبة وأي مصيبة. ولكن هل يمكن أن توضح لنا من أين جاءت فكرة الناسخ والمنسوخ فى القرآن؟

أبونا:

مصدر فكرة الناسخ والمنسوخ في القرآن جاءت من الآيات التالية:

1- في (سورة البقرة 106) "ما ننسخ من آية أو نُنسها نأتي بخير منها أو مثلها".

2- وفي (سورة النحل 101) "وإذا بدلنا آية مكان آية، والله أعلم بما ينزِّل، قالوا إنما أنت مفتر، بل أكثرهم لا يعلمون".

3- وفي (سورة الرعد 39) "ويمحو الله ما يشاء، ويثْبِت، وعنده أُمُّ [أصل] الكتاب". هذه هي بعض الآيات،

4- ولكن دعوني افجر قنبلة نووية قرآنية عن مفهوم النسخ من (سورة الحج 52) "فينسخ الله ما يُلْقي الشيطان"

(14) المضيف: هل لك تعليق في نهاية حلقة اليوم؟

أبونا:

1- أصلي أن يفتح الله عيون وأذهان أحباءنا المسلمين ليدركو خطورة هذه الورطة التي تنسف القرآن من أساسه، فإنها تبرهن على أن القرآن ليس من وحي الله إطلاقا.

المداخلات

(15) المضيف: نشكر الله على هذه الإيضاحات. أما الآن هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟

أبونا: يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. مع ملاحظة أن اليوم هو يوم الجمعة والأولوية في الاتصالات هي لأحبائنا المسلمين.

(1)  والفئة الأولى: هي للعابرين ليشاركونا باختباراتهم.

(2)  والفئة الثانية: هي للباحثني عن الحق بإخلاص.

(3)  الفئة الثالثة: هي المعترضين بشرطين:

1-   الاعتراض على ما جاء في موضوع الحلقة.

2-   هو الالتزام بأدب الحوار،

الختام

(16) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟

أبوناأولا: الصلوات الختامية:

(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.

(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.

(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.

(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.

(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،

(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.

ثانيا: البركة الختامية:

(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.

(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.

معلومات إضافية

  • تاريخ الحلقة: الجمعة, 09 آذار/مارس 2018
إقرأ 2047 مرات

شاهد الفيديو