طباعة هذه الصفحة

(حياتك الروحية 347 صنعت خلاصا (59

قييم هذا الموضوع
(1 تصويت)

(حياتك الروحية (347
الثلاثاء 26 فبراير 2019
(صنعت خلاصا (59
إعداد القمص زكريا بطرس

 

(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (347) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.

أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.

(2) المضيف: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.          

أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] سيدي ... آمين [3] كما أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.

(3) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟

أبونا: موضوع الحلقات السابقة كان عن: أنواع أسـلحـة  محـاربـتنا الدفاعية الروحية:

1-  في المعارك البرية.

2-  في المعارك البحرية.

3-  في المعارك الجوية.

وتكلمنا عن السلاح الدفاعي الجوي وهو حلة الاتضاع.

(4) المضيف: وفيما ستكلمنا اليوم؟

أبونا:

الواقع أننا ونحن نتكلم عن الاتضاع في الحلقة الماضية لم يتسع الوقت لعرض بعض الأمثلة عن رجال الله الذين عاشوا بالاتضاع. وهذا ما سوف نتكلم عنه اليوم. وسأكتفي ببعض الأمثلة وهي:

1- يوحنا المعمدان.

2- بولس الرسول.

3- بطرس الرسول.

(5) المضيف: هل يمكن أن تحدثنا أولا عن المعمدان كمثال للإتضاع؟ 

أبونا:

1-      يوحنا المعمدان كان شخصا محترما من الجميع،

2-      وعندما سئل، من أنت؟

3-      اعترف ولم ينكر وأقر: "إني لست أنا المسيح"

4-      ثم أردف قائلا: "في وسطكم قائم هو الذي يأتي بعدى الذي صار قدامى الذي لست بمستحق أن أحل سيور حذائه "

5-      ثم أشار إلى المسيح قائلا: "هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم" (يو29:21).

6-      فلم يكتف يوحنا المعمدان بأن يخفى ذاتـه وينكرها،

7-      وإنما جوهر الاتضاع في يوحنا المعمدان هو إظهار شخص يسوع رافع خطية العالم.

8-      لهذا نراه في عبارات الاتضاع يعقد المقارنة بين حقارة ذاته وبين رفعة شخص المسيح فيقول: "في وسطكم قائم هو الذي يأتي بعدي الذي صار قدامي" (يو27:1)

9-      فيوحنا يخفي ذاته في اتضاع ليقدم شخص المسيح.

(6) المضيف: وتأكيدا لكلامك نرى المعمدان يقول "الذي لست بمستحق أن أحل سيور حذائه"، مظهرا كرامة المسيح ومركزه السامي.

أبونا:

1-  أنت على حق .

2-  ثم فرَق بين معموديته التمهيدية ومعمودية المسيح الأصلية عندما قال "أنا أعمدكم بماء التوبة. ولكن الذي يأتي بعدى هو أقوى منى ... هو سيعمدكم بالروح القدس ونار" (مت11:3).

3-  وما أعجب قوله "هو أقوى منى" مظهرا بهذا ضعفه ومشيرا إلى قوة المسيح، وإلى قوة معموديته.

4-  وعندما أتى إليه تلاميذه قائلين "يا معلم هوذا الذي كان معك في عبر الأردن الذي أنت شهدت له هو يعمد والجميع يأتون إليه" أجاب يوحنا وقال "لا يقدر إنسان أن يأخذ شيئا إن لم يكن قد أعطى من السماء. أنتم أنفسكم تشهدون لي أنى قلت لست أنا المسيح بل إني مرسل أمامه. من له العروس فهو العريس. وأما صديق العريس الذي يقف ويسمعه فيفرح فرحا من أجل صوت العريس. إذا فرحى هذا قد كمل. ينبغي أن ذلك يزيد وأنى أنا انقص" (يو26:3ـ30).

5-  ولعلك تلاحظ كيف أوضح أنه مجرد صديق العريس وأشار إلى المسيح على أنه هو العريس ثم ختم حديثه بشعار الاتضاع الذهبي "ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا انقص".

(7) المضيف: قلت أيضا أن بولس الرسول هو مثل آخر للاتضاع فهل يمكن أن تحدثنا عنه؟ 

أبونا:

1-  تأمل قول بولس الرسول موضحا مفهوم الاتضاع "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في" (غل20:2).

2-  فبيَّن بهذا أن صلب الذات هو عنصر الاتضاع السلبي، وحياة المسيح في المؤمن هو عنصر الاتضاع الإيجابي.

3-  لهذا يقول أيضا "حاملين في الجسد في كل حين إماتة الرب يسوع لكي تظهر حياة يسوع أيضا في جسدنا. لأننا نحن الأحياء نسلم دائما للموت من أجل يسوع لكي تظهر حياة يسوع أيضا في جسدنا المائت" (2كو10:4ـ11).

4-  هذه هي صورة دقيقة لمفهوم الاتضاع فإماتة الجسد وسيلة لكي تظهر حياة يسوع في هذا الجسد المائت.

5-  وتتضح هذه السمة في خدمة بولس الرسول أيضا إذ يقول: "فإننا لسنا نكرز بأنفسنا بل بالمسيح يسوع رباً ولكن بأنفسنا عبيدا." (2كو5:4)

6-  فشعار الخدمة هو إظهار شخص يسوع المسيح لتتعلق به النفوس وتحبه وتعبده

7-  أما الخادم فيتوارى خلف الصليب ويختفي في ظلاله ثم يقف من بعيد متهللا فرحا كصديق العريس الذي تسلم العروس.

8-  فهل يا عزيزي المبارك تخفى ذاتك لكي تظهر حياة يسوع فيك وفي خدمتك؟

9-  ومن هذا نستطيع أن نخرج بنظرية واضحة للاتضاع وهى: أن الاتضاع ليس مجرد إخفاء الذات عن الناس فهذا هو العنصر السلبي في الاتضاع، وإنما هو إظهار شخص المسيح أمام الجميع وهذا هو العنصر الإيجابي في الاتضاع.

(8) المضيف: هل يمكن أن تحدثنا أيضا عن بطرس الرسول كمثال ثالث للاتضاع؟

أبونا:

1-  تأمل موقف بطرس ويوحنا بعد معجزة شفاء الرجل الأعرج من بطن أمه عند باب الهيكل الذي يقال له الجميل.(أع12:3ـ16)

2-   ماذا قال بطرس عندما رأى التفاف الشعب حولهما في اندهاش وتعجب؟! 

3-  قال ما بالكم تتعجبون من هذا؟ ولماذا تشخصون إلينا كأننا بقوتنا أو تقوانا قد جعلنا هذا يمشي؟

4-  إن إله إبراهيم واسحق ويعقوب إله آبائنا مجد فتاه يسوع  وبالإيمان باسمه شدد اسمه هذا الذي تنظرونه.

5-  فبطرس الرسول يحول أنظار الشعب إلى شخص يسوع المسيح، وهذا هو الاتضاع.

6-  فليس معنى الاتضاع أن يهرب بطرس بعد إجراء المعجزة متمتما بعض عبارات عدم الاستحقاق!

(9) المضيف: هل يمكن أن تلخص لنا مفهوم الاتضاع بعد هذا العرض الرائع؟

أبونا:

1-  ليس الاتضاع يا أخي مجرد خفض الرأس وتنكيسها في تذلل..

2-  فربما تنجح في هذا ولكن قلبك من الداخل لا زال منتصبا متشامخا.

3-  وليس الاتضاع عينين ذابلتين ووجها مكمدا مقطبا بينما عينا قلبك مفتوحتان بانتفاخ وشهوة

4-  وليس الاتضاع تمتمات شفاه ضامرة في صوت خافت بينما بالقلب من الداخل صيحات العجب والسبح الباطل.

5-  الاتضاع هو عملية ختان للقلب بالروح،

6-  واقتناع داخلي بأنني في ذاتي لا شئ بل أحقر من تراب الأرض، لأن التراب لم يخطئ إلى الله أما أنا فقد عوجت المستقيم أمامه.

7-  الاتضاع هو تمجيد نعمة الله التي تنازلت لتسكن في آنية خزفية مدنسة، كما يقول معلمنا بولس الرسول "أنا الذي لست أهلا أن أدعى رسولا لأني اضطهدت كنيسة الله، ولكن بنعمة الله أنا ما أنا ونعمتة المعطاة لي لم تكن باطلة بل أنا تعبت اكثر من جميعهم ولكن لا أنا بل نعمة الله التي معي" (1كو9:15ـ11).

8-  فبولس الرسول يكشف عن اقتناعه القلبي أنه ليس أهلا ليدعى رسولا،

9-  ويؤيد اقتناعه هذا بالدليل إذ يقول: "لأني اضطهدت كنيسة الله"

10-    فلم يكن كلامه إدعاء أو تظاهرا أو تصنعا، بل إتضاعا حقيقيا نتج عن اقتناع قلبي.

11-    فهو وإن كان قد أظهر الجانب السلبي في الاتضاع يكمل حديثه بإظهار الجانب الإيجابي فيه فيشير إلى عمل نعمة المسيح فيه قائلا: "أنا ما أنا ونعمته المعطاة لي لم تـكن باطلة" (1كو15: 10)

12-    ثم يردف قائلا: "أنا تعبت اكثر من جميعهم" وحتى لا يلتبس الأمر على أحد فيظن أن بولس أبتدأ يفـتخر في كبرياء، يكمل حديثه قائلا "لا أنا بل نعمة الله المعطاة لي"

13-    من هذا يا أخي يتضح أن للاتضاع شـقين:

أ‌-   الشـق الأول سـلبي: وهو إخفاء الذات بل موتها.

ب‌-     والشـق الثاني إيجابي: وهو إظهار وتمجيد شخص المسيح.

14-    ختاما أضع أمامك هاتين المعادلتـين:

أ‌-   منطق المتكبـر هو: أنـا لا المسيـح.

ب‌- منطق المتضع  هو: لا أنا بل المسيح.

15-    هذا ما قرره بولس الرسول في (غل2: 20) "مع المسيح صلبت فاحيا لا انا بل المسيح يحيا فيَّ فما احياه الان في الجسد فانما احياه في الايمان ايمان ابن الله الذي احبني و اسلم نفسه لاجلي".

إختبارات العابرين والعابرات

(10) المضيف: هل نستطيع أن نستمع لبعض اختبارات العابرين لنرى عمل الله في النفوس؟

أبونا:

1- بكل سرور.

2- وليكن هذا تشجيعا للكثيرن الذين لم يتخذوا بعد قرار العبور.

 (تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)

المداخلات

(11) المضيف: شكرا جزيلا على هذا لشرح الواضح. هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟

أبونا: يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.

ختام

(12) المضيف: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟

أبوناأولا: الصلوات الختامية:

(1) شكرا لك يا رب لأجل كل ما كلمتنا عنه.

(2) اذكر كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.

(3) واذكر قناة الفادي لتبارك خدمتها والفريق العامل فيها.

(4) واذكر المعضدين للقناة لتعوضهم بكل بركة روحية.

(5) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.

ثانيا: البركة الختامية:

(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.

(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.

 

معلومات إضافية

  • تاريخ الحلقة: الثلاثاء, 26 شباط/فبراير 2019
إقرأ 1713 مرات

شاهد الفيديو