طباعة هذه الصفحة

(370) قبول المسيح ـ 3 ( مفاهيم قبول المسيح ـ تابع)

قييم هذا الموضوع
(0 أصوات)

حياتك الروحية (370)

الأربعاء 14 أغسطس 2019

قبول المسيح ـ الجزء الثالث

تابع : فاهيم قبول المسيح

إعداد القمص زكريا بطرس

تقديم الأخت هدى

370ـ قبول المسيح (3)

حلقة الأربعاء 14/8/2019م

(تقديم: هدى)

(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (370) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.

أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.

(2) المضيف: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.          

أبونا: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين.

إلهنا الحي وأبونا الحنان، يامن بقدرتك خلقت الأكوان، بمليارات المجرات والشموس والأجرام،

ويا من بحكمتك أبدعت الإنسان بكل إتقان، بسر فاق إدراك الأذهان.يا من أنت بذاتك حاضر في كل مكان، وبلاهوتك تملأ الكيان. المستور عن العيان.والفائق عن الأذهان.يا مانح الغفران.

وواهب السلطان لنا بالإيمان. نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. آمين.

أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.

(3) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟

أبونا:

موضوع الحلقة السابقة كان عن:

[1] بدأنا في سلسلة حلقات عن: قبول المسيح:

[2] وقلت أنني سأتكلم عن الجوانب التالية:

1-   مفهوم قبول المسيح.

2-   كيف أقبل المسيح.

3-   قبول المسيح والقرار المصيري.

4-   قبول المسيح وسـر المعمودية.

5-   قبول المسيح والـبنـوة للــه.

6-   قبول المسيح وجوانب الخـلاص.

7-   قبول المسيح والاختبار الشخصي.

8-   قبول المسيح والشهادة له.

[3] ولكني تكلمت فقط في النقطة الأولي عن: بعض معاني قبول المسيح وهي:

1- التوبة

2- الرجوع إلى الله

3- اللقاء مع الله

4- تجديد عهد المعمودية

5- استجابة الإرادة

6- البدء في الحياة الروحية

(4) المضيف: وفيما ستكلمنا اليوم؟

أبونا:

اليوم سأتكلم عن: بعض معاني أخرى لقبول المسيح:

7- إيقاظ المسيح النائم في السفينة

8- المعرفة الاختبارية

9- تكوين علاقة مع الله واختبار حلاوة العشرة معه

10- سكنى الله في القلب

11- إدراك وجود الله في الداخل

(5) المضيف: هل يمكن أن توضح لنا مفهوم قبول المسيح بمعنى إيقاظ المسيح النائم في السفينة؟

أبونا:

1-  من مدلولات قبول المسيح كذلك هو هذا المعنى: إيقاظ النائم في سفينة حياتنا.

2-  فقد دوَّن القديس مرقس البشير هذه الحادثة عن السيد المسيح في السفينة: "قال لهم في ذلك اليوم لما كان المساء لنجتز إلى العبر، فصرفوا الجمع وأخذوه كما كان في السفينة. وكان أيضا معه سفن أخرى صغيرة. فحدث نوء ريح عظيم فكانت الأمواج تضرب إلى السفينة حتى صارت تمتلئ، وكان هو في المؤخرة على وسادة نائما. فأيقظوه وقالوا له يا معلم أما يهمك أننا نهلك. فقام وانتهر الريح وقال للبحر اسكت. ابكم. فسكنت الريح وصار هدوء عظيم. وقال لهم ما بالكم خائفين هكذا؟ كيف لا إيمان لكم؟" (مر 4: 35ـ 40)

3-  هذه الحادثة تشبه حياتنا تماما، فحياتنا كالسفينة التي بها المسيح منذ المعمودية، ولكننا وضعنا له وسادة في مؤخرة اهتماماتنا لينام، حتى نتصرف نحن في شئوننا كما يعن لنا.

4-  وبالرغم من وجود المسيح في سفينة الرسل إلا أنها كادت تغرق لأنهم اعتمدوا على أنفسهم وكأنه غير موجود.

5-  وهكذا أيضا بالنسبة لحياتنا فإننا نتعرض للهلاك رغم وجود المسيح فينا بالمعمودية إن نحن اعتمدنا على أنفسنا وانفصلنا عن المسيح،

6-  وينطبق علينا قول معلمنا بولس الرسول "لأن كثيرين يسيرون ممن كنت أذكرهم لكم مرارا والآن أذكرهم أيضا باكيا وهم أعداء صليب المسيح. الذين نهايتهم الهلاك" (فيلبي3: 18و19)

7-  الحل الوحيد الذي أنقذ سفينة الرسل هو أنهم أيقظوه وسلموه قيادة السفينة،

8-  وهكذا نحن عندما نقبل المسيح فهو يقود حياتنا وينقذنا من الهلاك.

9-  وهذا هو مفهوم قبول المسيح، أي قبول قيادته لحياتنا.

(6) المضيف: هل يمكن أن توضح لنا مفهوم قبول المسيح بمعنى المعرفة الاختبارية؟

أبونا:

هذا مدلول آخر لقبول المسيح وهو المعرفة الاختبارية للرب بالقلب، وليس مجرد المعرفة العقلية السطحية. وعن ذلك قال المتنيح قداسة البابا شنوده الثالث:

1- "هل تعرف الله؟ ما عمق هذه المعرفة؟ [ثم يتساءل]: قد يبدو السؤال غريبا. فكل إنسان يظن أنه يعرف الله، وربما يقصد معرفته أنه يوجد إله. ونحن لا نقصد مطلقا هذه المعرفة العقلية السطحية. فالشيطان أيضا يعرف أنه يوجد إله ... فهل أنت تعرف الله هذه المعرفة العقلية وكفى؟ وهل معرفتك مصدرها الكتب، أو مجرد سماع العظات والتعليم؟ دون أية معرفة اختبارية في حياتك، في داخل قلبك؟ ... أسوأ ما في المعرفة العقلية، أن تكون معرفة بلا علاقة! لذلك فهي لا يمكن أن تكفي ... إنها تشير إلى الله من بعيد، ولكن يبقى أن تقترب إلي الله، وتعرفه عن طريق الخلطة والمعاشرة والحياة معه. وهكذا تعرف الله الذي يسكن فيك، وليس مجرد الله الذي في الكتب. فهل تشعر بوجود الله فيك ومعك؟ هل الله له وجود عملي واضح في حياتك؟ هل الله بالنسبة إليك هو مجرد فكرة؟! أم له كيان حقيقي تشعر به، وله وجود في حياتك؟ ما مدى إحساسك بالله ووجوده وفاعليته فيك؟ ... ما هو الله في مفهومك؟ وما نوع العلاقة التي تربطك به؟ (كتاب الله وكفى ص 10و11)

(7) المضيف: هذا قول رائع تفصيلي، وهل يمن أن تذكر لنا بعض الأقوال لأخرى على نفس الموضوع: العلاقة الاختبارية؟

أبونا:

بالتأكيد، يقول نيح الله نفسه:

1- "كيف أريد شيئا من العالم، بعد أن أشرق على قلبي هذا النور العظيم، وبعد أن تعرفت على الرب، الذي هو أسمى من كل شيء، الذي وهبته قلبي، فصرت أنا كلي له، وصار هو لي". (كتاب الله وكفى ص 52)

2- وقال أيضا: "كثيرون رفضوا عمل النعمة، بل رفضوا ربنا يسوع المسيح نفسه، الذي قيل عنه "... وأما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا" (يو1: 17) هذا الذي قيل عنه "إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله" (يو1: 11) وفيما لم تقبله لم تقبل نعمته أيضا ...  ليتنا في حياتنا جميعا نختبر عمل النعمة. كثير من الناس لم يختبروا عمل النعمة بعد!! ... لم يختبروا نعمة الله، ولم يسلموها حياتهم لتعمل فيها... ولعل واحد يسأل: أنا لم أر هذه النعمة التي تعطى! أنت لم ترها لأنك لم تختبرها ... ولم تختبرها لأنك لم تطلبها ... ولم تطلبها لأنك لا تشعر حتى الآن بقيمتها في حياتك من كل ناحية" (كتاب الله وكفى ص 21و66)

(8) المضيف: هل يمكن أن توضح لنا مفهوم قبول المسيح بمعنى تكوين علاقة مع الله واختبار حلاوة العشرة معه؟

أبونا:

من مدلولات قبول المسيح أيضا هو تكوين علاقة مع الله واختبار حلاوة العشرة معه. وفي هذا الخصوص قال المتنيح قداسة البابا شنوده الثالث:

 1- "ما معنى الرجوع إلى الله؟ [ثم يجيب]: معناه باختصار: تكوين علاقة حقيقية قلبية معه [ويؤكد]: أقول علاقة، وليس مجرد مظاهر خارجية أو ممارسات ... البعض يظن أن الرجوع إلى الله، معناه برنامج في الصلاة والصوم والتداريب الروحية، والقراءات الروحية والاجتماعات والمطانيات ... كل هذا حسن وجميل، ولكن هل فيه علاقة قلبية مع الله أم لا؟ هل فيه حب لله أم لا؟ بدون هذه العلاقة القلبية، وبدون هذا الحب، لا تكون قد رجعت إلى الله، مهما كانت لك صلاة وأصوام وقراءات ومطانيات ... إنما بالعلاقة مع الله وبالحب، تأخذ كل هذه الوسائط الروحية فاعليتها وقوتها ... فالقلب أولا، ومنه تصدر هذه الممارسات" (كتاب الرجوع إلى الله ص 35و36)

2- وقال أيضا: "ارجع إلى الرب ... ارجع إلى النور ... ارجع إلى الروح ... ارجع إلى الحياة ... وبهذا يتجدد مثل النسر شبابك ... وتشعر بالعزاء في حياتك الروحية، وتدب الحرارة في حياتك، ويصير لحياتك طعم، ويصير لها هدف، وتشعر أن الله داخلك، وأنه معك، وتذوق ملكوته، وتختبر حلاوة العشرة معه، وتعرف معنى عبارة "الالتصاق بالرب" (مز73: 28) (كتاب الرجوع إلى الله ص 50)

3- وقال كذلك: "الذي يكون الرب نصيبه يجد متعة في الله ولذة. إنه يفرح بالرب ويجد متعة في الجلوس معه، ولذة في محادثته ... وفرح الإنسان بالله، يدفعه إلى أن يخصص لله وقتا أكثر، وأن يدخله في العمق، عمق قلبه، وعمق حبه، وعمق تفكيره واهتماماته ... ما هي علاقتك بالله؟ هذا إن كانت لك علاقة به فعلا ... وأين الله منك؟ ما مدى وجوده فيك؟

      هل هو على هامش حياتك؟ أم هو في صميم حياتك؟ كن صريحا مع نفسك، ولا تخدع ذاتك ... أقول هذا، لأن البعض قد يصلي، والله على جانب حياته، وليس في العمق. وقد يصوم هذا الإنسان، ويتناول، ويمارس كل الوسائط الروحية، ومع ذلك لا يزال الله على جانب حياته!

       فمتى يصير الله هو حياته كلها؟ ومتى نقول مع بولس الرسول: "لي الحياة هي المسيح" (في1: 21)" (كتاب الله وكفى ص 34و35)

4- وأضاف: "أنت تريد أن تكون سعيدا في حياتك. وللسعادة أسباب. فهل الله هو سبب سعادتك وهو مصدرها؟ أم أن هناك أسبابا تسعدك بدلا من الله" (كتاب الله وكفى ص 64)

(9) المضيف: شكرا لتذكيرنا بهذه الجواهر المنعشة للنفس، هل لك تعليق في نهاية هذا الطرح؟

أبونا:

1-  من كل ما قيل نستطيع أن ندرك أن من معاني قبول المسيح هو التمتع بخبرة حلاوة العشرة معه.

2-  لقد أزَفَ وقت الحلقة ولم نتكلم إلا على:

1- إيقاظ المسيح النائم في السفينة

2- المعرفة الاختبارية

3- تكوين علاقة مع الله واختبار حلاوة العشرة معه

3- وسوف نتكلم الحلقة القادمة عن بقية مفاهيم قبول المسيح وهي:

1- سكنى الله في القلب

2- إدراك وجود الله في الداخل

4- فإلى اللقاء بمشيئة الله.

إختبارات العابرين والعابرات

(10) المضيف: هل نستطيع أن نستمع لبعض اختبارات العابرين لنرى عمل الله في النفوس؟

أبونا:

1- بكل سرور.

2- وليكن هذا تشجيعا للكثيرن الذين لم يتخذوا بعد قرار العبور.

 (تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)

المداخلات

(11) المضيف: شكرا جزيلا على هذا لشرح الواضح. هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟

أبونا: يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.

ختام

(12) المضيف: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟

أبونا: أولا: الصلوات الختامية:

(1) شكرا لك يا رب لأجل كل ما كلمتنا عنه.

(2) اذكر كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.

(3) واذكر قناة الفادي لتبارك خدمتها والفريق العامل فيها.

(4) واذكر المعضدين للقناة لتعوضهم بكل بركة روحية.

(5) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.

ثانيا: البركة الختامية:

(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.

(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.

 

 

إقرأ 1197 مرات

شاهد الفيديو