طباعة هذه الصفحة

إنطلاق تاسونى فيوليت

قييم هذا الموضوع
(15 أصوات)

الله فى الحدث

الإثنين 15 ديسمبر 2014

إنطلاق تاسونى فيوليت

كلمة للقمص زكريا بطرس

انطلاق العظيمة بين النساء

تاسوني فيوليت

يوم الأحد 14/12/2014م

الساعة الثامنة مساءً

       النعمة لكم والسلام أيها الأحباء المباركين.

       لقد انطلقت العظيمة بين النساء تاسوني فيوليت شريكة جهادي على مدى أكثر من 55 عاما. انطلقت روحها الطاهرة يوم الأحد 14/12/2014م الساعة الثامنة مساءً، وقد حملتها ملائكة العلي إلى حضرته البهية.

       وبكل الإيمان نحن أسرتها نطوبها لأنه "طوبى للاموات الذين يموتون في الرب منذ الان نعم يقول الروح لكي يستريحوا من اتعابهم واعمالهم تتبعهم (رؤ14: 13).

       وأحب أن أشارككم أيها الأحباء بما سكبه الرب على قلبي من تعزيات في هذه التجربة. فقد كنا ننتظر رحيلا جماعيا معا يوم المجئ الثاني للسيد المسيح ليختطف المؤمنين. "لان الرب نفسه بهتاف بصوت رئيسملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء والاموات في المسيح سيقومون اولا ثم نحن الاحياء الباقين سنخطف جميعا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء وهكذا نكون كل حين مع الرب. (1تس4: 16 و17)

ولكن الله في حكمته الفائقة عجل بذهابها إليه رحمة منه بجسدها الضعيف، وأما هي فلن تكف عن رسالتها الأساسية وهي الصلاة من أجل مجد المسيح وامتداد ملكوته بخلاص النفوس الغالية على قلبه.

وتتركز مشاركتي معكم في تعزيات الرب حول ما جاء في سفر (حز24: 15 ـ 18) "وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ: يَا ابْنَ آدَمَ, هَأَنَذَا آخُذُ عَنْكَ شَهْوَةَ عَيْنَيْكَ بِضَرْبَةٍ, فَلاَ تَنُحْ وَلاَ تَبْكِ وَلاَ تَنْزِلْ دُمُوعُكَ. تَنَهَّدْ سَاكِتاً. لاَ تَعْمَلْ مَنَاحَةً عَلَى أَمْوَاتٍ. لُفَّ عِصَابَتَكَ عَلَيْكَ وَاجْعَلْ نَعْلَيْكَ فِي رِجْلَيْكَ وَلاَ تُغَطِّ شَارِبَيْكَ وَلاَ تَأْكُلْ مِنْ خُبْزِ النَّاسِ. فَكَلَّمْتُ الشَّعْبَ صَبَاحاً وَمَاتَتْ زَوْجَتِي مَسَاءً. وَفَعَلْتُ فِي الْغَدِ كَمَا أُمِرْتُ".

       هكذا كان أمر الرب لحزقيال أن لا يتصرف كأهل العالم في أحزانهم، فقد أعلمه أنه سيأخذ زوجته شهوة عينيه محبوبته. وأصدر له 9 وصايا:

1ـ لاَ تَنُحْ 2ـ وَلاَ تَبْكِ 3ـ وَلاَ تَنْزِلْ دُمُوعُكَ. 4ـ تَنَهَّدْ سَاكِتاً. 5ـ لاَ تَعْمَلْ مَنَاحَةً عَلَى أَمْوَاتٍ. 6ـ لُفَّ عِصَابَتَكَ عَلَيْكَ 7ـ وَاجْعَلْ نَعْلَيْكَ فِي رِجْلَيْكَ 8ـ وَلاَ تُغَطِّ شَارِبَيْكَ [عادة قديمة] 9ـ وَلاَ تَأْكُلْ مِنْ خُبْزِ النَّاسِ [الذي يحضره الأصدقاء في ولائم العزاء].

وسر التعزية يكمن في النظرة الصحيحة لمفهوم الموت. فالواقع هناك رؤيتان للموت تترتب عليهما نتيجتان مختلفتان، هما الرؤية السلبية والرؤية الإيجابية.

أولا: الرؤية السلبية: هي رؤية أهل العالم، وهي رؤية قاصرة تتركز في:

(1) رؤية الفقدان: فأهل العالم يسمون الراحل: بالفقيد، ويركزون على فقدان الجسد. أما المؤمنون فشعارهم: "اذن نحن من الان لا نعرف احدا حسب الجسد وان كنا قد عرفنا المسيح حسب الجسد لكن الان لا نعرفه بعد" (2كو5: 16)

هذا معناه: أن علاقتنا تتجاوز النظرة إلى الجسد وتتعداها إلى ما صارت إليه الروح في المجد في حضرة السيد المسيح، الذي ما عدنا ننظر إليه أيضا في ضعف الجسد المصلوب بل في قوة وبهاء الروح القائم من الأموات.

لهذا فالمؤمنون لا ينظرون للموت أنه خسارة أو فقدان، بل كما قال بولس الرسول: "لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح(في1: 21)

       هذا عن الجانب الأول من الرؤية السلبية رؤية الفقدان، وهناك الجانب الثاني من الرؤية السلبية وهو:

(2) رؤية الفراق: إذ يركز أهل العالم على عامل الفراق وأننا لن نعود نرى الراحل فيما بعد. أما رؤية المؤمنين ففيها يقين اللقاء، وتجلى ذلك الإيمان في قول داود النبي بخصوص رحيل إبنه: "والان قد مات فلماذا اصوم هل اقدر ان ارده بعد؟ انا ذاهب اليه واما هو فلا يرجع الي" (2صم12: 23)

       المشكلة تكمن في المفاهيم الخاطئة التي عندنا. فالأرض ليست وطننا الأبدي، نحن نعبر أرض الغربة لنستوطن عند الرب، هذا ما قرره بولس الرسول بقوله في (2كو5: 8) "نثق ونسر بالاولى ان نتغرب عن الجسد ونستوطن عند الرب"

(3) هذه النظرة السلبية بجانبيها المغلوطين من فقدان وفراق، تنتج الأحزان: والكتاب المقدس يقول: "لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم، لانه ان كنا نؤمن ان يسوع مات و قام فكذلك الراقدون بيسوع سيحضرهم الله ايضا معه. فاننا نقول لكم هذا بكلمة الرب اننا نحن الاحياء الباقين الى مجيء الرب لا نسبق الراقدين. لان الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس ملائكة و بوق الله سوف ينزل من السماء و الاموات في المسيح سيقومون اولا. ثم نحن الاحياء الباقين سنخطف جميعا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء و هكذا نكون كل حين مع الرب. لذلك عزوا بعضكم بعضا بهذا الكلام" (1تس4: 13 ـ 18).

       تلك هي النظرة السلبية مصدر الأحزان عند أهل العالم وغير المؤمنين الحقيقيين، وأما المؤمن الحقيقي فينظر إلى الموت برؤية مختلفة، هي:

ثانيا: الرؤية الإيجابية: فالموت في مفهوم المؤمن هو:

(1) راحة من أتعاب الجسد: طوبى للاموات الذين يموتون في الرب منذ الان نعم يقول الروح لكييستريحوا من اتعابهم واعمالهم تتبعهم (رؤ14: 13)

(2) والجانب الثاني في الرؤية الإيجابية هو: رؤية المسيح: قال السيد المسيح للص التائب: "اليوم تكون معي في الفردوس" (لو23: 43). وداود النبي يقول: اما انا فبالبر انظر وجهك اشبع اذا استيقظت بشبهك(مز17: 15)، وفي الترجمة التفسيرية: "أَمَّا أَنَا فَبِالْبِرِّ أُشَاهِدُ وَجْهَكَ أَشْبَعُ، إِذَا اسْتَيْقَظْتُ، مِنْ بَهَاءِ طَلْعَتِكَ (مز17: 15)

(3) وهناك جانب ثالث للرؤية الإيجابية هو: بهجة الروح: عندما تدخل روح المنتقل إلى الفردوس تنظر بهاء المسيح، وترى عائلة الله المؤمنين والقديسين، وتلحق بأفراد أسرتها الذين سبقوها إلى هناك. (رؤ 7: 9ـ12) الأب والأم والأخ والأخت والحفيد. هذا المشهد الرائع صوره يوحنا الرائي قائلا: "بعد هذا نظرت واذا جمع كثير لم يستطع احد ان يعده من كل الامم والقبائل والشعوب والالسنة واقفون امام العرش وامام الخروف ومتسربلين بثياب بيض وفي ايديهم سعف النخل. وهم يصرخون بصوت عظيم قائلين الخلاص لالهنا الجالس على العرش وللخروف. وجميع الملائكة كانوا واقفين حول العرش والشيوخ والحيوانات الاربعة وخروا امام العرش على وجوههم وسجدوا لله. قائلين امين البركة والمجد والحكمة والشكر والكرامة والقدرة والقوة لالهنا الى ابد الابدين. امين."

       وهكذا كانت أشواق قلب تاسوني فيوليت الملتهب للذهاب إلى بهاء مجد المسيح، الذي تنعم به الآن في بهجة أبدية وسعادة سرمدية. طوباها وليمتعنا الرب نحن أيضا بسرعة الانطلاق فذاك أفضل جدا. آمين.

       كانت هذه كلمة التعزية التي أنعم الرب بها على ضعفي ليرفعني. وأرجو دوام صلواتكم، ليتمجد إسم الرب إلهنا معي. آمين.

في حلقة أخرى سوف أمجد إسم المسيح من خلال ما فعله في حياتها واستخدامه لها حتى صارت قدوة ومثلا أعلى يحتذى بإيمانها، كما قال بولس الرسول: "انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم"(عب13: 7).

سلام لكم وإلى اللقاء.

 

 

معلومات إضافية

  • تاريخ الحلقة: الإثنين, 15 كانون1/ديسمبر 2014
إقرأ 11721 مرات

شاهد الفيديو